أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - الرد الهستيري النزق















المزيد.....

الرد الهستيري النزق


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3238 - 2011 / 1 / 6 - 19:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل سنتين كتبتُ مقالة حول التدهور العلمي الذي حلَّ بالمؤسسات العلمية والتربوية في ظل نظام البعث الإستبدادي ، الذي حشرَ نفسه في كل القطاعات بما فيها العلوم والتربية والثقافة ، ومن الظواهر السلبية هي ظاهرة تقييم الطلبة دراسياً على أساس الإنتماء لحزب البعث والمنظمة الطلابية التابع له ( الإتحاد الوطني ) وليس التفوق الدراسي ، مما أدى الى حرمان الكثير من الطلبة المتفوقين من التمتع بالبعثات والزمالات الدراسية ، لكونهم رفضوا الإنضمام الى الحزب الحاكم ومنظمته الطلابية ، وهذه الأمور هي ليست إختلاق من عندي وإنما سرَّبها مّن كان يعمل في دائرة البعثات في وزارة التعليم العالي قبل ثلاثة عقود . في حينها لم أنتقد بعض الطلبة المتفوقين ، الذين إنضموا الى البعث قسراً من أجل تحقيق طموحهم العلمي ، كما هو الحال في الحصول على وظيفة وتأمين لقمة العيش ، لكن إنتقادي لتلك الظاهرة ، هو أنها فتحت الباب أمام الطلبة الضعفاء والفاشلين و وضعتهم في نفس الميزان . في حينها وبعد عدة أيام ردَّ على مقالتي أحد الذين مسَّتهم مقالتي سلباً ، والظاهر أنه من الذين شملتهم مكرمات القائد ، مقدماً نفسه – ماجستير من امريكا ودكتوراة من فرنسا – إمتنعتُ عن الرد على مقالته لسببين ، أولهما أن أسلوب وصياغة مقالته المشحونة بالهستيريا النزقة ، دلَّت أنّ إدراكه لا يتعدى طالب في المرحلة المتوسطة ، وثانيهما أن بعض الأصدقاء الأكاديميين أخذوا على عاتقهم الرد المناسب ونشروا مقالاً بأسلوب متسامي بعيداً عن المهاترات ، لكن فَسّرَ كاتب المقالة عدم ردي هو العجز والتهيّب منه ومن جماعته .
اليوم تتكرر نفس الصورة ، إذ نشرتُ قبل عدة أيام مقالة عن ظاهرة إستفحال إنتشار الشهادات المزورة في المرحلة الراهنة وتأثيرها السلبي على الواقع العلمي والأداء الوظيفي ، وبيّنت ان التدهور العلمي والتربوي والثقافي لم يكن جديداً و وليد السنوات الأخيرة ، إنما هو إمتداد لِما كان يحصل في فترة النظام البائد . بعد عدة أيام ومرة أخرى كتب أحد الذين إمتعضوا من مقالتي الأخيرة ، مقدماً نفسه بتغطرس في بداية مقالته ( الأستاذ الدكتور علي عبد الحسين – ماجستير من العراق ودكتوراة من جامعة سياتل ) ، ثم بدأ بنفس اسلوب سابقه المتشنج والساخر من الآخرين ، وهذه ثقافة البعث ، التي تتصف بالإستخفاف والإستهزاء بكل مَن لايتفق معهم بالرأي والتهكم عليهم . هذه المرة سأرد على الأخ كاتب المقال بترفع وبعيداً عن المهاترات والتجريح والإستهانة بالآخرين وبإختصار .
عندما تطرقتُ في سياق مقالتي السابقة الى العلاقة بين ظاهرة الشهادات المزورة في الظرف الراهن و شهادات الإتحاد الوطني ، مشيراً الى إستثناء الطلبة المتفوقين دراسياً ومؤكداً على ضرورة فسح المجال لهم ، كي ينهضوا بالواقع العلمي التربوي ، لأنهم يعرفون و يقدّرون جيداً معنى تقييم الجهد العلمي بصورة عادلة ، لكن للأسف حاولَ الأخ في مقالته تسطيح وتسفيه مشكلة ( دكتوراة الإتحاد الوطني ) ، ذاكراً ان الإنتماء للبعث ودكتوراة الإتحاد الوطني هي اسطوانة ( مجروخة ) وترهات كما ذكرها بالنص . واقع الحال إنها كارثة مأساوية حلَّت على قطاعات العلوم والتربية والثقافة .
لقد بيّنتُ في مقالتي حينذاك الى أنّ إسم الدولة لا يعطي الحق في التزكية العلمية للشهادة الممنوحة من قبل المؤسسة التعليمية ، حيث أن كل دول العالم فيها الجامعات الرصينة والضعيفة ، سواء كانت الولايات المتحدة او اوربا الغربية او الشرقية أو أي دولة أخرى في العالم . في هذه الجزئية أعطى الأخ المعني حيزاً لنفسه أكبر من حجمه ، إذ أنه ذكرَ جازماً وصنّفَ مؤسسات التعليم العالي الأمريكية وأوربا الغربية في المرتبة الأولى ومعتبراً كل جامعات اوربا الشرقية ( تعبانة ) . سؤالي له هو – هل قام بزيارات ميدانية علمية الى كل الجامعات الأمريكية والأوربية الغربية والشرقية ، أم أنه المفوض العلمي الأعلى في منظمة اليونسكو ولديه الإحصاءات والمعطيات العلمية التي تعطيه الحق في التعميم المطلق ؟! ولم يكتفي بذلك وإنما أخذ بإطلاق كلماته الإستهجانية التهكمية ، ذاكراً بعض الأسماء معتبراً إياهم أساتذتي .. أقول له إنّ الذين ذكرهم مع إحترامي لهم ليسوا أساتذتي ، لأنهم من جيلي ، ومن حقه أن يعتد بهم ، لربما هم اساتذته ، لكن فرضهم وإعتبارهم أساتذتي هذا الشيء مرفوض ، إضافةً الى أن جيلنا قبل اربعين عاماً ومن سبقنا في مرحلة الدراسة الجامعية ، ما كانت توجد ما تسمى بالجامعات المفتوحة أو الدراسة عن بعد . لقد أعطى لنفسه الحق في تقييمي مع زملائي علمياً .. يا للتطاول . أما عني شخصياً أبلّغ الأخ الأكاديمي وبتواضع ، فأنني أعمل بصفة باحث علمي غير متفرغ مع جامعة موسكو ، ويجب ان يعلم ماذا تعني هذه الجامعة ، لأنه يفتقد الثقافة الموسوعية... بإختصار عمر جامعة موسكو مائتان وسبعون عاماً ، يعني أنها مارست نشاطها العلمي قبل ظهور الولايات المتحدة كدولة موحدة على الخارطة ، أما مَن تخرج منها ، أذكر بإيجاز بعض ألأسماء الكبيرة ، منهم عالم الكيمياء وصاحب الجدول الدوري ( مندلييڤ ) وعالم الفضاء ( كورولوڤ ) ، مجموعة العلماء الذين صنعوا المحطة الفضائية التي إستمرت تعمل في الفضاء إثنا عشرة عاماً ، عمالقة علم الإستشراق والهندسة الوراثية والرياضيات المعاصرة ، إضافةً الى الذين حازوا على جائزة نوبل في العلوم الطبيعية والآداب والقائمة تطول .
إتهمني الدكتور المعني جزافاً وبلا وعي وبدون مسؤولية ، بأنني أنتظر من الحكومة الحالية أن ترشحني الى وظيفة ملحق ثقافي ... عليه ان يفهم ان الذي ينتظر موقعاً وظيفياً ، عليه ان يجمِّل صورة النظام الرسمي بكل دجل وزيف ورياء ، أما أنا فمثلما أنتقدتُ وبشدة نظام البعث الفاشي ، لاأزال أنتقد وبموضوعية الظواهر السلبية وبعض المسؤولين بصرف النظر عن مواقعهم الرسمية في الدولة بلا مجاملة أو محاباة لشخص مسؤول أو جهة معينة ومقالاتي تشهد على ذلك ، والذي يطرح النقد البنّاء لا ينتظر مكافأة من أية جهة .
أخيراً يجب أن يفهم ويِميَّز ويفرّق كاتب المقال بين مّن يصل الى هدفه بعصامية وجهده العلمي الذاتي محافظاً على مبادئه وقيَّمه الأخلاقية وبين مّن ينول غايته بإسلوب پراغماتي فاضح ورخيص ....فإياه إياه أن يتجاسر على مَن هُم أكبر منه بكل المقاييس !! .



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالإضافة الى ما ذكره د . كاظم حبيب حول خطة التنمية ...
- حينَ تعرَض الشهادات والرسائل العلمية كسلعة في أسواق البيع ال ...
- حينَ تُعرَض الشهادات والرسائل العلمية في أسواق البيع الرسمية ...
- منهجية الثيوقراطية العراقية الحاكمة
- الثقافة العراقية تنتظر القادم الأسوأ . المجالس الأدبية ... ح ...
- مجلس النواب والإجراءات الإنضباطية الجديدة
- الإتفاقيات التجارية والعملة النقدية وتأثيرها على الإقتصاد ال ...
- أنتم مَن فتح الأبواب لهم ... فلماذا تحتجّون على عودتهم !
- مؤشرات إنذا وإستفسار
- هل تجاوزَتْ منظمات المجتمع المدني الخطوط الحمراء !
- الحوار المتمدن - مِنبر لاغنى عنه
- مَنْ الضحية القادمة ما بعد البصرة وبابل !؟
- الفية التنمية والعراق والفساد
- مكتسبات الشعب العراقي النفطية والتحركات المشبوهة
- جدلية العلاقة بين أحزاب السلطة والطغمة المالية - عدو التنمية ...
- الذهنية الأبوية الإستبدادية وذريعة التكنوقراط
- إزالة الأصفار ورفع القدرة الشرائية للدينار العراقي
- العذر أقبح من الفعل . نهج المرحلة هو السمسرة وشرعنة الفساد
- شتّانَ بين 14 تموز 1958 و 14 تموز ما بعد 2003
- ما يجب ولا يجب في الخطة الخمسية للتنمية . ملكية الشعب العراق ...


المزيد.....




- مصادر في الخليج توضح لـCNN موقفها بشأن وقف إطلاق النار بين إ ...
- الحرب الكورية التي لم تنتهِ، كيف بدأت؟
- ثماني طرق تساعدك على التخلص من -المماطلة-
- هل تستفيد غزة من نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟
- الموت بحثا عن الطعام في غزة.. استخدام الغذاء سلاحا في غزة جر ...
- سوريا: توقيف عدد من المتورطين بتفجير كنيسة مار إلياس بدمشق ا ...
- مسلسل موبلاند: حين تحاصر المخاطر أكبر عائلة مافيا في لندن
- عبر الخريطة التفاعلية نتعرف على أبرز الهجمات الإيرانية على إ ...
- رئيس الوزراء القطري: نؤثر دوما الدبلوماسية والحكمة على أي شي ...
- دراسة: التفاؤل يقلل من فقدان الذاكرة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - الرد الهستيري النزق