ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5 - 00:01
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
في ظل موجة التغيير التي تعم العالم العربي والتي هبت رياحها الأولى في تونس ومصر ولازالت تهب في اليمن والسودان والجزائر ، نتساءل هنا ، متى ستهب رياح التغيير على سوريا ؟ لعل هذا السؤال يقودنا إلى سؤال آخر، هل النظام السوري بمنأى عن التغيير ؟.
رغم أن سوريا أكثر دولة عربية شهدت انقلابات عسكرية ، إلا أنها أول دولة مارست الديمقراطية البرلمانية في حقبة الخمسينات ، لكن الاستعصاء القائم في سوريا اليوم ، والذي يحول دون حدوث عملية التغيير السياسي بالوسائل السلمية ، يعود إلى طبيعة النظام نفسه من حيث كونه نظاماً طائفياً – عسكرياً ، اتفق معنا الآخرون أم اختلفوا.
فالنظام التونسي السابق ، نظام زين العابدين بن علي ، رغم أنه من الناحية الشكلية نظاماً علمانياً ، إلا أنه في جوهره نظاماً عسكرياً صارماً ، لكنه ليس نظاماً طائفياً ، كما في حالة النظام السوري ، الذي طيف السلطة والدولة بمؤسساتها المختلفة ، ولهذا عندما هبت رياح التغيير في تونس ، انهار النظام بشكل دراماتيكي مهول .
كما أن النظام المصري الراهن ، الذي تعود بدايات تأسيسه إلى 23 يوليو عام 1952 ، فإنه أيضاً نظاماً عسكرياً وليس نظاماً أقلوياً كما هو حال النظام السوري .
فالتغيير في سوريا ، في ظل هذه التعقيدات ، ربما يحتاج إلى معجزة ، لكنه حقيقة واقعة لا بد أن تحدث بحكم الصيرورة التاريخية ، سواء تأخر حدوثه أو تعجل ، وهو ما يدركه النظام السوري في سره .
الأمر الذي يعني أن التغيير في سوريا ، قادم لا محالة ، ولن يكون من دون أثمان باهظة، ينبغي أن يقدمها الشعب على مذبح حريته وكرامته المهدورة منذ ما يزيد عن أربعين عاماً ، ولكن ما يعيق حدوثه حتى الآن ، تركيبة النظام الطائفية التي تستميت دفاعاً عن مكتسبات السلطة ، وفي سبيل تعزيز ذلك المكتسب ، لا ترى ضيراً في استعداء شريحة كبيرة من المجتمع السوري .
وعليه ، فإن الطائفية السياسية ، مثلما هي نقطة ارتكاز أساسية لدى النظام السوري في صده وقمعه لحركة المجتمع ، أيضاً هي نقطة ضعف مركزية ، عندما يتعلق الأمر بالتغيير وتداول السلطة .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟