أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - كوميديا تراجيدية البرلمان العراقي














المزيد.....

كوميديا تراجيدية البرلمان العراقي


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3311 - 2011 / 3 / 20 - 19:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوماً بعد يوم تتضح و تترسخ الصورة لدى المواطن العراقي عن حقيقة اعضاء مجلس النواب الجُدد وقياداتهم ، الذين حاولوا نهجَ سابقيهم من زملائهم في البرلمان السابق ، من ناحية الإمتيازات المادية والمعنوية والتسيّب في حضور جلسات المجلس والتأثيرعلى أداء الوزارات ومجالس المحافظات ( العائدة لهم ) ، فألأعضاء الحاليون يشعرون بأنّ هنالك حيف وظلم قد وقعَ عليهم للسببين التالييَن ، أولهما هوأنّ البرلمانيين السابقون كانوا ينعمون برواتب خيالية ، وهؤلاء قد تمَّ تخفيض رواتبهم وبدون إمتيازات إضافية ، إضافةً الى ان رئاسة مجلس النواب السابق ، كانت لا تحاسب الأعضاء على إلتزاماتهم ، وهم يسرحون ويمرحون بين الدول ، بل بالعكس كانت هيئة الرئاسة تقوم بدور السمسار والمتستر على سلوكيات الأعضاء وغياباتهم دون اية عقوبات رادعة ، وفي مقدمتهم – ابراهيم الجعفري- القوي الأمين !!؟؟ الذي لم يحضر جلسات البرلمان السابق حتى ولو لمرة واحدة و لمدة اربع سنوات ويستلم راتبه كاملاً مع الإمتيازات الأخرى ، وهو الآن رئيس كتلة التحالف الوطني في مجلس النواب ، نعم إنه يستحق ذلك لتعففهِ وأمانته وإلتزامه وإخلاصه بعمله !!؟؟ .
السبب الثاني هو أنّ الغيابات كانت لا تقابلها عقوبات بحق النائب ، في حين غياب يوم واحد الآن يكلِّف النائب عقوبة مقدارها نصف مليون دينار تُستَقطَع من راتبه ! ، لذا وجَدَ النواب الجُدَد ، أنّ تجارتهم ( عضوية مجلس النواب ) هي تجارة خاسرة .
لقد وجدوا سبباً للغياب عن جلسات مجلس النواب ولمدة عشرة ايام ، هوالتضامن مع شعب البحرين الشقيق ، في حين صرَّحت احدى عضوات مجلس النواب من التحالف الوطني ، ان التحالف الكردستاني اراد تعليق اعمال البرلمان ولمدة اسبوع ، إحتفالاً باعياد نوروز ، في هذه الحالة لايستطيع التحالف الوطني الاعتراض ، فلو إعترضَ حينذاك سيحتج النواب الاكراد بعدم انصافهم ، كيف يسمح لنفسه الائتلاف الشيعي بتعطيل دوائر الدولة ولمدة خمسة ايام من اجل زيارة يوم عاشوراء والكرد لايحق لهم ، هل هذا هوالعدل ! إذن من حق كل كتلة ان تأخذ إجازة وتعلّق جلسات البرلمان متى ما تشاء و كما يحلو لها ، ثمَّ أن مجلس النواب أنجزَ وشرَّع جميع القوانين المعطلة ، فمِن حق اعضائه ان ينعموا باجازة بعد جهد وعناء كبيرَين .
إنها كوميديا مأساوية ، الشارع العراقي يغلي ويلعن ذلك اليوم الذي جعله يذهب الى صناديق الانتخاب ويندم على تلك اللحظة التي قرَّرَ فيها إنتخابهم .

من أجل إمتصاص الغليان الجماهيري ، أوجدَ رئيس المجلس – النجيفي - عذرا ، مفاده ان النواب سيذهبون الى محافظاتهم ، كي يلتقوا بناخبيهم والاستماع الى مطالبهم ، ونحن نعلم جيداً ان النواب يستطيعون الإلتقاء بالمواطنين خلال عطلة نهاية الاسبوع ، فلا داعي للزيف والرياء ، بحيث حتى المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني أوصَدَ ابوابه بوجه قادة أحزاب ومسؤولين ( معمَّمين ومدنيين ) ، بعد أن فاحت جيفتهم بسبب فسادهم وسرقتهم للمال العام وإستيلائهم على عقارات الدولة وبيوت ازلام النظام البعثي ( التي من المفترض تصبح ملكيتها تعود للدولة ) ومصادرتها وجعلها ملكاً لأحزابهم ، وشراء قسم منها بسعر التراب ، من خلال عقود بيع مجحفة ، أقيامها ( واحد بالمليون من القيمة الفعلية التي يستحقها العقار في الوقت الراهن )، سؤالي هو – منذ متى الأحزاب السياسية تشتري عقارات الدولة ؟ .
المؤشر الخطير الذي يجري الآن ، هو أن قوى التشيّع السياسي ، تحاول أن تجعل الأداء الرسمي الخارجي للدولة يتحرك بالبوصلة الطائفية ، بعيداً عن الأعراف الدبلوماسية وليس كما تمليه مصلحة العراق والشعب العراقي بكل اطيافه دو تمييز . نعم نحن نتضامن مع الشعب البحريني ضد النظام الخليفي الجائر من أجل حريته وإنعتاقه ،بعيداً عن كل تخندق طائفي ، وعلينا ان لا ننسى ان كثير من المحتجّين هم من السُنّة ومن القوى الوطنية التقدمية البحرينية، الجامع المشترك بينها هو الهوية الوطنية ، فلا داعي الى نقل وزرع جرثومة الطائفية في هذا البلد الصغير وجعلِه يعاني من هذا المرض الخطير ، الذي عانى منه الشعب العراقي ودفع ثمناً غالياً من الارواح بسببه .



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيُلدَغ التيار الديمقراطي مرةً أخرى من ذات الجحر ؟
- أهكذا يُكافأ أصحاب الأيادي البيضاء !؟
- أهكذا يُكافأ أصحاب الأيادي البيضاء !؟
- لعبة خلط الأوراق لا تنجح دائماً وخنق التظاهرات هو مؤشر على ب ...
- هدير الديمقراطية قادم لا محال ... وقرارات مجلس النواب لن تجد ...
- ضرورة مراجعة المواقف قبل فوات الأوان ويكفي إستغباء الشعب
- ضرورة مراجعة المواقف قبل فوات الأوان ويكفي إستغباء الشعب
- إنطلاقة شارع المتنبي والأخطار المحدقة بها
- الحرية قبل الخبز
- الحرية قبل الخبز
- الرد الهستيري النزق
- بالإضافة الى ما ذكره د . كاظم حبيب حول خطة التنمية ...
- حينَ تعرَض الشهادات والرسائل العلمية كسلعة في أسواق البيع ال ...
- حينَ تُعرَض الشهادات والرسائل العلمية في أسواق البيع الرسمية ...
- منهجية الثيوقراطية العراقية الحاكمة
- الثقافة العراقية تنتظر القادم الأسوأ . المجالس الأدبية ... ح ...
- مجلس النواب والإجراءات الإنضباطية الجديدة
- الإتفاقيات التجارية والعملة النقدية وتأثيرها على الإقتصاد ال ...
- أنتم مَن فتح الأبواب لهم ... فلماذا تحتجّون على عودتهم !
- مؤشرات إنذا وإستفسار


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - كوميديا تراجيدية البرلمان العراقي