أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - ثقافة التغيير وجدلية اختمار الوضع الثوري














المزيد.....

ثقافة التغيير وجدلية اختمار الوضع الثوري


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 3278 - 2011 / 2 / 15 - 00:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صمتت الجماهير المضطهدة دهراً فانفجرت نصراً، بمعركة الحناجر المبحوحة من جراء الصراخ والاستغاثة والمطالبة بالحرية والحقوق والعدالة الاجتماعية. عقوداً طويلة من الزمن كان صدى اصوات هذه الملايين المسحوقة يكبت، خلف جدران السجون وزنازين اقبية المخابرات، لا شفيع لفتوى نفع ولا صوت دعوى سمع، لحين ان جاءتهم القارعة " المصيبة " على الظالمين، التي تمثلت بالانترنيت وابنائه ، الفيس بوك ، اليو تيوب ، التويتر ، وما زالت في الطريق ولادات اخرى.
لا يفوتنا ان نذكر بان رياح التغيير قد هبت من بلاد الرافدين قبل تونس ووادي النيل، من البصرة الصابرة وبغداد المناضلة ومدن كردستان الصامد مدى الدهر، ولكن لم تختمر ولم تكتمل فيها عوامل الثورة بعد، ارهاصات ثورية في كل انحاء العراق تعطي اشارات لابد للمعنيين قراءتها جيداً، لاينفع معها الترقيع و( صلي ) القرارات التي لا تعدو عن كونها رشاً لا تساوي شروى نقير. ازاء الفساد والنهب المنظم الذي ينخر الوضع العراقي برمته، العلة كل العلة في رجال حكام ليسوا برجال دولة وليسوا في الامانة والنزاهة والقدرة على معالجة مشاكل الحياة للمواطنين، ولم يفهموا بعد تلك الحكمة الشعبية ( ما يأكله العنز يطلعة الدباغ ) ، انهم يغرفون بلا حدود من السحت الحرام، ويزيفون بلا وجل.
ان ما حصل في تونس ومصر كفيل بكشف النقاب عن سبب العوز والفقر والجهل والتخلف الحضاري لعموم بلداننا العربية وبلدان المنطقة، و لم يكن ذلك مجهولاً، ولكن هذه المرة قد اصاب كبد الحقيقة واكد الرأي القائل " اينما وجدت فقراً وجدت ظلما وفساداً ورائه " وها هي الفضائح تتكشف بعد سقوط الطغاة ومحتكري الحكم ومستغلي شعوبهم ابشع استغلال. لكن في عراقنا يبدو نهب المال العام يشّرع بقوانين، وليس بحاجة الى ثورة لكشفه، مقنن للطبقة الحاكمة كرواتب وامتيازات وما يسمى بالمنافع الاجتماعية زيفاً. يقابله اتساع رقعة سكان اكوخ الصفيح ورواد مكبات القمامة، الامر الذي من شأنه سينشئ عاملين اساسيين لاختمار الوضع الثوري لدى الجماهير ضحايا الاضطهاد، وهما ، اولاً ان الحقوق لا تعطى ولكن تؤخذ غلابا ، وثانياً اللجوء الى العلم كافضل وسيلة لكسر حواجز الفكر الظلامي الذي يدعو الى الخنوع والاستسلام لارادة ولي الامر او الى ارادة الولي الفقيه.
التغيير هو منطق الحياة ففي كل لحظة يجري نحو الجديد، فكيف الامر اذا ما ظل حاكم عقوداً عديدة في تسلطه واستبداده ؟ ، ومما لا شك فيه انه سيخلف فقراً وعوزاً وظلماً، وفي سياقها مصادرة الحريات والحقوق، لان حرية التعبير تشكل معولاً ومحركاً للتغيير. هذه هي جدلية النهوض الثوري التي يدفع بها الظلم، ولكن يفعلها الوعي وقوة ارادة النضال لدى الجماهير الثائرة. التي ترتفع مقادير تضحياتها الى الاستشهاد ثمناً للحرية، وهذه ثورة شعب تونس كانت قدحت شرارتها باستشهاد الكادح " البوعزيزي " وكذلك ثورة مصر شعل فتيلها استشهاد خالد سعيد على يد شرطة نظام مبارك، وليست هي اخر الثورات.
ان النظرية العلمية لتفجر الثورات تنص على ثلاثة محاور، وهي اولا : وجود ازمة في قمة النظام المتسلط اي لايتمكن من استمرار فرض ظلمه، وثانياً: وجود ازمة في القاعدة اي الجماهير ويعني لا مجال للسكوت على الظلم، والثالثاً وجود الاداة القائدة والمفجرة للثورة، وقد تجلى ذلك في ثورتي تونس ومصر، ولكن ما يلفت الانتباه حقاً هو وجود اداة قائدة غير تقليدية اي من الشباب الذي صنعه العلم اذا جاز هذا الوصف، بل وجعله احد ابرز سمة عصرية للثورات، في زمن الديمقراطية وعالم الانترنيت، الذي كادت تنعدم فيه عمليات التحول غير السلمي للسلطة ما عدا بقايا دينصورات الاستبداد، لهذا حصل وسوف يحصل تباعاً والعهدة على الفيس بوك. الذي نشر ثقافة التغيير.



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساقطت هياكل الارقام وسوف تتساقط
- لعنة احتكار السلطة وثورات ضحايا الاضطهاد
- ثورة الهتاف والحجارة وثنائية الفقر والعلم اسقطت دكتاتوراً
- المنافع الاجتماعية لدى الرئاسات ... أليست فساداً ؟
- وزارة المالكي لا تمتلك القدرة على النهوض
- وزارة ما ملكت ايمان الشركاء
- طبخة تشكيل الحكومة العراقية على موقد مجلس السياسات
- كانت عايزة التمت ... !!
- اشكالية تشكيل الحكومة وكلفة ما بعد التكليف
- الازمة العراقية .. بقاياها اخطر منها
- منافذ تشكيل الحكومة العراقية مقفلة .. ولكن
- الطاولة المستديرة وقواعد الشراكة الوطنية
- وان تعددت المستحيلات فالمصالح هي الحاسمة
- ثغرة في جدار الازمة فانفذوا منها والا اعيدوا الامانة...
- حكومة تقاسم السلطات مع الاعتذار من الدستور
- نواب الشعب .. انتهى العتب وحل الغضب
- كفوا عن لعبة المواقف السياسية - الطائرة -
- تعزيز جبهة الاعتصامات .. اختراق لخنادق الاستعصاء
- الطبقة الحاكمة وبراءة اختراع لازمة فريدة
- حصون المقاعد البرلماني بلا حصانة


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - ثقافة التغيير وجدلية اختمار الوضع الثوري