أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - شالوم (6) שלום















المزيد.....

شالوم (6) שלום


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 3244 - 2011 / 1 / 12 - 13:02
المحور: الادب والفن
    


( ردهة الكنيس )
قاعة فسيحة ، جدرانها مطلية باللون الأبيض ، ينتصب على جانبيها الأيمن والأيسر أربعة أعمدة رخامية مزخرفة من الأعلى والأسفل بتيجان رومانية قديمة وفي المنتصف يحيط بكل عمود ثلاثة مصابيح زجاجية ، تتدلى من سقف القاعة نجفة كبيرة تحوي على ثمان مصابيح مضاءة ، على الجدار الأيمن تبرز لوحة جدارية كبيرة للشمعدان التساعي ، يحاذيه لوحتان صغيرتان كتبت عليهما نصوص من لوحي العهد ، أما على الجدار الأيسر ، يظهر رسم كبير باللون الأزرق لنجمة داود ، وفي منتصف القاعة توجد طاولة مستطيلة من الأرابيسك وعلى جانبيها مقعدان خشبيان متوازيان ، يجلس عليهما كل من سارة وعزرا وشالوم ورعنان ويهوديت .
رعنان ( متنفساً الصعداء ) : لقد انتهت حرب الغفران ، وانتهت معها كل الهواجس.
يهوديت : كانت حرباً طائشة بدأها العرب من دون أن يحققوا شيئاً .
عزرا ( يومئ برأسه ) : أجل .. ولهذا اعتبرها العرب نصراً مؤزراً لهم ، لكن الواقع يقول عكس ذلك .
يهوديت : حقاً إن أمر هؤلاء العرب لعجيب ، يدّعون النصر من دون أن يحققوه ، وها نحن هنا في قلب أورشليم ، لم يسمنا ضر أو سوء ( تهز برأسها ساخرة ) أي نصر هذا الذي يدّعون ؟.
سارة ( في حالة عدم اكتراث )
شالوم ( منصتاً بعمق )
رعنان : ربما اختلفت معايير النصر لدى العرب عن معايير النصر لدينا ، فالنصر في منظورهم هو المبادأة بالحرب وانتزاع زمام المبادرة ، بغض النظر عن النتائج التي على أساسها تتحدد معايير النصر والهزيمة .
عزرا ( يحدق بسارة ) : سارة ما بك ، لِمَ لا تبادلينا أطراف الحديث ؟.
سارة : هاأنذا أصغي إليكم بعمق ، فهل من الضرورة بمكان أن أشارككم الرأي حول الحرب وآلامها ؟.
رعنان ( مشيراً إلى سارة ) : إننا نقيّم الأوضاع التي مرت بها دولتنا إبان الحرب ، ولابد أن يكون لديك رأيك الخاص .
شالوم ( مقاطعاً بعفوية ) : أمي لا تحب الحرب .. أليس كذلك يا أمي ؟.
سارة ( تقبل رأس شالوم ) : أجل .. أجل يا شالومي .
يهوديت ( تتمتم ) : مممم .. الآن فقط عرفت لماذا لا تحبين الحديث عن الحرب .
عزرا : هكذا هي سارة ، كل حديث يبدأ بالحرب أو ينتهي بها ، لا قيمة له عندها .
رعنان : أحقا ذلك سارة ؟.
سارة ( بثقة ) : أجل .. فأنا لا أرى في الحرب أي فائدة تجنى سوى الدماء والدموع .
شالوم : أمي تحب السلام .. أسألوها وستعرفون لماذا .
سارة ( تربت على كتف شالوم ) : أنت والسلام شيء واحد ، بل واسم واحد .
يهوديت ( متصنعة ) : عزيزتي سارة ، لست وحدك مَن يحب السلام ، فكل شعب إسرائيل ينشد السلام ، حبك الزائد ليس مفهوماً ولا مبرراً بالنسبة لدينا .
سارة : ليتني أكون أقل الناس حباً للسلام ، ولكم أتمنى أن يغمر السلام قلوبنا جميعاً .. ولكن ( مترددة ) .
( صمت قصير .. تدمع سارة )
رعنان ( مندهشاً ) : ما الأمر ، ما دهاك ؟.
شالوم ( يضم سارة بذراعيه ) : أمي .. ما بك يا أمي ؟.
سارة ( تكفكف دموعها بمنديل )
عزرا : حبيبتي سارة ، هل أنت بخير ؟.
سارة ( تنشج ) : بخير .. بخير ( تقبل شالوم )
يهوديت : إنني شديدة التأسف .
سارة : ليس ذنبك وحدك ، أنه ذنبنا جميعاً .
رعنان ( مستغرباً ) : وما هو ذنبنا ؟.
سارة : ذنبنا أننا عندما نحب ، فإننا لا نحب بعمق ، كلنا يحب السلام ، لكن أين هو السلام ، إنه على ألسنتنا وشفاهنا فقط ، وليس في أعماق قلوبنا .
رعنان : كلا يا عزيزتي ، ليس ذنبنا أننا نحب السلام وغيرنا يحب الحرب ويقودنا إليها مكرهين .
يهوديت ( تومئ برأسها ) : أجل السلام في قلوبنا جميعاً .
سارة : حسناً ، ها قد وضعت الحرب أوزارها ، فلماذا لا نبادر إلى السلام قبل أن يبادر العرب ؟.
عزرا : حبيبتي سارة ، هكذا أمر يختلف تقديره من طرف لآخر ، فإذا ما بادرنا نحن ، قد يفهم الطرف الآخر مبادرتنا هذه ، أنها دليل ضعف واستكانة ، وإذا ما بادرنا الطرف الآخر ، سنظهر وكأننا أقل اهتماما بالسلام منه ، لذا فإن تقدير هكذا أمر ، يحتاج إلى طرف ثالث يراعي مصالح الطرفين ويأخذ بها على قدر المسئولية.
رعنان : أحسنت يا صديقي ( يحدق بسارة ) وهذا الطرف الثالث ، ليس حاضراً حتى الآن .
سارة : ومَن تتوقعون أن يكون هذا الطرف الثالث ؟.
رعنان : الأمريكان .. وهل مَن أحد سواهم ؟.
يهوديت : أليس من الممكن أن يكون السوفييت ؟.
رعنان : كلا .. السوفييت لا يقفون على مسافة واحدة بيننا وبين العرب ، كما يفعل الأمريكان الذين هم أصدقاؤنا وأصدقاء العرب في آن معاً .
سارة ( يائسة ) : ألم أقل قبل قليل ، إن السلام الذي نتحدث عنه يقف على ألسنتنا وشفاهنا فقط ، وليس في قلوبنا ( محتدة ) السلام الذي في القلب لا يحتاج إلى موازين ومعادلات ، ولا إلى مفاوضات ، إنه يعني العيش الحقيقي على هذه الأرض المقدسة دون قيد أو شرط .
يهوديت : لكن التعايش في أورشليم بيننا وبين المسلمين والمسيحيين ، حقيقة واقعة لا ترقى إلى الشك ، إنهم يؤدون شعائرهم الدينية في مساجدهم وكنائسهم كما يقيمون مناسباتهم وأعيادهم الدينية بكل حرية .
سارة : لا خلاف حول ما تقولين ، لأن ذلك أمر اعتيادي، يحصل في كل دول العالم التي تتعدد فيها الطوائف والأديان ، ولا علاقة له بالسلام الذي عنيت .
رعنان ( يحدق بعزرا ) : لم أفم شيئاً حتى الآن .
عزرا ( محرجاً ) : لا تشغل ذهنك كثيراً ، زوجتي سارة من النوع الذي يبحر في فضاءات مفتوحة ويغوص في ما وراء الطبيعة .
شالوم : ما معنى ذلك يا أبتي ؟.
عزرا : لازلت صغيراً على إدراك فلسفة الحياة .
سارة ( تنهض منزعجة ) : سأذهب لأصلي .
عزرا ( يحدق في ساعته ) : لكن الوقت لا زال مبكراً .
سارة ( بنزق ) لقد مللت كثيراً .. ( تهم بالخروج ) .
شالوم ( ينهض ) : سآتي معك يا أمي .
رعنان ( ينهض ) : ونحن أيضاً سنأتي معك .
يهوديت ( تنهض ) : ليس من اللائق أن ندعك تذهبين وحدك .
عزرا ( يشير بيده ) : تفضلوا .. تفضلوا .
رعنان : هيا بنا .
( تغادر سارة أولاً .. يتبعها الآخرون )
* * *
إظلام



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شالوم (5) שלום
- شالوم (4) שלום
- شالوم (3) שלום
- شالوم (2) שלום
- طل الملوحي .. فجر الثورة والحرية
- شالوم (1) שלום
- العقل المادي واللا مادي في الإسلام
- تمرد العقل عن سياق الوحي
- العقلانية واليقينية في النص القرآني
- العقل الإسلامي كمعطى ثابت
- تجريد العقل (الفطري) الإسلامي
- العقل وتحكيم القضايا الإلهية
- حدود التصورات العقلية في الإسلام
- العقل ( كجوهر ) إسلامي
- إسلام بلا عقل !
- عقل بلا إسلام !
- طل الملوحي و أكاذيب النظام السوري
- اليوم العالمي للشاعرة طل الملوحي المغيبة في المعتقلات الأسدي ...
- طل الملوحي .. الألم والأمل
- كلنا طل الملوحي


المزيد.....




- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - شالوم (6) שלום