أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - رواية -عائشة القديسة- أو الوجه الآخر لمجتمع يصارع الانفصام














المزيد.....

رواية -عائشة القديسة- أو الوجه الآخر لمجتمع يصارع الانفصام


مصطفى لغتيري

الحوار المتمدن-العدد: 2570 - 2009 / 2 / 27 - 04:07
المحور: الادب والفن
    


رواية "عائشة القديسة" أو الوجه الآخر لمجتمع يصارع الانفصام

زكية عبدالنبي



يتناول الكاتب المغربي مصطفى لغتيري في روايته الجديدة "عائشة القديسة" أسطورة ظلت تتردد عبر العصور في المجتمع المغربي ليحاول من خلالها إبراز عدة متناقضات وصراعات تهم جوانب عدة من المجتمع المغربي.

ويقول لغتيري إن توظيفه "الخرافة لم يكن سوى وسيلة لبناء عالم قائم بذاته.. بشخصياته وأحداثه وفضاءاته."

وأضاف في مقابلة مع رويترز على هامش الدورة الخامسة عشرة لمعرض الكتاب الدولي التي أسدل عليها الستار مساء الأحد "ظاهرة الاستعمار خلقت لنا مجتمعات انفصامية تائهة بين الحداثة والتقليد."

وقال "توظيف الأسطورة هو تعبير عن التناقض والتضارب الذي يعيشه المجتمع المغربي بين عالمين مختلفين."

ويظهر هذا التناقض أكثر عندما يدخل البطل (سعد) في غيبوبة ويبدأ عالما مشكلا من فسيفساء عجيبة.. عالما موازيا في شخوصه وبنياته وتمثلاته لعالمه اليومي في قريته الصغيرة لتتنازعه الرغبة في استعادة وعيه وقوة العالم الجديد التي تجذبه الى الهذيان.

ويركز لغتيري (43 عاما) في هذه الرواية على بناء منظورين سرديين مختلفين الاول قائم على ضمير الغائب بتوظيفه لسارد يحكي وقائع الاحداث والثاني قائم على ضمير المتكلم عندما يدخل البطل (سعد) في غيبوبة.

و"عائشة القديسة" أو كما يصطلح عليها المغاربة "عايشة قنديشة." يقول بعض المؤرخين انها في الاصل امرأة حقيقية كانت تقاوم الاستعمار البرتغالي على الشواطئ المغربية الاطلسية في القرن السادس عشر الميلادي وكانت امراة فاتنة تتدثر بلباس أبيض مغربي تقليدي مستعملة جمالها كسلاح للايقاع بالبرتغاليين لتغتالهم بعد ذلك.

لكن عائشة التي كانت رمزا في تلك الفترة لمقاومة الاحتلال تحولت عبر العصور إلى شبح مخيف يلاحق أطياف الرجال والنساء على حد سواء لتتحول من امرأة تاريخية مقاومة الى "جنية" تتربص بالبشر ومن ثم إلى أسطورة توارثتها أجيال من المغاربة.

وتدور الرواية حول أربعة أصدقاء يعيشون في قرية هادئة..يجمعهم حديث عابر ذات يوم في مقهى ويعتبرون أن وجود "قنديشة" أمرا مفروغا منه فيحاول البطل سعد وهو معلم أن يقنعهم أن الامر لا يعدو أن يكون خرافة. لكن في ممارسته ذات يوم لهوايته الصيد يسقط من دراجته فيفقد وعيه. وفي هذا اللاوعي يدخل سعد في عالم جديد مليء بالاحداث والصراعات ليشكل عالما مستقلا بذاته.

وما يهم لغتيري في توظيفه لاسطورة "قنديشة" هو "كتابة الرواية انطلاقا من سرد موضوعي واقعي يركز على الشخصيات.. بنفس ملحمي يتجلى في الصراع بين الشخصيات وتبادل الحوار الدرامي بينهم."

وكان لغتيري الذي يعمل في مجال التعليم وخريج كلية الاداب والعلوم الانسانية بالدار البيضاء قد أصدر مجموعات قصصية منها "مظلة في قبر" في العام 2006 و"شيء من الوجل" في العام 2004 و"هواجس امرأة" في 2008 كما له عدة كتابات ومساهمات في مجلات مغربية وعربية.

وقال ان الصراع في الرواية بين الاسطورة والواقع يفسر ظاهرة الانفصام في المجتمع المغربي والعربي على الخصوص بحيث ساهمت فيه "عوامل تاريخية واقتصادية واجتماعية."

ويترك لغتيري المجال في الرواية مفتوحا "كمشروع لرواية جديدة قد تكون جزءا ثانيا ل"عائشة القديسة" أو رواية مستقلة بذاتها."

فعندما يستعيد سعد "وعيه" وينسى قصة المرأة التي كانت تسيطر عليه في غيبوبته يراها نازلة من حافلة ذات يوم لتتقاذفه الاسئلة.. ويشعر بأن التمزق بين عالمين سيبقى يطارده الى ما لا نهاية. "يبتعد بخطوات بطيئة يقتلع قدميه من الارض اقتلاعا مستندا على عكازته التي أضحت جزءا من كيانه.."

من زكية عبدالنبي






#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع مصطفى لغتيري حول الرواية المغربية
- حضور الذات حقيقة و مجازا في ديوان - بقايا إنسان- لكريمة دليا ...
- وقع امتداده.. و رحل- مجموعة قصصية جديدة للقاصة السعدية باحدة
- أنماط الرواية العربية الجديدة
- على أعتاب المكاشفة
- رسائل إلى أديب ناشئ
- الإبداع القصصي عند يوسف إدريس
- أنطولوجيا القصة المغربية
- تسونامي - قصص قصيرة جدا - الكتاب كاملا-
- الكرسي -مسرحية من فصل واحد-
- إبداعات مغربية 2
- ضفائر للطيفة لبصير
- إبداعات مغربية
- السرد الروائي في رواية - رجال وكلاب- لمصطفى لغتيري
- روايات مغربية.. 2
- مميزات القصة القصيرة جدا ومرجعياتها الثقافية والواقعية (أضمو ...
- روايات مغربية
- التخييل القصصي القصير جدا في تسونامي
- ملامح شعرية في المجموعة القصصية -تفاح الظل- لياسين عدنان*
- قصص قصيرة جدا من - مظلة في قبر-


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - رواية -عائشة القديسة- أو الوجه الآخر لمجتمع يصارع الانفصام