أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - سيمفونية العودة- المشهد الثالث-3














المزيد.....

سيمفونية العودة- المشهد الثالث-3


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 3160 - 2010 / 10 / 20 - 09:42
المحور: الادب والفن
    


*هؤلاء الطغاة
أصحيحٌ يا ربي
أنـَّهم مروا من بين أناملِكَ الشفيفة
وتحمـّلتهم..؟!


هكذا رحتُ أتساءل بصمت وأنا أفكر في وسيلة تتيح لي مساندة آدم في هذي الأزمة، بل هذا الصراع الدامي الذي وقع في دوامته كما تقع حبّة زيتون في معصرة أو فراشة في خيوط ٍ لزجة لأحد العناكب.
قررتُ وأنا أحاولُ ترتيب أفكاري المبعثرة وضبط مشاعري المضطربة كما أمواج بحر في صباح يوم عاصف، أن أبحث عن مصدر أستقي منه المعلومات عن آدم قبل أن أغادر المكان، لأني حين أعود إلى مسرح الحياة الصاخب، حيث الصراع بين الشّر والخير، حيث البقاء للأقوى، لن أتمكن من التقهقر والعودة إلى هذا الملجأ الآمن.
أخبرتُ تريز عن هواجسي، فهي المقربة إلى قلبي، وهي مستودعٌ آمنٌ لأسراري منذ قادتني خطواتي الشّريدة إلى هذا المكان.
همستْ في أذني:
-عليكِ بكمبيوتر ماما رئيسة الدير.
= أخشى لو أخبرتها بالحقائق أن تمنعني من مغادرة الدير.
- ستقدّم لكِ النصائح لكنها لن تنمنعك. هي انسانة متفهمة جدا.
= لكن، ماذا يفيدني أن أخبرها أني عثرت على آدم وأنا أجهل أين هو وكيف أصل إليه.
-أنتِ تجيدين تشغيل الكمبيوتر، فقد تفوقتِ علينا جميعا في دورة الحاسوب التي تلقيناها منذ شهور.
= حسنا..!؟
-سنطلب من ماما مريم أن تسمح لكِ باستخدام الحاسوب للبحث عن معلومات قد تساعدك في العثور على آدم.

تبادلنا ابتسامة رضا وأنا أرنو لتريز بمحبة أخويّة وأردّدُ ما قفز للذاكرة من آياتِ الكتاب المقدّس:


* من بدء الخليقة ذكرًا وأنثى خلقهما الله.
من اجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسدًا واحدًا.
أذًَا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد، فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان.

*


سمحت لي الأم مريم باستخدام ذلك الجهاز الصامت، فجر اليوم التالي. لم يغمض لي جفن طوال الليل، كما أنـّي لم أتململْ في سريري لئلا تصحو أختي تريز وتغضب مني فتمتنع عن مساندتي . الشيطان شاطر وأنا لا أجهل أفكاره. دوما يسعى لزرع بذور الخصام بين البشر، لكنه مهما زرع من بذور في تربة حياتي، لن يحصدَ إلا الهزيمة .
أخيرا، قرعتْ الأجراسُ معلنة ً عن فجر يوم ٍ جديد. نهضتْ تريز بخفّةِ فراشة. ارتديتُ ذلك الثوب الأبيض، وأخفيتُ شعري الشائب خلف المنديل الأبيض. اتجهنا ويدي في يدها، للصلاة في الكنيسة . صار آدم محور ابتهالاتي. ركعتُ أمامَ المذبح. رفعتُ يديَّ النحيلتان نحو السماء، وأخذتُ بخشوع ٍ أبتهلُ:


في اسم الآب والابن والروح القدس، إله واحد آمين.
شكرا يا رب لأنك إله صالح، إلى الأبد رحمتك، وإلى دور فدور أمانتك.
شكرا يا رب لأنك أبو الرحمة وإله كلّ تعزية.
عند كثرة همومي في داخلي، تعزيــَاتــُكَ تلذذُ نفسي.
شكرا يا ربّ لأنك إله عظيم: عظيمٌ في غفرانك، عظيمٌ في تحريرك، عظيمٌ في شفائك، عظيمٌ في محبّتك.
محبّة ٌ أبدية ٌ أحببتنا، من أجل ذلك أدَمْتَ لنا الرّحمة.
شكرا يا رب لأنك معي لا تهملني ولا تتركني.
شكرا يا ربّ لأنك لا تتغير ولا يعتريك ظلّ دوران. أنتَ هوَ هوَ، أمس واليوم وإلى الأبد.
شكرا يا ربّ لأننا نستطيع أن تأتي إليك كلّ حين، وأنا أتقدم من عرش النعمة أطلب رحمة، أنالُ عونًا في حينه.
يا رب، ها أنا أضع " آدم" أمام عرش نعمتك. أسألك أن تغطيه بدمّك من رأسه حتى أخمص قدميّه.
أسألك أن ترفعَ عنه كلّ ضيق.
أسألك أنْ تحامي فتنقذ، تعفو فتنجي.
قلوبُ الملوكِ كجداول مياهٍ بين يديك.
يا ربّ، من لي سواك ألجأ إليه ليخفف وطأة هذه الأزمة عن آدم، ويفكّ أسره.
مكتوبٌ عنـكَ أنـَّـكَ تسمعُ أنــّاتِ الأسير.
أنتَ قلتَ: *كل ما تطلبونه حينما تصلون فآمنوا ان تنالوه فيكون لكم.
أعلن في اسم الربّ يسوع المسيح أنّ آدم نجا من هذه الأزمة.
أسألك في اسم الرب يسوع المسيح أن تسهل طريقك قدامي، كي أعثر على معلومات قد تقودني إلى آدم.
مباركٌ اسم الرب كلّ حين.
كلّ من طلبوا وجهك استناروا ولم يخجلوا أبدًأ.
قد كنتُ فتى وشختُ، ولم أرَ صدّيقًا تــُخليَ عنه.
لا يخزى منتظرو الربّ.
* يفرح جميع المتكلين عليك.الى الابد يهتفون وتظللهم.ويبتهج بك محبو اسمك. لانك انت تبارك الصدّيق يا رب.كانه بترس تحيطه بالرضا.
أرفع هذه الصلاة في اسم ربّي ومخلصي يسوع المسيح.
أثق أنك إله ٌحيّ تسمعُ وتستجيب.
آمين ثم آمين.




------------

•ومضة للشاعر عدنان الصائغ، بعنوان: "علامة التعجب !!"
•انجيل مرقس10 : 6-9
•إنجيل مرقس11: 24
•مزمور5: 11-12




#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيمفونية العودة- المشهد الثالث-2
- سيمفونية العودة- المشهد الثالث-1
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-16
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-15
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-14
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-13
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-12
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-11
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-10
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني- 9
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-8
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني- 7
- سمفونية العودة-المشهد الثاني-6
- سمفونية العودة-المشهد الثاني-5
- سمفونية العودة-المشهد الثاني-4
- سمفونية العودة-المشهد الثاني-3
- سمفونية العودة-المشهد الثاني- 2
- سمفونية العودة-المشهد الثاني- 1
- سمفونية العودة-الفصل السادس
- سمفونية العودة-الفصل الخامس


المزيد.....




- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - سيمفونية العودة- المشهد الثالث-3