ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 3312 - 2011 / 3 / 21 - 08:50
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
يبدو أن زمن الإصلاح ولى إلى غير رجعة ، فالسوريون الذين نخرهم فساد النظام السوري منذ مطلع سبعينات القرن الماضي، باتوا اليوم بأمس الحاجة إلى التغيير .
فمعدلات الفساد في ازدياد مضطرد مع تحكم الحلقة الضيقة من زبانية النظام على موارد البلاد ، وشبح البطالة يحوط الجميع ولا يستثني أحداً ، ويكاد الفقر بأنيابه الحادة يلتهم ممن هم حوله.
ثلاثية الفقر والفساد والبطالة ، التي أسس لها النظام السوري لغرض السيطرة والهيمنة على البلاد ، مقابل ثلاثية النهب والقمع والمنع ، جميعها تشكل أهم عوامل الثورة على الصعيد الاقتصادي .
أما على الصعيد السياسي ، فعوامل الثورة كثيرة ووفيرة ، لعل أهمها :
1- امتهان كرامة الانسان السوري من خلال زجه في السجون والمعتقلات ، وإذلاله المستمر في أقبية المخابرات ومراكز التحقيق ، فضلاً عن تحقيره في الدوائر والمؤسسات الحكومية .
2- خداع الرأي العام من خلال تزييف الوقائع والحقائق ، والادعاء الكاذب بالذود عن شرف " الأمة " ورفع راية " المقاومة" فيما لايزال الجولان يرزح تحت وطأة الاحتلال ، والنظام القائم وحده المسؤول عن احتلاله .
أربعون عاماً والشعب السوري في غيبوبة مستديمة ، كلما استفاق منها ، ناله من القمع والقهر ، ما لم تنله شعوب الارض قاطبة ، أربعون عاماً ، ونظام الاستثناء يحكم سورية بقبضة من الحديد والنار ، لا لشيء سوى أنه مسكون بشهوة القمع والعسف .
لقد راهن الجميع على فناء الشعب السوري ، بل أن الكثير من السوريين فقدوا الإحساس بهويتهم ، التي كانوا يباهون بها شعوب الشرق قاطبة ، فقدوها لشدة البطش والقمع ، الذي أسس لحالات متعددة من الخوف والرعب والهلع.
الآن ومع بزوغ فجر الثورة والحرية ، تبدى للقاصي والداني ، وبما لا يقبل الشك ، أن رهان النظام على فناء الشعب ، رهان فاشل ، فها هي روح الثورة والحرية ، تعود مجدداً ، وها هي مدن سورية تهب بقلب واحد ونبض واحد ، كما هبت قبلاً ضد أعتى الطغاة .
من الآن فصاعداً ، لن تكون سورية من بعد اليوم عقدة لا تقبل الحل ، والحل الأخير المتاح أمامنا هو التغيير وفتح صفحة جديدة في دفتر التاريخ .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟