أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - البديل الجاهز !














المزيد.....

البديل الجاهز !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 952 - 2004 / 9 / 10 - 10:29
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


قبل أن تُسقط امريكا نظام صدام عن طريق الحرب ، وقبل أن تتعاون مضطرة مع قوى المعارضة في المؤتمر المعروف بمؤتمر لندن ، كانت هي قبل هذا تطمح بتغير يتم في حكم العراق من داخل النظام الساقط نفسه، لكن هذه الطموح تبدد في اكثر من محاولة فاشلة تصدى لها صدام ، وقمعها بقسوته المعهودة ، والتي يعرفها الجميع 0
والآن ها هم القادة الامريكيون في العراق يعضون اصابعهم ندما على قرارهم في حلّ أجهزة صدام الامنية ، وفي حلّ جيشه الذي حلّ نفسه بنفسه، وذلك على أمل أن يجدوا لهم بين صفوف معارضي صدام من العراقيين من يحمي ظهورهم ، ويسهل لهم جريان العملية السياسية في العراق بيسر ، ودون عوائق ، مثلما يحدث الآن ، رغم أن الكثيرين من اطراف المعارضة العراقية قد جلسوا جنبا الى جنب مع السيد بول بريمر حاكم العراق المنصرف في مقاعد مجلس الحكم ، وفي مقاعد غيرها ، لكن ذلك لم يمنع الامريكان من أن يفتشوا على بديل مضمون من بين العراقيين يرضى أن يكون قفل العراق بيده ، بينما يكون المفتاح بيدهم هم أنفسهم ، حتى لو قامت في العراق انتخابات تشريعية ، شكلية تفضي لسن دستور ، وقيام برلمان 0
وعلى هذا وجدوا أن افضل بديل جاهز ، تكون له الكلمة العليا في العراق مستقبلا ، يأتي من بين صفوف جيش صدام المهزوم في الحرب ، وهم في ذلك يمتلكون التجربة التاريخية الانجليزية الغنية في العراق ، فابريطانيا حين أتت بالملك فيصل الاول ، وتوّجته ملكا على العراق ، كان حرسه الأول هو الجيش الذي شكلت أولى وحداته بقيادة الضباط العراقيين المهزومين بهزيمة الجيش التركي – العثماني في الحرب العالمية الاولى ، حين كانوا يقاتلون في صفوفه ، هؤلاء الضباط تميزوا ، فيما بعد، باستبدادهم ، وتسلطهم على الشعب العراقي ، وبجبنهم وتخاذلهم امام اسيادهم المستعمرين ، والعراقيون ، بعد ذلك ، يعرفون مقدار معاناتهم من جراء الانقلابات المتعددة التي قام بها الضباط هؤلاء ، فقد كان العراق اول بلد عربي يشهد انقلابا عسكريا سنة 1936م ، بقيادة بكر صدقي 0
وهاهم اليوم صناديد صدام ! من العسكريين المهزومين في الحرب الاخيرة يعرضون خدماتهم على الجيش الامريكي في حفظ امن المناطق التي تشهد عمليات قتالية ضده ، وفي لعبة مكشوفة يذهب الناس الابرياء ضحايا فيها ، ففي الوقت الذي ذكر فيه مسؤولون عسكريون اميركيون ان عشرات من لواءات وعقداء نظام الديكتاتور العراقي السابق صدام حسين يحصلون على مئات الدولارات شهريا من البنتاغون لتقديم استشارات الي المسؤولين العراقيين والاميركيين حول كيفية احتواء التمرد في العراق. ويعمل جنرالات الجيش السابق الذين عينهم الكولونيل دانا بيتارد لاول مرة، قبل ثلاثة اشهر، كمستشارين للاميركيين في محاولة لتخفيف العنف في محافظات صلاح الدين وكركوك والسليمانية وديالى 0
هذا في الوقت الذي يقول فيه المواطنون من اهل الفلوجة من أن جامع الحضرة المحمدية ما هو إلا عبارة عن الشعبة الخامسة من جهاز مخابرات صدام الساقط ، والتي كان مقرها في عهده يقع في مدينة الكاظمية من بغداد ، وأن الوجوه التي كانت ضمن ذاك الجهاز ، هي ذاتها التي تدير مجلس المجاهدين في مدينة الفلوجة بقيادة عبد الله الجنابي ، وهؤلاء حين يقاتلون الان لا يقاتلون من أجل العراق ، واهل العراق ، وإنما من أجل العودة الى ذات المعادلة التي كسرتها قوات الاحتلال ، ولهذا فإن كل همهم هو أن تُصحح تلك المعادلة التي افقدتهم مصالحهم ، وتحكمهم في رقاب العراقيين ، وفيما عدا ذلك لا شأن لهم به البتة 0
لقد انقسم هؤلاء العسكريون المهزومون فريقين أثنين ، فريق يعمل مع قوات الاحتلال ، ويعد نفسه على أنه هو البديل الجاهزالذي سيخمد نار العمليات القتالية التي يقوم فيها الفريق الثاني الذي بسفح الدموع على الدين المذبوح ، والوطن المهان ، والذي هو في ذات الوقت ورقة ضغط على جيش الاحتلال بيد الفريق الأول من أجل أن يثبت هذا الفريق للامريكان وغيرهم من المحتلين أنهم هم وحدهم صمام أمان العراق ، وهم وحدهم القادرون على حكمه ، والملبون لكل طلب يُطلب منهم ، سيرا على خطى نوري السعيد وبكر صدقي واخرين غيرهما 0



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس المزواج !
- الكاتب العراقي والمواقع !
- امارة العوران !
- أنصار السنة ومنطق عفلق !
- ظرف الشعراء ( 21 ) : الفرزدق
- بضائع الموتى !
- المتربصة !
- الحنكة الانجليزية والمدفع الأمريكي !
- دولة تعلق مصيرها برجل !
- الأزمة واحزاب الحكومة !
- الصمت !
- القفز في اسعار النفط !
- ولدوا مع الخطأ الأمريكي !
- بخفي حنين !
- جيش الصدر : العناصر والسلوك !
- ظرف الشعراء ( 20 ) : السيد الحميري
- قراءة في البيان الأول !
- حصار عناصر من المخابرات الايرانية !
- النفخ في الصُور !
- اجتثاث البعث- في ذمة الماضي -


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - البديل الجاهز !