مصطفى لغتيري
الحوار المتمدن-العدد: 2949 - 2010 / 3 / 19 - 10:58
المحور:
الادب والفن
قصص ألقيت في الملتقى العربي الأول للقصة ق جدا
سلطة
قويا كان القرد و مهابا .كل القردة تخافه و تأتمر بأمره ، بيد أن سعادته لم تكتمل . كان على يقين أنه في يوم ما ، سيظهر قرد شاب و قوي ، سيتغلب عليه و يقتله ، ثم يحل مكانه. راودته فكرة قتل جميع القردة الذكور ، لكنه تراجع عن ذلك حين فكر في أنه -حتما- سيحتاجهم لصد أي عدوان خارجي . بعد طول تأمل استقر رأيه على أن يجمع القردة ، و يخطب فيهم خطبة عصماء حول مزايا التداول السلمي على السلطة ، و حثهم على اختيار قرد جديد للقيادة ، حين تظهر علامات الشيخوخة على القرد القائد ، شرط أن يحتفظ هذا الأخير بمكانة رمزية في هرم السلطة ، حتى يقضي نحبه.
استمعت القردة بإكبار إلى خطبة الزعيم ، لكن قردة عجوز لكزت ابنها الشاب القوي ، الذي يقعى بجانبها ، ثم خاطبته محرضة:
إنها فرصتك للانقضاض ، يبدو أن القائد قد وهن ، وحيلته هذه لن تنطلي سوى على الأغبياء""-
***
رحلة
قام القرد الحاكم بجولة، قادته إلى بلدان عدة.
بعد زمن طويل من الترحال عاد إلى وطنه ، محاولا الاستفادة من الخبرة التي أكسبه أياها السفر.
أول قرار اتخذه ، بعد عودته : أمر ببناء سياج يحيط بمنطقة نفوذه ، حتى يمنع باقي القردة من القيام برحلة مماثلة لرحلته
***.
كابوس
في منامه رأى القرد أنه أصبح إنسانا ، وفي بيته يأسر عددا كبيرا من القردة.
صباحا استيقظ القرد ، أحس بعطش شديد ، توجه نحو البحيرة ليطفئ غلته.
حين مد عنقه نحو المياه رأى وجها أرعبه ، ففر مذعورا نحو مستقره أعلى الشجرة
***.
وصية
حين أزف أجل القرد العجوز ، جمع من حوله أبناءه و أحفاده ، ثم أوصاهم قائلا :
- كونوا دوما أقوياء و ماكرين ، فالأرض ،أبدا ،لن يرثها الطيبون
#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟