أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - -خبز الله- لعمر علوي ناسنا أو ولادة جيل جديد من القصاصين في المغرب














المزيد.....

-خبز الله- لعمر علوي ناسنا أو ولادة جيل جديد من القصاصين في المغرب


مصطفى لغتيري

الحوار المتمدن-العدد: 2973 - 2010 / 4 / 12 - 09:12
المحور: الادب والفن
    


"خبز الله" لعمر علوي ناسنا أو ولادة جيل جديد من القصاصين في المغرب
مصطفى لغتيري



اغتنى المشهد القصصي المغربي في العقد الأول من الألفية الثالثة بمجموعة من الأسماء الجديدة ، التي-للأسف- لم يلتفت النقد القصصي في بلادنا إلى السرود التي تجترحها ، و التي تبدو لي من خلال متابعتي المتواضعة لما تم إصداره إلى حد الآن من مجاميع قصصية، أنها تتميز بخصوصيات دالة ، على مستوى تقنيات الكتابة ، و هي تؤشر على أن هذا الجيل الجديد يمتلك شيئا نوعيا يغني به مدونة القص المغربي .. و مما لفت انتباهي على الخصوص- في هذا المجال- صياغة الجملة القصصية عند هذا الجيل الجديد، و التي تبدو أكثر نضجا و قصصية و رشاقة ، إذ أنها تخلصت من الزوائد التي غالبا ما تكبح انطلاقة النص القصصي ، و تحيد به عن الهدف الذي يتغيا الوصول إليه .


و من النصوص التي استوقفتني بهذا الصدد ، و التي تدعم الادعاء الذي ذهبت إليه ،المجموعة القصصية "خبز الله " للقاص عمر علوي ناسنا الصادرة عام 2010 والتي تضم بين دفتيها مجموعة كبيرة من القصص ، منها نصوص تنتمي إلى القصة القصيرة و أخرى إلى القصة القصيرة جدا.
و لعل أول ما يثير القارئ في هذه المجموعة القصصية الجميلة ، جملتها القصصية ، التي توظف إلى حد بعيد تقنية بناء الجملة في القصة القصيرة جدا ، بما يعني أنها مركزة و مكثفة ولا تحفل بالمحسنات البلاغية الزائدة ، بل تنبني بشكل مباشر و جاف و صادم ، طامحة بذلك إلى خلق نوع من النثر الخالص ، الذي يذكرنا بالنصوص اللامعة للكاتب الأمريكي ارنيست همنغواي . هذه الظاهرة الكتابية ، التي يشترك فيها الكاتب مع بعض القصاصين الجدد ، اخترقت قصص المجموعة بأكملها ، و سأحاول تسليط الضوء عليها من خلال إيراد بعض النماج من نصوص المجموعة ، و سأركز على افتتاحيات القصص ، التي تخلصت من الطابع الرومانسي في الكتابة ، الذي دأب بعض القصاصين على افتتاح قصصهم به ، مضيعين الجهد و الوقت في تنميقات لغوية فارغة لا تفيد القص فتيلا ، لذا نجد القصة عند عمر علوي ناسنا أدارت وجهها لهذه الديباجة التقليدية التي عفا الزمن عنها ، ليقتحم فضاء القص و تيماته بشكل مباشر، دون حاجته إلى أي توطئة ، إنه يقذف القارئ في أتون القصة دون أن يعده لذلك ، باعتماده على جمل مباشرة ، تكتفي بما يلزمها إلى أقصى الحدود ، فهي غالبا ما تقتصر على العمدة في انبنائها ، و تتخلص من الفضلة إلا إذا فرضتها الضرورة القصوى ، مبتعدة بذلك عن الأوصاف و النعوت الفائضة عن اللزوم ، و التي تضفي على النصوص مسحة رومانسية تجاوزها منطق القص و زمانه . و سأورد بعض افتتاحيات القصص للبرهنة على ذلك .. يقول السارد في قصة لعبة الغميضة:


الطفلة الشقراء التي تلعب معي هناك ، سأعرف فيما بعد أنها عاهرة.
أما قصة "خروف و دم " فيفتتحها القاص بقول السارد:


قال الصغير لأبيه صبيحة العيد
- أبي أرجوك لا تذبح الخروف الجميل ، لقد كلمني أمس ، و تمسح بيدي ، و كانت عيناه تبرقان ، و هو يتناول العشب من يدي.
فيما تبدأ قصة "المسدس المائي ب:


- يا أبي أريدك أن تشتري لي مسدسا مائيا.
أما قصة "طز.." فيبدأ كاتالي:


-غدا سينفذ فيك حكم الإعدام.



و في قصة "تأثيث رغبة " فاختار القاص أن يبدأها بقول السارد :امرأة تقتعد كرسيا قصبيا ، تقرأ ديوانا شعريا بعنوان"طفولة نهد".هذه النماذج من افتتاحيات القصص القصيرة في المجموعة تمنح القارئ فكرة عن النهج الذي ارتضاه القاص عمر علوي ناسنا في بناء جملته القصصية ، التي تبدو قوية و متخلصة من أوهام استدراج القارى نحو النصوص، أو تملقه بزخرفات بلاغية لا طائل منها ، و هي- بذلك- متخففة من الزوائد الثقيلة ، و هذا ما يجعلها رشيقة و قوية و محايدة ، و تلك -لعمري- ميزة اتسمت بها القصة القصيرة جدا ، فاقتبستها منها القصة القصيرة ، و خاصة مع الجيل القصصي الجديد ، الذي يبدو واعدا ، ينصت بعمق إلى نبض القصة في بلادنا ،و المدى الذي بلغت إليه ، و لعل هذا ما يجنبه تكرار التجارب السابقة ، و هذا ما يدفعني إلى الادعاء بأن الجيل الجديد من القصاصين ، ومن خلال استفادته من تقنيات بناء جمل القصة القصيرة جدا في كتابته لنصوص القصة القصيرة ، سيكسب هذه الأخيرة نفسا و دما جديدين ، هي في أمس الحاجة إليهما ، لتستمر على درب الإبداع و التجديد، ولا تصاب بالتكلس و تصلب الشرايين.



#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مليون توقيع من أجل جامعة مغربية فعالة و مبدعة و متنورة
- أصوات في المشهد : مصطفى لغتيري : المشهد الثقافي في المغرب : ...
- قصص قصيرة جدا لمصطفى لغتيري
- أحمري يبتلعه السواد للشاعر نزار كربوط ديوان يحتفي بالتفاصيل ...
- كائنات من غبار لهشام بن الشاوي رواية بروليتارية تحتفي بالحب ...
- التوصيات الختامية للملتقى العربي الأول للقصة القصيرة جدا بال ...
- - سنوقد ما تبقى من قناديل -مجموعة قصصية جديدة للقاص المغربي ...
- - خارج التعاليم .. ملهاة الكائن- للشاعر رشيد الخديري سمفونية ...
- لماذا حجب وزير الثقافة جائزة المغرب للكتاب؟
- الشذرية بين محوري التأليف و الاختيارمن خلال ديوان -مناورات ف ...
- حانة لو يأتيها النبيذ احتفاء بالجسد و النبيذ و الموت
- -حب .. و بطاقة تعريف- للقاص عبد السميع بنصابر جواز مرور نحو ...
- بين الأدب والتاريخ*
- استثمار اليومي ضمان لأصالة الكاتب
- الحوار المتمدن صرح حضاري شامخ
- ملامح السخرية في المجموعة القصصية -الخلفية - للعربي بنجلون.*
- رسالة مفتوحة إلى الشاعر حسن نجمي
- هل -بيداغوجيا الكفايات - طريقة ملتوية لتطبيق شبكة التنقيط؟
- حنان كوتاري تنقش اسمها بالحناء في مدونة القصة المغربية
- بلاغة الغموض في - أشرب و ميض الحبر - للقاص اسماعيل البويحياو ...


المزيد.....




- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - -خبز الله- لعمر علوي ناسنا أو ولادة جيل جديد من القصاصين في المغرب