عبد علي عوض
الحوار المتمدن-العدد: 3188 - 2010 / 11 / 17 - 20:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الجميع يعلم كيف سارت الأحداث بعد إنتهاء مهام مجلس الحكم الإنتقالي ، وهي ليست بالماضي البعيد ، وشارك العراقيون باندفاع لأول مرة في حياتهم لممارسة حقهم الدستوري في إنتخاب مَن يمثلهم في السلطة التشريعية اللاحقة ( الجمعية الوطنية ) ، مع التحفظ على ما شابَ تلك الانتخابات من خروقات وتجاوزات التي أفضتْ الى إفراز الكتلة الأكبر ( الإئتلاف الوطني – الشيعي – الموحد ) ذات الفكر الكهنوتي الأبوي الإقصائي الإستبدادي والكتلة الثانية ( التحالف الكردستاني ) المتماسكة لأهداف عرقية مناطقية وليست ديمقراطية ، والثالثة حركة الوفاق التي ضمَّت العروبيين من القومانيين وبقايا البعث ، ثم جاءت القوى الديمقراطية العلمانية ( يسارية وشخصيات مستقلة ) في آخر السلَّم ، هذا هو ما كان ظاهر من مشهد العملية السياسية ، لكن دخان التفرّد بالسلطة وفرض قناعات ومفاهيم الكتلة الأكبر تصاعد عندما طالبت أقطاب تلك الكتلة بالغاء قانون الأحوال الشخصية لعام 1959 الخاص بحقوق المرأة ، وكان الشغل الشاغل لهم ليس وضع برنامج من شأنه إعادة بناء البلد والإنسان على أسس سليمة من خلال وضع دستور يعتمد أولاً وآخراً على تبنّي الديمقراطية كمبدأ وتطبيق ، وإنما كيفية الإمساك بالسلطة والإستحواذ على مؤسسات الدولة عن طريق خلق مكوّن سياسي طائفي وليس مكوّن سياسي إجتماعي، يقودونه كالقطيع ، يعني تطبيق مبدأ طاغية البعث حين قال ( جيب سلطة ..اُخذ حزب ) ، وعلى هذا الأساس فتحوا الأبواب أمام عتات البعثيين أصحاب الخبرة الغنية في إساليب التصفيات الجسدية بحق خصومهم السياسيين وكوّنوا ميليشيات الأوباش ، وقد أبدعوا في اداء مهماتهم الدموية ، وهم منتشرون ومتغلغلون في كل أجهزة الدولة ، والشيء العجيب انّ قوى الفاشية الطائفية المسيَّرة لتلك الميليشيات الإجرامية والمسيطرة عليها ، من صدريين وحكيميين ترفع شعار الديمقراطية ( بمفهوم ودزاين طائفي ) لأنَّ ذهنيتهم لم تتغيّر، وتستنكر وتحتج على عودة البعثيين الى السلطة ومشاركتهم فيها .
أوجه كلامي وملاحظتي الأخيرة الى السيد المالكي ، باعتباره سيكون رئيس مجلس وزراء الحكومة القادمة ، أنَّ عليه إيكال ليس فقط الوزارات السيادية وإنما وزارات الثقافة والتعليم العالي والتربية والسياحة والآثار ، الى شخصيات وطنية مهنية كفوءة نزيهة، من خارج الكتل الأربعة الفائزة في الانتخابات ، مؤمنة ببناء عراق ديمقراطي حضاري مزدهر يرفض سلطة الطوائف والأعراق و يسوده القانون والعدالة الإجتماعية .
#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟