أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهر العامري - ظرف الشعراء ( 22 ) : حافظ الشيرازي














المزيد.....

ظرف الشعراء ( 22 ) : حافظ الشيرازي


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 955 - 2004 / 9 / 13 - 11:15
المحور: الادب والفن
    


هو شمس الدين محمد ، المعروف بالخواجة حافظ الشيرازي ، والملقب بـ ( لسان الغيب وترجمان الاسرار ) ، شاعر الشعراء في القرن الثامن الهجري ، وشاعر الشعراء في ايران الى يومنا هذا 0
أقام أبوه ، بهاء الدين بعد قدومه من مدينة اصفهان في شيراز ، وتزوج بها، فانجبت زوجته لها وله ثلاثة أولاد ، كان حافظ أصغرهم ، وحين توفى والده ، وتفرق عنه أخوانه ، اصابه هو وأمه ضيق في الرزق ، فاشتغل خبازا ، يستيقظ نصف الليل كعادة الخبازين ، ويظل يعمل الى الفجر ، وحين ترتفع الشمس في الافق يذهب الى المدرسة للدرس والتحصيل الذي كان ينفق عليه من اجره اليومي الشحيح 0
في مطلع حياته اصيب حافظ باخفاقين ، الأول في تجربته الشعرية الاولى حين عرضها على الشعراء من حوله ، والثاني في حبه لفتاة تدعى : شاخ نبات كانت متمنعة عن وصاله 0
صار حافظ فيما بعد استاذا في اللغتين : العربية ، والفارسية ، وفي معارف الدين ، كما أنه قال الشعر في الاولى ، ولكنه كان يقوله في الثانية كذلك ، أو في الاثنين معا في ذات الوقت فيما عُرف بالشعر الملمع وقته ومنه :

( سليمى حين حلت بالعراق )
( ألاقي في هواها ما ألاقي ) 1
وطوّح بالنهى في زنده روُد 2
بشرب الخمر في نغم عراقي
عروس أنت يا بنت القناني
وحظك بعض أحيان طلاقي

وقد سبق حافظ الى هذا اللون من الشعر في الفارسية الشاعر سعدي الشيرازي الذي زار قبره ابن بطوطة ، وكتب عنه يقول : كان أشعر أهل زمانه باللسان الفارسي ، وربما ألمع في كلامه بالعربي 0
ضمن حافظ شطرا في مطلع احدى قصائد من قصيدة ليزيد بن معاوية التي يقول في اولها :

أنا المسموم ما عندي بترياق ولا راقي
أدر كاسا وناولها ألا يا ايها الساقي

ومن قصيدة حافظ تلك قوله :

ألا يا ايها الساقي أدر كاسا وناولها
فإني هائما وجدا فلا تمسك وعجلها
وهل لي في صبا ريح مضت في طًرة شعثى
بنشر الطيب تدعوني : ألا عجل وقبّلها
وشيخي عارف يدري رسوم الدار فاتبعني
وخذ سجادة التقوى بما الكرم فاغسلها

قال احد الشعراء الذين جاء بعد الشاعر حافظ بما يزيد عن قرن من الزمان إنه لامه في الطيف على تضمينه لبيت يزيد بن معاوية قاتل الحسين بن علي ( ع ) ، فرد حافظ عليه قائلا : إن مال الكافر حلال للمسلم 0
وردا على اللوم هذا ، وهو حي ، كان يقول : لست أرى حرجا على من يرى كلبا في فمه ياقوتة فيوقفه ليأخذها من فمه الملوث 0
تنازع رجال الدين في شيراز في السير خلف جنازة حافظ بعد موته كما جرت عليه العادة عند المسلمين ، فقد رأى بعضهم أنه متهم في دينه ، فجادلهم البعض الاخر فيما ذهبوا اليه من طعن واتهام ، واحتكموا بعد ذلك الى ابيات من الشعر كتبوا الواحد منها على قصاصة من ورق ، فوقعت القرعة على بيت لحافظ هذا نصه بالفارسية :

قدم دريغ مدار از جنازه حافظ
که ?ر?ه غرق ?ناهست ميرود به بهشت

ومعناه : لا تؤخر قدمك أو تتردد عن جنازة حافظ
فهو غريق في الاثم لكنه ذاهب الى الجنة

بعدها دفن حافظ في روضة المصلى ، والتي صارت بعد ذلك مزارا له ، وتدعى اليوم بالحافظية 0
=========
1- الاشطر بين قوسين كتبها حافظ بالعربية ، وما عداها بالفارسية 0
2- النهى : العقل ، وزنده روًد : نهر زنده وهو نهر يمرّ بمدينة اصفهان من ايران 0



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة علاوي وسياسة الرشوة !
- البديل الجاهز !
- الرئيس المزواج !
- الكاتب العراقي والمواقع !
- امارة العوران !
- أنصار السنة ومنطق عفلق !
- ظرف الشعراء ( 21 ) : الفرزدق
- بضائع الموتى !
- المتربصة !
- الحنكة الانجليزية والمدفع الأمريكي !
- دولة تعلق مصيرها برجل !
- الأزمة واحزاب الحكومة !
- الصمت !
- القفز في اسعار النفط !
- ولدوا مع الخطأ الأمريكي !
- بخفي حنين !
- جيش الصدر : العناصر والسلوك !
- ظرف الشعراء ( 20 ) : السيد الحميري
- قراءة في البيان الأول !
- حصار عناصر من المخابرات الايرانية !


المزيد.....




- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهر العامري - ظرف الشعراء ( 22 ) : حافظ الشيرازي