أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - سيمفونية العودة- المشهد الثالث-4















المزيد.....

سيمفونية العودة- المشهد الثالث-4


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 3160 - 2010 / 10 / 20 - 14:59
المحور: الادب والفن
    


"سنرجع يوما إلى حــُبــّنــا، ونغرقُ في دافئات المنى. سنرجعُ مهما يمرُّ الزمان، وتنأى المسافاتُ ما بيننا". هكذا رحتُ أدندن ، كما اعتدتُ أن أفعلَ مع كل غروب وأنا أسترخي تحت شجرة الزيتون، أحلمُ بالعودة إلى فردوس العشق، حيث لم يكن في الكون سوانا أنا وآدم، أوّلُ عاشقــَيـْـن في سفر الحياة. كم كانَ وما زال يـُطربني أن أستبدل كلمة " حـَيــّــنـا" بكلمة " حـُـبـّـنــا".

*


ككلّ فجر، راحتْ شاشةُ الحاسوب تنفلشُ أمامي ، كأنَّ الحياة تستقبلني بحفاوة وتدعوني لأقتحمها من أوسع أبوابها. سارعتُ بطباعة اسم "آدم" في محرّك البحث ، فاذا بي أعثر على المقال التالي:



بعد 16 يوماً من التعتيم الإعلامي وحظر النشر، وحظر الإعلان عن حظر النشر، تمَّ الكشف أمس عن قضية اعتقال الشخصية البارزة لدى فلسطينيي الـ 48، آدم مخول، بشبهتيّ «التجسس والاتصال بعميل أجنبي »، خطوة يراها الفلسطينيون تصعيداً ممنهجاً ضد الفلسطينيين لمنع التواصل مع العالم العربي والحد مِنْ نشاط مَنْ يفضح سياسة إسرائيل.

سمحت محكمة الصلح الإسرائيلية في بيت تكفا أمس بالنشر الجزئي عن اعتقال آدم مخول.
وقالت الشرطة، في بيان مقتضب، إن آدم مشتبه بـ«مخالفات أمنية خطيرة وقضية تجسس والاتصال بعميل أجنبي ».

آدم مخول، (52 عاماً)، يعدّ واحداً من نشطاء العمل الأهلي في الداخل، ويرأس جمعية "معًا من أجل الحريـّة" الأهلية العربيّة ، وله نشاط جماهيري واسع على الصعيد العام. قالت زوجته، السيدة حياة مخول، إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلته يوم الخميس الماضي ، حين وصلت قوات كبيرة إلى بيتهم في الثالثة فجرًا، وأجرت تفتيشاً دقيقاً وعاثت في حاجيات المنزل فسادا أمام عينيّ ابنتيهما أمل وأحلام، مع منع ثلاثتهن من الحركة داخل المنزل .
ولا يزال مخول ممنوعاً من لقاء محاميه أو أحد من أفراد أسرته حتى هذه اللحظة. أكدت السيدة حياة أنّ ما يجري يندرج ضمن الملاحقة السياسية نتيجة لنشاط زوجها في فضح السياسةالإسرائيلية.

ورأى محامي المعتقل، أن الشبهات المنسوبة لمخول أصبحت في الآونة الأخيرة بمثابة تهم جاهزة يمكن تلفيقها ضد أي ناشط سياسي وحقوقي له علاقات مع العالم العربي ومع الحملة الدولية لمناهضة ممارسات اسرائيل. وأضاف: « إن المحاكم الإسرائيلية تضفي شرعية على السواد الأعظم من نشاطات الأجهزة الأمنية".

كما وقال النائب جمال زحالقة، من التجمع الوطني الديمقراطي، لـ(الأخبار): «يبدو أنّ المؤسسة الإسرائيلية بدأت تفقد أعصابها، وتعتبر أي تواصل مع العالم العربي خطراً على أمنها. لا يمكن فهم ما يجري إلا في إطار ما قاله رئيس الشاباك الاسرائيلي "يوفال ديسكين" بعد الحرب على لبنان وهو أن ما يجري في صفوف الفلسطينيين في الداخل هو التهديد الاستراتيجي على إسرائيل كدولة يهودية. وعندما تعرّف المخابرات بأن العمل السياسي الذي يتحدى الصهيونية، والحدود التي ترسمها إسرائيل بأنه تهديد استراتيجي فهي تلاحق الشخصيات الوطنية». وأضاف زحالقة: «لقد فشلوا في السابق وسيفشلون الآن». وتابع: « مخول معروف بعمله الوطني السياسيّ وإسرائيل تعمل طيلة الوقت لإضفاء بُعد أمني على هذا النوع من العمل السياسي».

هذا وقد كان وَقـْعُ القضية قاسياً على الجماهير الفلسطينية في الداخل، إذ تصدّرت عناوين المواقع الإلكترونية ونشرات الأخبار التلفزيونية.

ومع اقتراب المساء، شهدت مدينة حيفا تظاهرة شارك فيها المئات، وقفوا على جانبي الطريق، ورفعوا صور مخول. وكانت الهتافات عالية، يسيطر عليها الغضب وسط حضور طاغٍ للشرطة الإسرائيلية التي وقفت على الجانب الآخر للشارع. طالـَبَ المتظاهرون بوقف الملاحقة السياسية للقيادات العربية، وهتفوا من أجل تحرير الأسرى، وصمود مخول في التحقيق.

وفي مقدمة المتظاهرين، ظهرت زوجة المعتقل، السيدة حياة مخول، التي أكّدت أن مخول يملك القوة الكافية للتصدّي لمثل هذه الشُبهات المجحفة.

وحملت السيدة حياة مخول ملصقاً بصورة زوجها، كتب عليه بالأسود والأحمر «الحرية لمخول»، بينما رفعت ابنته أحلام لافتة ضخمة برتقالية كتب عليها «أطلقوا سراح مخول»، ورفعت ابنته أمل لافتة بعنوان: " كلنا مخول ، كلنا أسرى"


*

رحتُ أستمع لحديث السيدة حياة، عن ظروف اعتقال آدم، بفضول أنثوي ولوعة مكبوتة.
نشبتْ نيرانُ الغيرة في قلبي.
كم مرّة أكدَّ آدم لي أن لا امرأة في نبضه سوايَ..؟!
" أنتِ لا سواكِ" كان يكررها بثقة ِوشهامةِ الفرسان.
" أنتِ لا سواكِ" كأن يرسمها أيقونة على جناح نورس.
أنا سيّد الرجال" ، لا أرتمي في أحضان أمرأة إلا حبيبتي، ومع أوّل فرصة ارتمى في أحضان امرأة أخرى. بينما، انعزلتُ أنا عن الكون، وعشت غريبة في دير" راهبات مريم المجدلية"، لأحتفظ بهِ نبضا طاهرًا نقيًا يمدّني بكرياتهِ العشقيّة الوهمية، فينعش قلبي، وأحيا على ذكراه.

*


هي في جمالِ زهر البنفسج، أمّا أنا ففي جمال الطيور، وهو يعشقُ الطيور وتغريدها وأجنحتها.
كم مرّة أخبرني أني سنونوة وأنـّه لي المدى. كم مرّة أخبرته أنــّه لوكان عينــًا، أكونُ له الدمعة، ولوكان وردة أكونُ رحيقها.
هي في جمال الندى، أمّا أنا ففي جمال القديسة ريتا ، تلك الجوهرة الفريدة ذات القلب الذهبيّ،
التي نذرت حياتها للتقوى والتقشف بعدما ذاقت من الآلام ألوانها وصادفت الشاق المستحيل في حياتها ، فلم تيأس ، بل تسلّحت بالصبر والصلاة ، بالإماتة والتقشف ، فذلّلت العقبات الجسام وانتصرت على الباطل، غير هيّابة بما أحاقَ بها من آلام مبرحة.

*


غصتُ بمهارة أنثوية داخل أمواج عينيها.
بدتْ لي كأنثى عَمَلية اعتادت على ركوب ِأمواج الحياة والتصدّي لها، بينما أنا
أنثى رومانسية أهوى التقوقع داخل قـُمـقـُم ِ أحزاني. أهوى رثاء الذات. أجترُ الذكريات كما جمال الصحاري.
هي تنظر للمستقبل بينما أنظرُ أنا كإمرأة لوط للماضي. لا اتقدم للأمام وأنسى ما هو وراء.
منحنية الهامة، مهزومة، أمشي.
بينما، تمشي " حياة" منتصبة القامة، مرفوعة الهامة. في كفـّها قصفة ُ زيتون ٍ وعلى كتفها نعشها.

*


شيئا فشيئا، دبّت مشاعرُ التسامح في عروقي.
هي أنثى استثنائية.
لمَ لا يقع آدم في حبّها بعدما فقد الأمل من العثور عليّ.
هو رجلٌ، والرجل لا يستطيع أن يصومَ عن الزواج حين يفقد شريكة حياته، فهو يحتاجُ معينا نظيره، بينما تستطيع الأنثى أن تتدبر أمورها من غير شريك حياة.
هذا فضلا عن أنّ (لعاطفة)هي المحرك الأوحد لعقارب قلب المرأة، بينما (لرغبات)هي المحرك الأساسي لنبض قلب الرجل.
قلب الأنثى ن كقلب العاشقة النقيّة أفروديت، لا يتسّع إلا لحبّ احد ٍ كبير يعصفُ بها ويتركها أسيرة حلاوته مدى الحلم.
أمّا قلب الرجل، فهو كقلب دون كيشوت.
ياه كم هو كبيــــــــــــــــــر ومخاتل.!
إنّه يتسع لحبّ كلّ نساء الأرض..!!

*


رحتُ أبحث عن مقال آخر يروي هذا الظمأ المزمن لمعرفة أخبار حبيبي آدم.
عينايّ منشدّتان إلى شاشة الحاسوب وكأنــّهما ممغنطتان.
كلّ الوجوه التي مرّت بي ،من آدم لحياة لأمل لأحلام للمحامي، للجيران، لكثيرين غيرهم، بدأت تعشش في ذهني.
ها أنا أسمعهم كأننّي أسمع جوقة موسيقيّة واحدة، تدندنُ بصوتٍ خافتٍ واحد،
راح يزدادُ صخبًا شيئا فشيئا وشاشة الحاسوب تأتيني برغيف خبز آخر من صنع أتون الحياة:


إذا الشعبُ يومًا أرادَ الحياة
فلا بدَّ أن يستجيبَ القدر



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيمفونية العودة- المشهد الثالث-3
- سيمفونية العودة- المشهد الثالث-2
- سيمفونية العودة- المشهد الثالث-1
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-16
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-15
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-14
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-13
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-12
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-11
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-10
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني- 9
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-8
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني- 7
- سمفونية العودة-المشهد الثاني-6
- سمفونية العودة-المشهد الثاني-5
- سمفونية العودة-المشهد الثاني-4
- سمفونية العودة-المشهد الثاني-3
- سمفونية العودة-المشهد الثاني- 2
- سمفونية العودة-المشهد الثاني- 1
- سمفونية العودة-الفصل السادس


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - سيمفونية العودة- المشهد الثالث-4