أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - حنان كوتاري تنقش اسمها بالحناء في مدونة القصة المغربية














المزيد.....

حنان كوتاري تنقش اسمها بالحناء في مدونة القصة المغربية


مصطفى لغتيري

الحوار المتمدن-العدد: 2673 - 2009 / 6 / 10 - 04:53
المحور: الادب والفن
    




بمجموعة قصصية أنيقة ، تضم بين دفتيها اثنتي عشرة قصة قصيرة ، أطلت علينا القاصة حنان كوتاري من بلاد الكنانة ، مضيفة – بذلك- اسما نسائيا جديدا إلى مدونة القصة المغربية ،التي ما فتئت تفاجئنا يوما بعد يوم بأقلام شابة و جادة ، تفاجئ المتتبعين بجودة نصوصها ، رغم أنها توقع باكورة أعمالها ، والتي من المفترض أن تعاني من صعوبات البداية.

والمطلع على نصوص هذه المجموعة سيلمس –دون شك- تلك اللمسة الفنية في الكتابة القصصية ، التي تميز الكتاب الموهوبين ، أولئك الذين – لا بد- أن يلفتوا الانتباه إليهم ، و يخلفوا- بالتالي- بصماتهم على مدونة القص المغربي.

و لعل أهم ما يثير المتلقي في نصوص النقش بالحناء" اللغة التي ارتضتها الكاتبة لنفسها من أجل بناء قصصها ، و هذه اللغة تتميز بالوضوح و الدقة و البساطة ، إذ أنها لا تشغل نفسها بالمنمقات اللغوية ، التي غالبا ما تفتن الوالجين حديثا إلى عالم القص ، وتلهيهم عن القص نفسه ، بل توظف كوتاري لغة سردية ، تراهن على التواصل، و لا تلفت الانتباه إليها في ذاتها ، بل تؤدي وظيفتها بكثير من الحياد ، حتى لا تحجب عن القارئ باقي مكونات الفعل القصصي كالاحداث و الشخصيات و الزمان و الفضاء..كما أنها لغة تعمد إلى تصوير الحدث من خلال تجسيده انطلاقا مما ترصده العين و الأذن ،أي إنها تمنح الفرصة للحواس كي تؤثث عالم القصة بما يحيط بها من أشياء و كائنات ، يقول السارد في قصة "عالم فريد" " طرقت باب بيتها كعادتي بطرقات قوية و فوضوية ، فجاءني صوتها يطالبني بالتمهل ، سمعت وقع عكازها على الأرض، و أحسست برعشة يدها ، فأدركت أن الزمن قد فعل فعله بجدتي" ص 14.
و تلافيا- ربما- لخندقة نفسها في ما يصطلح عليه ب"الكتابة النسائية" بمعناه الضيق ، عمدت كوتاري إلى تنويع شخصياتها ما بين الذكور و الإناث ، إذ أن الشخصية الرئيسية في قصص بعينها رجلا ، كما هو الشأن في قصة "النقش بالحناء" ، و الشخصية في هذه القصة هي نفسها السارد الذي ينقل لنا الأحداث مستعملا ضمير المتكلم ، فيسرد علينا الوقائع التي يحياها ،دون تدخل من الكاتبة الأنثى.
و إذا كانت هموم اليومي قد طغت على تيمات المجموعة القصصية " النقش بالحناء" بالإضافة إلى العلاقات الاجتماعية ، وبعض معضلات الواقع الوجودية و النفسية ، فإن تيمة المرأة نالت نصيبا لا يستهان به من اهتمامات القاصة ، فنجدها - في بعض القصص-تدافع بضراوة على المرأة المستقلة ، التي تتخذ قراراتها بنفسها و تستميت في الدفاع عنها ، رافضة أن تكون ظلا للرجل أو أن تذوب شخصيتها في شخصيته .. ففي قصة "لا" تخبر الزوجة زوجها بأنها قررت استكمال دراستها ،لكن زوجها يرفض قرارها ،فترد عليه متحدية " لا أطلب منك الموافقة ، و إنما أخبرك بقرار اتخذته ، إن دراستي لن تؤثر على واجبي نحوك ، لذا لست مجبرة على انتظار موافقتك" ص 27.
و تبقى أخيرا هذه المجوعة القصصية زاخرة بالمعطيات التي تستحق أكثر من وقفة شكلا و مضمونا ، ولقد كانت بالفعل جواز سفر للقاصة من أجل دخول عالم القصة من بابه الواسع ، ولعل هذا ما سيتأكد بالملموس من خلال الإصدار الثاني للقاصة حنان كوتاري ، الذي نتمنى أن لا يتأخر ظهوره كثيرا.




#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغة الغموض في - أشرب و ميض الحبر - للقاص اسماعيل البويحياو ...
- ليلة إفريقية رواية جديدة للكاتب مصطفى لغتيري
- رواية -عائشة القديسة- أو الوجه الآخر لمجتمع يصارع الانفصام
- حوار مع مصطفى لغتيري حول الرواية المغربية
- حضور الذات حقيقة و مجازا في ديوان - بقايا إنسان- لكريمة دليا ...
- وقع امتداده.. و رحل- مجموعة قصصية جديدة للقاصة السعدية باحدة
- أنماط الرواية العربية الجديدة
- على أعتاب المكاشفة
- رسائل إلى أديب ناشئ
- الإبداع القصصي عند يوسف إدريس
- أنطولوجيا القصة المغربية
- تسونامي - قصص قصيرة جدا - الكتاب كاملا-
- الكرسي -مسرحية من فصل واحد-
- إبداعات مغربية 2
- ضفائر للطيفة لبصير
- إبداعات مغربية
- السرد الروائي في رواية - رجال وكلاب- لمصطفى لغتيري
- روايات مغربية.. 2
- مميزات القصة القصيرة جدا ومرجعياتها الثقافية والواقعية (أضمو ...
- روايات مغربية


المزيد.....




- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - حنان كوتاري تنقش اسمها بالحناء في مدونة القصة المغربية