أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - سمفونية العودة-المشهد الثاني-5














المزيد.....

سمفونية العودة-المشهد الثاني-5


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 3139 - 2010 / 9 / 29 - 09:40
المحور: الادب والفن
    


كلعبة الشطرنج، هكذا هي الحياة، بفارق واحد أننا لم نعد ندري مَنْ يحرِّكُ البيادقَ فوقَ رقعة ٍ كانت تسمّى فلسطين. ارتفعَ صوتُ جدّي من الذاكرة وهو يترنم بصوتٍ أشبه بالناي الحزين:

فلسطين.. فلسطين
شو شافت أيام حلوين
أمّا اليوم مسكينة
شو تعبانة وحزينة
ربّي يساعد
ربّي يعين
هالمظلومة فلسطين

*



الحب يجعل الإنسان العادي شاعرا والشاعر مجنونا. رويدًا رويدًا، فجرّ الحبّ داخلي الرغبة في الحياة وفي المطالعة والكتابة وفي الاستماع للأغاني:

" إذا في هالدنيا حبّ غالي، أكيد بيكون حبّي ليك. وإذا في شوق مو عادي، أكيد يا عمري شوقي ليك. لا تصدِّق أعيش في دنيا ،حبيبي انتَ مو فيها."

لفتني قولٌ لأديب ٍعالمي اسمه غابريل غارسيا ماركيز:

- أحبكِ لا لذاتكِ بل لما أنا عليه عندما أكون بقربك.

اكتشفتُ أنـّني أحبّ آدم لذاته ولما أنا عليه عندما أكون بقربه.
فبقربهِ، كنتُ فراشة حالمة تتنقل من وردة لوردة، فتجذب الأنظار لألوانها ورفيفها. كنتُ سنونوة، ولم يكن آدم لي القفص، بل كانَ المدى الرحبَ لأجنحتي. راحَ يحثني على التحليق عاليًا حيثُ النسور وهو يدللني بعبارة: يليقُ بك ِ التفرّد.

*



مرّت الشهور، ونحن صديقان حميمان. كنتُ أتشوقُ للحظة ضعفٍ يسلمني فيها مفتاحَ قلبه وأعدُهُ ألا أكون دليلة التي تكشفُ سرَّ قوته لأحد ولا تغدر به لأيّ سبب كان.

*



على الرابيةِ جلستُ أتأمل بحر حيفا وأداري قلقي بسبب انتهاء السنة الدراسيّة الجامعيّة واضطراري للبقاء في الناصرة، بؤرة الملل، إلى شهر تشرين المقبل.
كنتُ أبني قصورًا من رمال فوق شاطئ الأمل حينَ اخترقتْ رائحةُ عطرهِ أنفي. تراخى فوق العشب ِالأخضر بالقربِ منّي. لم تصبح قصوري فريسة ً لأمواج ِ بحره الهائج. ظلّت صامدة.

- ماذا تقرأين..؟!
= نيتشة.
-آه نيتشة..! رجل القوّة والجبروت الذي وقع في غرام امرأة سلمها ضعفه قبل قوّته.
= تصوّر أنـّه هو الذي قال: عندما تذهب لامرأة اصحب العصا معك..!
-وأنا، أكان لا بدّ لي أن أصحب العصا معي..؟!

ابتسمتُ وأنا أحاولُ أن استدرجه ليحدد نوع العلاقة بيننا:

= كان عليك أن تقطعَ عنقَ القطّ منذ لقائنا الأول.
-حياة.
= نعم.
-أنتِ الحياة بالنسبة لي. أنتِ رفيقة حلمي. أنتِ أنا .

هكذا تدفقَ اعترافـُهُ العشقيّ، في لحظة ظننتها النهاية. كثيرًا ما تخيلتُ أنّي خيط ٌ كبقية الخيطان في نسيج حياة آدم وأنّه لن يلحظ غيابي فيما لو نفيتُ نفسي بعيدًا عن جزيرة أحلامه.
كصدفة ٍ مسكونة بأمواجِ صوتهِ العاشق صرتُ. رحتُ أسبحُ في بحرالعشق، أعلو مع أمواجه وأهبط وأعلنُ لذاتي أنني: "أحيـــــــــــــــــــــَا".
-حياة.

ناداني صوته.

نزلتُ من سقف الحلم وهو يهمسُ في أذني:

-كانت لي حبيبة اسمها حواء.
كانت عشقي الأول وامرأتي.
وافترقنا في ظروف خارجة عن ارادتنا.
بحثتُ عنها طويلا.
بحثتُ في كلّ بقعة محتملة ولم أعثر لها على أثر.

صمتَ.

انبثقَ طيفُها من موقدِ الذاكرة.
انتصبتْ بيننا كأنثى لا من طين إنـّما من مفردات.

نبرةُ صوته، أكانَ فيها حنين ٌ إليها، أم دعوة للنسيان..؟!
أكانتْ هي سبب اعترافِهِ المؤجَّل..؟!

قررتُ أن أنسى ما هو وراء وأنا أقتربُ من حلمهِ لننصهرَ معًا في بوتقة ِ الزمن. سألته:

= ماذا لو عادتْ حواء فظهرت فجأة في حياتك..؟!
-لن تجد إلا الاحترام.
= آدم..!
-نعم..؟
= أحبّك..
-وأنا أعشقكِ يا حياتي.

*


إلى صدره ضمـّني ، وكانتِ المرّة الأولى التي يضمني فيها اليه. شعرتُ أنـّني تلك الضلعة الشاردة التي تعرفُ طريقَ عودتها إلى صدره، حيثُ الحنان، حيثُ الأمان.



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمفونية العودة-المشهد الثاني-4
- سمفونية العودة-المشهد الثاني-3
- سمفونية العودة-المشهد الثاني- 2
- سمفونية العودة-المشهد الثاني- 1
- سمفونية العودة-الفصل السادس
- سمفونية العودة-الفصل الخامس
- سمفونية العودة-الفصل الرابع
- سمفونية العودة-الفصل الثالث
- سمفونية العودة-الفصل الثاني
- سمفونية العودة-الفصل الأول
- وأنَا أبحَثُ عنِّي.. وَجَدْتُكَ
- مذكراتُ أنثى عاطلة عن الأمل
- ومن لا يعرف ريتا ..!؟- عرض الأديب السيد حافظ
- الطَّريقُ هيَ الطَّريق
- ليسَ بالخُبْز وَحْدَهُ أحْيَا- ومضة قصصيّة
- قَانُونُ الجَاذبيَّةِ العِشْقِيَّة
- فَرَاشَة ُ الحُلُم
- موجة من كل بحر
- شاعِرَة ٌ مَاكِرَة ٌ مَنْ يَجدُهَا..؟!
- أريدُ أنْ أحيَا


المزيد.....




- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...
- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة
- تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا: معركة ضد مشروع استعماري متجدد ...
- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - سمفونية العودة-المشهد الثاني-5