ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 3256 - 2011 / 1 / 24 - 11:16
المحور:
الادب والفن
( حائط المبكى )
تجلس سارة على مقعد خشبي بالقرب من حائط المبكى
سارة ( محدثة نفسها ) : يا ترى ما هي أخبار شالوم ؟ ( تتنهد ) آآآآه كم اشتقت إليك؟ .
( تخرج صورة شالوم من حقيبتها وتحدق فيها )
سارة : ولدي الحبيب ( تقبل الصورة وتضمها إلى صدرها ) ليتك ظللت معي ( تطفر الدموع من عينيها ) أكاد لا أصدق نفسي ، شالوم على خطوط الجبهة الشمالية، لماذا ؟ (متضرعة) يا رب متى ستحل بركات السلام ؟ فأنت الذي تبارك شعبك، شعب إسرائيل بالسلام .
( يحضر عزرا مرتدياً "الطاليت"، ومعتمراً "الكيبا" )
عزرا (يجلس) : السلام عليك .
سارة ( تكفكف دموعها) : وعليك السلام .
عزرا ( مستغرباً) : سارة .. ما بك ؟
سارة ( تسمح وجنيتها بمنديل ) : لا شيء .. لا شيء .
عزرا : بحق هذا اليوم المقدس ، أن تقولي ما دهاك ؟.
سارة ( تتلعثم) : كنت .. كنت ، قبل أن .. ظل شالوم لا يفارقني .
عزرا ( يهز برأسه ) ولهذا كنت قلقة ، أليس كذلك ؟.
سارة ( تومئ برأسها) : بلى .. ولسبب آخر ، أظنك تعرفه .
عزرا ( يربت على كتفها ) : حبيبتي سارة ، أرجو أن لا تدعي القلق يسيطر عليك، فعما قريب ستجدين شالوم بيننا .
سارة ( تهز رأسها مستنكرة) : شالوم .. ها قد أصبح اليوم عسكرياً ، وغداً قد يصبح جنرالاً ، ولا أحد يدري ، ماذا سيصبح بعد غد ؟.
عزرا : وما الضير في ذلك ، ألم أكن عسكرياً محباً للسلام ؟.
سارة : بلى .. السلام يحتاجنا جميعاً، لكنني أخشى الآن على شالوم أكثر مما أخشى على نفسي .
عزرا ( مستنكراً): وممن تخشين ؟.
سارة ( قلقة ) : أخشى أن يعي الحقيقة ( صمت قصير) تصرفاته مع رفاقه في المدرسة ، وأسئلته المبهمة توحي بذلك .
عزرا : وعن أي حقيقة تتحدثين ؟.
سارة : حقيقة .. ( تصمت ) حقيقة جذوره العربية .
عزرا : لا .. لا أعتقد أن هذا السبب يدعو للقلق، حتى لو عرف حقيقة كونه عربياً ، فما عساه أن يفعل ؟.
سارة ( عابسة ) : لا أدري .. أريده أن يبقى معي بعيداً عن الجيش وعن جبهات القتال .
عزرا : طالما أنه عاش ونشأ بيننا، فهو ابن هذا البلد، سأدعو أن يحفظه الرب عقب كل صلاة .
سارة ( مطرقة رأسها ) : وحدها الأيام أدرى بما تحمله لنا من مفاجآت .
عزرا ( يحدق بساعته ) : لا بأس ( يقف ) ساعات قليلة ويحل السبت ، لا بد من الاستعداد مسبقاً ليوم الغد ، فلا سبت من دون خمر .
سارة : ولا سبت من دون سلام ( تقف ) حسناً .. هيا بنا .
( يخرجان )
* * *
إظلام
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟