أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علي عرمش شوكت - ثورة الهتاف والحجارة وثنائية الفقر والعلم اسقطت دكتاتوراً














المزيد.....

ثورة الهتاف والحجارة وثنائية الفقر والعلم اسقطت دكتاتوراً


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 3247 - 2011 / 1 / 15 - 02:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


هكذا يراد من الشعوب المكبلة ان تثور، انطلقت انتفاضة الشعب التونسي من داخل اسوار البؤس التي كبل بها النظام اوسع الجماهير بغية ادامة الهيمنة والتسلط ودوام حكم الفرد المستبد، ولكن المنفذ الذي اخرج الناس من حصار النظام الدكتاتوري. هو الوعي العالي الذي شكل ثنائية الدفع مع الفقر، لاقتحام حصون الاستبداد، ففي تونس يتزايد بشكل طردي العاطلون عن العمل مع خريجي الجامعات، فضلاً عن تطلع هذه الفئات المثقفة الى عالم حضاري جديد، يتجلى ذلك باتساع عدد المشتركين في عالم الانترنيت والفيس بوك من التونسيات والتونسيين الى اكثر من مليون ونصف مشترك، ان هذا الامر الذي له الفضل باجلاء الرؤية وازاحة الفكر الظلامي الذي لاشك انه قد كبل البعض من شعوبنا وجعلها لا ترى افق مستقبلها قبل فوات الاوان وتراها تعيد اختيار من سامها الحرمان والعذابات دون وعي يذكر.
وهكذا ايضاً يصمم المنتفضون على هدف التغيير، بدأت انتفاضة الجماهير التونسية بالمطالبة بفرص العمل، ولكن اشعل فتيلها كاسب منع من وسيلة كسبه البسيطة تحت حجة عدم الاخلال بالنظام العام، فما كان امامه سوى محاولة حرق نفسه، حينها احترقت حدود صبر الجماهير التي خبرت الوعود الكاذبة للحكام، لم تستكن وتنخدع مرة اخرى ولم تصبر على ضيم، فارادت التغيير وليس غيره. وبهتاف التغيير وسلاح الحجارة انهمرت دموع الدكتاتور وادعى انه قد خذع، ارادها وسيلة لاعادة تضليل الجماهير الا انه لم يدرك مستوى معاناة حياة المواطنين والتي هي كفيلة بخلق متاريس وعي عالية لاتتمكن من عبورها ماكنة الظلم والاستبداد.
كان عبور المنتفضين حدود الشعارات المطلبية الى شعار التغيير لافتاً لاهتمام المراقبين، الا ان الذي ميزه هو الضمير الجمعي الموحد، لم يكن قد ظهر اعتباطاً انما تمخض عن ثنائية الوعي والفقرالتي تكاد تكون شاملة، هذه الثنائية قد اثبتت بكل قدرة على مواجهة اية قوة تحاول كبح ثورتها، وها هو الدليل قد تجلى في ثورة الهتاف والحجارة التي اسقطت نظاماً دكتاتورياً يمتلك مختلف اسلحة القهر التي لم يتوان عن ممارستها، الا ان التصميم والارادة الواعية حولتها الى رماد ذر في عيون الحاكم ليدمعها ويجعله متوسلاً هزيلاً ومدعياً بكونه قد خدع. غير انه لم ينس ما حل بامثاله حينما ادرك ان دموعه لا تنفعه كما نفعت خامنئي في ايران ابان الاحتجاجات على تزوير الانتخابات الرئاسية، ولم تحل دون صعوده على لوحة الاعدام. وان تجربة طاغية العراق صدام لم تزل حية.
انها لسابقة في علمنا العربي، لكنها ليست بالغريبة على عالم متغير، عالم جديد سمته العامة العلم والديمقراطية وحقوق الانسان، ولا مكان به للخداع ولا تاثير للفكرالظلامي مهما حاول سماسرته وتجاره التمسك به واحاطته بمظاهر الدين والمقدسات، لكون ناس اليوم لا يهمها سوى العيش الكريم المؤطر بالعدالة الاجتماعية والمنتج للحياة الامنة الرغيدة. كما تؤشر العديد من المعطيات الى انها تبشر بتكرار ثورة ثنائية الفقر والوعي بحق اكثر من مستبد مهيمن على الحكم دهراً طولاً من الزمن دون ادنى وجه حق.



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنافع الاجتماعية لدى الرئاسات ... أليست فساداً ؟
- وزارة المالكي لا تمتلك القدرة على النهوض
- وزارة ما ملكت ايمان الشركاء
- طبخة تشكيل الحكومة العراقية على موقد مجلس السياسات
- كانت عايزة التمت ... !!
- اشكالية تشكيل الحكومة وكلفة ما بعد التكليف
- الازمة العراقية .. بقاياها اخطر منها
- منافذ تشكيل الحكومة العراقية مقفلة .. ولكن
- الطاولة المستديرة وقواعد الشراكة الوطنية
- وان تعددت المستحيلات فالمصالح هي الحاسمة
- ثغرة في جدار الازمة فانفذوا منها والا اعيدوا الامانة...
- حكومة تقاسم السلطات مع الاعتذار من الدستور
- نواب الشعب .. انتهى العتب وحل الغضب
- كفوا عن لعبة المواقف السياسية - الطائرة -
- تعزيز جبهة الاعتصامات .. اختراق لخنادق الاستعصاء
- الطبقة الحاكمة وبراءة اختراع لازمة فريدة
- حصون المقاعد البرلماني بلا حصانة
- سباق غير معلن على اثر الانسحاب الامريكي
- فشل الكتل الفائزة يبرر اعادة الانتخابات
- ايها العراقيون اسحبوا اصواتكم او تصمتوا


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علي عرمش شوكت - ثورة الهتاف والحجارة وثنائية الفقر والعلم اسقطت دكتاتوراً