أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - اشكالية تشكيل الحكومة وكلفة ما بعد التكليف














المزيد.....

اشكالية تشكيل الحكومة وكلفة ما بعد التكليف


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 3197 - 2010 / 11 / 26 - 14:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشكيل الحكومة العراقية يدخل مرحلة يطغي عليها الترقب الحذر، ولم يبق من السياسات الباطنية المعتمدة لدى الكتل المتنافسة دون ان يخرج للعلن من خلال التصريحات والتصريحات المضادة ، ومن كثرة الاصوات الشاجبة واللاعنة والمهددة والساخطة، لو جئنا بالعديد من المرادفات الاخرى فلم يعد بالامكان وصف جلبة تشكيل الحكومة. وعندما اقيمت طقوس التكليف الوزاري كانت وكأنها وصول قوارب النجاة لركاب سفينة الكتل التي كادت ان تغرقها زوابع الخلافات والنزاعات حول المغانم ، ولكن الهم الاكبر ما سيحصل عند الوقوف على رصيف تشكيل الحكومة.
ان معادلة التكليف ووجهها الاخر المسمى التشكيل، فأن احدهما يوازي الاخر من حيث التكلفة التي تتجلى بتضخم حجم فاتورة ضياع المال والبنين والزمن التي يدفعها الشعب العراقي، ولايخفى على احد نداءات " الجهاد " المبحوحة التي انطلقت تتصاعد قبل وبعد التكليف في سبيل الحصول على" لب " التشكيلة الوزارية، اي الوزارات السيادية، وكما يبدو قد وضعت لها تسعيرة، اسفرت عن كشف نوايا البعض الذين سارعوا الى نقل ارصدتهم البرلمانية لترجيح كتلة معينة على حساب اخرى، مقابل الحصول على اكبر قدر من الحقائب الوزارية، تتعدى الوزن الحقيقي لها، ولكنها تعاملت بحجم فعلها في تغيير الموازين التي من شأنها ان تمكن الحصول على حق التكليف .
يبدو ان تشكيل الحكومة العراقية ليس بمنأى عن قانون العرض والطلب التجاري، وعليه كانت حصلت التسعيرة للمناصب الوزارية وكذلك سادت المقايضة، وعلى سبيل المثال وليس الحصر قد تجلى ذلك، بـصيغة اعطيك رئاسة الوزراء واعطني رئاسة المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية ، او اعطني رصيدك البرلماني واعطيك كذا عدد من الوزارات، لقد جاء ذلك بعد ثمانية اشهر ونيف الى ان حصلت الخشية لدى هذه الكتل من فقدان كل شيء ، انها لعبة سوق بامتياز، التي لا يربطها اي رابط بالديمقرطية وبمعادلاتها السياسية، واذا ما كانت تعني شيئاً فانها تعني تحويل المقاعد البرلمانية الى سلعة تباع وتشترى ومن الممكن مقايضتها، كما انها تنطوي على تجاهل ارادة الناخب وتجريد المقعد النيابي من قيمته الدستورية التي يفترض ان تصان من خلال توظيفها لخدمة الناخب وليس لخدمة النائب وكتلته .
وعلى مؤشرات الوضع السياسي الساخنة هذه، يسود في الشارع العراقي شعور بعدم الرجا بسبب ضعف البصيرة والعشو السياسي الذي يطغي على نفس ساسة الكتل الكبيرة، فمنهم من يريد اخذ حصته من وليمة الحكومة بالتهديد و الوعيد ، بقوله " اذا لم يعط حقنا فان العراق وشعبه سيتمزق ..!! " ، والاخر يقول " اذا اما اكثرت الكتل بمطالبها فسوف نشكل الحكومة براحتنا ..!!" ، فالاول ينفث سموم النفس الارهابي ، وان الثاني يجيبه بنفس مشبع بفايروس دكتاتوري خطير، فهل هذه الصورة تبعث على التفاؤل والرجا من هؤلاء الساسة الذين ابتلينا بهم، والحال هذا يجعل من كلفة التكليف باهضة واشكالية معقدة لا حل لها اذا ما بقيت على معطياتها الراهنة.
ان الركائز الثلاث لهيكلية تشكيل الحكومة قد اضيف لها ركيزة رابعة والمتمثلة بما سمي بالمجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية، وذلك كحل مفترض للازمة الحكومية، الا ان هذه التخريجة الا دستورية قد اثقلت كاهل المكلف بتشكيل الحكومة، وذلك بارغامه او برضاه على تجاوز الاسس الدستورية، اليس هذه صورة صارخة للمقايضة الناتجة عن تفضيل المصالح الشخصية على المصالح العامة؟ . الى هنا نكف عن التشاؤم اليوم وسنرى ماذا سيحصل غداً، وغداً لناظره قريب.



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الازمة العراقية .. بقاياها اخطر منها
- منافذ تشكيل الحكومة العراقية مقفلة .. ولكن
- الطاولة المستديرة وقواعد الشراكة الوطنية
- وان تعددت المستحيلات فالمصالح هي الحاسمة
- ثغرة في جدار الازمة فانفذوا منها والا اعيدوا الامانة...
- حكومة تقاسم السلطات مع الاعتذار من الدستور
- نواب الشعب .. انتهى العتب وحل الغضب
- كفوا عن لعبة المواقف السياسية - الطائرة -
- تعزيز جبهة الاعتصامات .. اختراق لخنادق الاستعصاء
- الطبقة الحاكمة وبراءة اختراع لازمة فريدة
- حصون المقاعد البرلماني بلا حصانة
- سباق غير معلن على اثر الانسحاب الامريكي
- فشل الكتل الفائزة يبرر اعادة الانتخابات
- ايها العراقيون اسحبوا اصواتكم او تصمتوا
- المعادلة السياسية العراقية .. ثلاثة لا تقبل القسمة على اربعة
- استباحة الدستور العراقي تبيح الحلول الاستثنائية
- لحل الازمة العراقية هل نحتكم الى الاخطبوط المونديالي ( بول ) ...
- ازمة ائتلافات ام ازمة دستورية ؟
- معركة الكراسي الشاغرة .. خسر الفائزون و فاز الخاسرون
- الكهرباء نور والحكومة سور


المزيد.....




- -كابوس لوجستي-..أمريكي يزور جميع بلدان العالم للتأقلم مع الو ...
- 7 نجمات ارتدين الفستان الأسود الضيّق بقصّات مختلفة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 4 مسؤولي استخبارات بإيران بينهم ...
- ولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إي ...
- دمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري ...
- ألمانيا تستضيف محادثات دولية حول المناخ قبل قمة البرازيل
- الوحدة الشعبية: الرفيق الدكتور عصام الخواجا حر كما عهدناه
- إيران: على أمريكا أن تعلن موقفا واضحا من العدوان الإسرائيلي ...
- وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
- انفجار بمصنع ألعاب نارية في هونان جنوب وسط الصين (فيديو + صو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - اشكالية تشكيل الحكومة وكلفة ما بعد التكليف