أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - أيام معتمة- للكاتبة المغربية البتول محجوب أو عندما تشع الكتابة نورا














المزيد.....

أيام معتمة- للكاتبة المغربية البتول محجوب أو عندما تشع الكتابة نورا


مصطفى لغتيري

الحوار المتمدن-العدد: 3294 - 2011 / 3 / 3 - 22:58
المحور: الادب والفن
    




بخطى وئيدة و واثقة تواصل الكاتبة المغربية البتول محجوب مسيرتها الإبداعية ، مجترحة نصوصا قصصية جميلة ، مما يجعلها تكتسب مع كل نص جديد أحقيتها في تمثيل القصة النسائية المغربية ، نظرا لامتلاك نصوصها لخصائص و مميزات أسلوبية و موضوعاتية ، تمنح النص المغربي تنوعا محمودا ،و تعبر بحق عن حساسية جديدة في جنس القصة القصيرة ، تشترك في بلورتها مع عدد من القاصات المغربيات، هذا علاوة على ميزة تنفرد بها القاصة البتول ، فهي قادمة من تخوم الصحراء ، مما يعني تجربة حياتية خاصة ، تنعكس - بلا ريب- على كتابتها السردية ، و هذا ما تبرهن عليه مجموعتها القصصية الجديدة "أيام معتمة" الصادرة حديثا عن دار فضاءات الأردنية للنشر و التوزيع ، و لعل ذلك مما يؤهل الكاتبة و مجموعتها لتتبوآ مكانة متقدمة في المشهد القصصي المغربي ، خاصة و أن كتابتها السردية تتميز بميسم خاصة ساهمت في ترسيخه خبرة الكاتبة الحياتية كابنة لل"أرض السمراء" و كقاصة تصر على إسماع صوتها في أرض الصحراء ، حيث يطغى الشعر على ما سواه من الأجناس الأدبية .

في مجموعتها الجديدة ، تبدو البتول محجوب قد تجاوزت ذاتها في الكتابة السردية ، و ذلك بتخلصها من النزعة الرومانسية التي تجلت واضحة في مجموعتها الأولى ،التي تغلب فيها البوح عما سواه، فجاءت الكتابة في "أيام معتمة" أكثر حيادية متمتعة بقدر كبير من النضج، و تجلى ذلك بالخصوص في رسم الشخصيات و الأفضية و تتبع الأحداث و تصويرها، و في تعاطي الكاتبة -عموما- مع أسلوب الكتابة ، إننا هنا أمام سرد ناضج يوزع الأدوار بين مكونات القص ب"ديمقراطية" مرتجاة ، فالوصف حاضر بقوة يتخلل النصوص بعنفوان ، و هو ليس زينة أو توشية و إنما هو نابع من أعماق النص ، بل و يساهم في تطوير السرد بشكل يجعله وظيفيا و ومكونا بنيويا في بنية القص ، هذا علاوة على منح القارئ لوحات جميلة عن فضاء، لا نكاد نعرف عنه سوى القليل القليل ، فبرعت لغة الكاتبة الجميلة في رسمه بالكلمات ،تقول الساردة في قصة سر الحكاية " خيمة منصوبة وسط الصحراء ، و دخان يعانق عنان السماء. بباب الخيمة امرأة تلتحف السواد .. ترمي بصرها يمينا و شمالا بحثا عن شيء ضائع . تعيد البصر حيث الإبل تنعم في مراتعها ، نظراتها الباحثة هنا و هناك مافتئت ترسلها للبعيد ، تطل شابة في مقتبل عمرها في الخباء تقاسم المرأة الملامح البدوية ذاتها ، تقترب منها أكثر فأكثر تسأل .. تلح في السؤال.."


هذا الحضور القوي للصحراء يتخلل القصص جميعها تقريبا ، ليصبح "تيمة" دالة ، تشي بانتماء الكاتبة القوي لهذا الفضاء، الذي يطبع ساكنيه بسمات خاصة ، الصحراء فضاء مفتوح ، و قاس ، احتمالاته قوية و غامضة ، في الصحراء يكون المكان زئبقيا و متحولا، فرماله لا تستقر على حال ، أما سماؤه فتشع في جميع الفصول تقريبا بوهج خاص ، إنها الطبيعة في أرقى و أقسى مظاهرها ، تعبر عن نفسها كقاهرة للزمن و عصية عن حكمة الإنسان مهما بلغت ذراها ، تقول الساردة في قصة "الأرض السمراء" .. "تستيقظ على صوت الصحراء يئن الوجع في وجه الألغام المزروعة. كفى .. كفى. و تجنح بها الذاكرة عبر صدى صوت جريح ، بعيدا ، صوب قبره المسجى وحيدا في فضاء موحش".


و بالموازاة مع الحضور القوي للصحراء هناك حضور الزنازن و التعذيب ، فالشخصيات في المجموعة القصصية تعاني من البطش و الدوس على كرامتها الإنسانية في زنازن كانت و لا تزال شاهدة على سنوات الجمر التي اكتوى بها المغاربة في زمن مضى و لازال بعضهم يعاني منها ، تقول الساردة في قصة"الزنزانة رقم 3 .. " الباب حديدي ، رقم ثلاثة . المكان زنزانة موحشة باردة ، تنبعث منها رائحة الموت ، الخوف و الغياب المفاجئ.. كنا هنا ، نتعفن كعلب سردين نتن"


هذه الأجواء المأساوية تشغل حيزا كبيرا من المجموعة ، و خاصة في قصص بعينها ، و منها "وجع تموز"و " أيام معتمة" و " جزء من حكاية لم تنته" و " جلاد يحرس شهيدا" التي نقتطف منها هذا المقطع " باب حديدي ، قفل صدئ و مقبرة منسية إلا من عدة قبور . قبور سويت بالأرض ، بعد دفن أصحابها تحت جنح الظلام . قبر هنا و قبر هناك"


و تتألق الكاتبة في قهر الظلمة و الأجواء المعتمة لترسم بكلمات من نور واقعا يعاني فيه الإنسان من قسوة الطبيعة و عنجهية الإنسان و صلفه ، لكنه لا يجد إلا الأمل طوق نجاة للتشبت به ،تقول الساردة.. " تتراءى له دروب العتمة يبتلعها المجهول و صرير الأبواب الحديدية يتلاشى . يتيه في الصحاري الشاسعة ، عله يشفى ، أو ينسى حلكة أيام الغياب ، ينظر إلى معصم يديه . قد يندمل الجرح يوما . يبتسم ساخرا من نفسه و جرح القلب ماذا عنه ..؟ أيندمل هو الآخر مع الأيام ؟ يأتيه صدى الصوت من بعيد و يغرق في حزن مسائي".



#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا سأنزل غدا إلى الشارع من أجل التظاهر؟
- رواية -الحافيات- للأديبة دينا سليم أو عندما تتخذ المرأة من ج ...
- أدباء وكتاب يتحدثون ل(الزمان) عن درجة الجرأة في الكتابة
- الاحتفاء بالشخصية في المجموعة القصصية- الأب دحمان- للقاص الم ...
- السعدية باحدة مبدعة من الزمن الجميل*
- العوالم الافتراضية في الكتابة القصصية عند القاص المغربي محمد ...
- إيقاع الصورة الشعرية في -ظلي بقعة حبر -للشاعرة التونسية عائش ...
- كتابات ساخرة قصص قصيرة جدا لجميل حمداوي -تقديم مصطفى لغتيري.
- وقفة تأملية عند -دموع فراشة- للقاص حميد ركاطة
- مصحف أحمر رواية الثورة و الجنس المثلي و توحيد الأديان
- -خبز الله- لعمر علوي ناسنا أو ولادة جيل جديد من القصاصين في ...
- مليون توقيع من أجل جامعة مغربية فعالة و مبدعة و متنورة
- أصوات في المشهد : مصطفى لغتيري : المشهد الثقافي في المغرب : ...
- قصص قصيرة جدا لمصطفى لغتيري
- أحمري يبتلعه السواد للشاعر نزار كربوط ديوان يحتفي بالتفاصيل ...
- كائنات من غبار لهشام بن الشاوي رواية بروليتارية تحتفي بالحب ...
- التوصيات الختامية للملتقى العربي الأول للقصة القصيرة جدا بال ...
- - سنوقد ما تبقى من قناديل -مجموعة قصصية جديدة للقاص المغربي ...
- - خارج التعاليم .. ملهاة الكائن- للشاعر رشيد الخديري سمفونية ...
- لماذا حجب وزير الثقافة جائزة المغرب للكتاب؟


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - أيام معتمة- للكاتبة المغربية البتول محجوب أو عندما تشع الكتابة نورا