أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - قصص قصيرة جدا من - مظلة في قبر-















المزيد.....

قصص قصيرة جدا من - مظلة في قبر-


مصطفى لغتيري

الحوار المتمدن-العدد: 2292 - 2008 / 5 / 25 - 12:04
المحور: الادب والفن
    


مالك الحزين
في مراكش.. على أسوار قلعتها القديمة، كان مالك الحزين يتربع على عرش المدينة.. من عليائه يتأمل تكاثر الحمام من حوله، وتناقص بنات جنسه، بشكل يهددها بالانقراض.. بروية كان يفكر في الأمر، وهو يسترجع تلك الحكاية القديمة، حين أفتى أحد أسلافه لحمامة برأي، أنقذ فراخها من الثعلب وأهلكه.

فجأة حطت بجانبه حمامة حزينة.. متألمة طفقت تبثه شكواها وتستعطفه المشورة .. أشاح مالك الحزين عنها بوجهه وقال:

"لقد تغير الزمان يا صغيرتي".

الخطيئة

بخطى واثقة،توجه "نيوتن" نحو شجرة..

توفق تحتها، وطفق يتأمل ثمارها..

أحست تفاحة بوجوده فارتعبت ..

ألقي في روعها أنه أدم يوشك، ثانية، أن يرتكب فعل الخطيئة..

حين طال مكوثه، انتفضت التفاحة فزعة، فانكسر سويقها..

هوت على الأرض، واستقرت هامدة بالقرب من قدميه.





المرآة

حين تطلعت إلى المرأة، لتتأمل وجهك فيها، أذهلك فراغها. مرتبكا تقهقرت إلى الوراء، فركت عينيك جيدا. من جديد حملقت في صفحتها الصقيلة. بصلف تمدد الخواء أمامك.

بعد هنيهة، تبينت حقيقة الأمر: المرآة كانت تتأمل وجهها فيك.



الخلاص

أحدثت الطلقة صوتا مدويا، أفزع الطيور، فانتفضت هاربة وحدها عصفورة- كأنها تعاني من اكتئاب حاد – طارت في اتجاه الصياد، باحثة عن فرصة للخلاص.

متحسرا رفع الصياد عينيه، لمح العصفورة الضئيلة تحوم فوقه، استخسر فيها الطلقة، فتجاهلها.. لكن حين لاحظ إصرارها، تأملها لحظة.. وكأنها أوحت له بفكرة الانتحار، وجه فوهة البندقية نحو نفسه.. ثم ضغط الزناد.



بلقيس

في قصر سليمان، حينما كشفت بلقيس عن ساقيها المرمريتين، كان هناك في مكان ما، عين تختلس النظر، وترتشف بالتذاذ تفاصيل القوام البهي.

من مكانه، في إحدى شرفات القصر، رأى الهدهد ما حدث، فاعتصر قلبه الندم.

منذ ذلك الحين، أقسم الهدهد بأن لا ينقل مطلقا الأخبار بين البشر، وأن يلزم الصمت إلى أبد الآبدين.


المومياء
في كل خطوة خطاها "نابليون" نحو مصر، ظل يداعب خياله حلم، بأن يعثر هنالك على "كليوباترا" أخرى، ينسج صحبتها قصة حب، تخلد ذكراها في وجدان البشر.

جد نابليون في البحث، ونصب عينيه ما حدث منذ زمن سحيق بين "أنطونيو" ومعشوقته "كليوباترا" .

لم يأل جهدا في سبيل تحقيق مبتغاه، لكن بعد مدة طويلة من التقصي، اقتنع أخيرا، أن المرء ليس بوسعه السباحة في نفس النهر مرتين.

حينذاك حمل معه مومياء، وعاد، قانعا بغنيمته إلى فرنسا.



دخان أسود

حين أضرم "نيرون" النار في روما، تصاعد إلى السماء دخان كثيف، فتشكلت سحابة سوداء، ما فتئ حجمها يتزايد مع الزمن.

في قرية لا تبعد كثيرا عن روما، لاحظ الأهالي خيط الدخان المتصاعد، فتساءل أحدهم:

-ما هذا الدخان الأسود؟

أجاب أخر:

-يبدو أن الكرادلة لم يتفقوا بعد على خليفة للبابا.


أبراهام

مبتهجا بغنيمته، عاد أبراهام من مصر، وأحلام بالثروة والجاه وسلالة من الأنبياء تدغدغ خياله.

في طريقه بسيناء، كان بين الفينة والأخرى، يهش على غنمه، ويتفقد عطية الفرعون بكثير من الحرص والاغتباط.

في لحظة ما، تطلع "أبراهام" إلى "ساراي".. التقت نظراتهما.. لمح في عمق عينيها نظرة، أدرك معناها جيدا، فران عليه غم ثقيل.. أبدا لم تفلح في إزاحته عن صدره، لا الثروة ولا الجاه ولا سلالة الأنبياء.



مترادفات

أمامي على المنضدة، تتمدد شبكة كلمات متقاطعة.. منهمكا كنت في محاولة إنهائها..

في الأعلى: "كأس تشرب".. حرف الحاء في الخانة الأولى.. الألف منتصبة في الخانة الثالثة.. فقط أحتاج حرفين.. فجأة لمعت في ذهني لفظة "حمام" أي الموت.. كتبتها..

في الوسط نهاية لا مفر منها (معرف).. في الخانة الرابعة حرف الدال.. لم أجد صعوبة في العثور على الكلمة "الردى" أي الموت.. كتبتها.

في الأسفل "مرتبط باللحد".. الحرف الأخير التاء.. لم أفكر في شيء.. فقط كتبتها "الموت".. لحظتئذ، تسلل بعض الضجر إلى نفسي.. فقدت الرغبة في إنهاء هذه اللعبة التافهة..

وضعت القلم.. شرد ذهني قليلا.. حين عدت ببصري إلى المنضدة.. اختفت الشبكة..



العش

قبيل مرسم التوالد،

جدت العصفورة في بناء عشها قشة، قشة..

حين أزف المواعد، وضعت بيضها..

لم تكن تدري أن عصفورة أخرى تترصد، عن بعد، تحركاتها.

طارت العصفورة بحثا عن الغذاء..

اغتنمت العصفورة الأخرى فرصة غيابها.

رفرفت في اتجاه العش..

أزاحت البيض منه. وضعت بيضها، ثم توارت عن الأنظار.. حين عادت العصفورة الأولى، حامت حول العش للحظة، ثم حطت على إحدى حواشيه..

تأملت البيض برهة، التفتت يمينا وشمالا..

ثم حضنت البيض، في انتظار أن ينفقس.



الكلب

أحضر الرجل، إلى بيته، كلبا..

خوفا من هروبه، أحكم وثاقه.

ثائرا، غاضبا ظل الكلب يترنح متوترا، وعنه تصدر زمجرة، لا تلين حدتها.

ذات صباح، تأمل الرجل الكلب، فتألم لحالة. دون تردد عمد إلى فك وثاقه.

منتشيا بحريته، انطلق الكلب يعدو في كل الاتجاهات.

بعد لحظات احتجب عن النظر.

لم يمض زمن طويل، حتى عاد الكلب هادئا مستسلما..

وأمام ذهول صاحبه، توجه- مباشرة- نحو وثاقه.



عشق

حملت حمامة زاجلة رسالة عشق..

تخبر فيها العشيقة عشيقها، بأنها إن لم تتلق منه ردا، قتلت نفسها.

كتب العشيق الرد...

طارت به الحمامة نحو العشيقة..

في طريقها صادفت بازا صيادا.. انقض عليها..

انتظرت العشيقة أسبوعا، أسبوعين.. شهرا،شهرين.. عاما، عامين..

لكنها بعد ذلك، نسيت أمر الرسالة والعشيق..





ظل

تفقد الرجل ظله، فلم يجده..

عبثا بحث عنه في كل مكان.

فجأة تراءى له ملقى في القمامة.

متلهفا، دلف نحوه..

التقطه..

لمعه جيدا.

ثم ألصقه به من جديد.



#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع مصطفى لغتيري بمناسبة صدور -تسونامي-
- -الشيء ونقيضه -ثنائية فلسفية عميقة تؤثث ديوان -بين -ذراعي قم ...
- المفارقة والسخرية في مجموعة (تسونامي)*
- قصص قصيرة جدا من تسونامي
- قراءة في حب على طريقة الكبار لعزالدين الماعزي
- المغرب بلد قصصي بامتياز
- السخرية والغرابة في رجال وكلاب لمصطفى لغتيري
- حوار مع رئيس الصالون الأدبي المغربي
- عندما يطير الفلاسفة
- حوار
- بيت لا تفتح نوافذه لهشام بن الشاوي


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - قصص قصيرة جدا من - مظلة في قبر-