أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - ومن لا يعرف ريتا ..!؟- عرض الأديب السيد حافظ















المزيد.....

ومن لا يعرف ريتا ..!؟- عرض الأديب السيد حافظ


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 2816 - 2009 / 10 / 31 - 20:29
المحور: الادب والفن
    


ريتا عودة شاعرة فلسطينية تعيش داخل الأرض المحتلة من مواليد 1960 مدينة الناصرة .الناصرة مدينة (مكان) الثورة والمقاومة والحب والجنون . إن ريتا عودة تحتاج إلي الإضاءة النقدية حتى ولو كانت إضاءة غير أكاديمية، فنحن نعيش في زمن ركام شعري.. يومي.. قد يمس عصب الشعر أو روحه أو قد لا يمس . نحن نعيش حالة فوضى وسراب بين الشعراء والمتشعرين تشعر بالخجل أمام نفسك إنك لا تتابعه .
ريتا عودة تنتمي إلى الشعر الحداثي فهي بعيدة عن البلاغة القديمة والصورة البالية وتملك حساً وفطنة، فنجدها قد خرجت من عباءة القديم في وهم رومانسي دون كيشوتي مفعومة بالعشق للحروف والألوان الأخضر والأحمر والأصفر والانفعالات وقوارير العطور قد خرجت لتكتب واقع وجغرافيا مشاعرها تجاه العالم . إنها تملك في شعرها اتجاهين ( الوجدان الانفعالي شعر الداخل وشعر عبثي ، معابث للشيء شعر خارجي (1) وهي تقول :

هبني مفتاح القلب
كي اقتحم أسوار الدهشة
وأعشقك كما يشتهي الخيال


وفي قصيدة أخرى :

قلبه جنسيتي
فلتسقطوا عني
متاهات القدر

وفي قصيدة ثالثة :

كن كما الحلم
مشاغباً
مراوغاً
حتى تكون الحياة
أروع من القصيدة


وفي قصيدة (ومن يعرف ريتا) قدمت نفسها :

ريتا
نرجسة
عشقت نحلة
نورسة
عشقت بحراً
لا البحر ولا النحلة
عاشاعشق ريتا

هذا الحنان المتدفق للشعر والحياة وأن تصبح الحياة شعراً والشعر حياة . قد يري البعض أن ريتا عودة امرأة منفلتة في الحياة ، ولكن الحقيقة " إن الحكم الأخلاقي على الشعراء من مجرد شعرهم ليس حكماً صحيحاً لأن سلوك الشاعر في النص الشعري لا ينطبق علي حياته وسلوكه في الحياة بل يكون أحياناً مناقضاً لها " (2) .
إن ريتا عودة تظل المرأة التي تعشق الجمال، جمال اللغة وجمال القبح وجمال الطبيعة، إن الجمال يتغلغل في دمها ويملك عليها حواسها وهو عالم خصب وبحر واسع يغوص في أدق المعاني وأدق التعابير (3) . ويبدو أن الاتزان النفسي والعقلي قد يجعل بعض الشعراء في إطار المقبول والمعقول والجيد ، لكن عدم الاتزان النفسي عند ريتا يجعلها متفردة في شعرها وتكاد تقترب أحياناً من اللحظة العبقرية ، وهذا هو سر الصعود والهبوط في مملكتها الشعرية .
إن تمرد ريتا عودة ينبع من بحثها عن الحب العبقري (حب الرجل، حب الشعر ، حب الكتابة ، حب الحياة ، حب الحب ) .. انظر معي ماذا تقول :

أحبك
كما البحر
فكلما
اشعلت فتيل المكائد
العاطفية
في ولايتي الشعرية
تحدث إنقلاباً
لغوياً
وتخلع عن عرشي
رئيس جمهوريتي:
الضجر

"إن ما هو عام ليس اذن نقيضاً لما هو خاص ، وما هو فردي ليس نقيضاً لما هو اجتماعي وما هو عيني ليس نقيضاً لما هو مجرد ، ذلك إن كل طرف يمتزج بالطرف الآخر وينفذ فيه بشكل كامل في إطار وحدة كلية متكاملة ، وهكذا ما هو عام أو اجتماعي أو فردي ومجرد أو مطلق لا يمكن أن يكون متاحاً للتأمل المحسوس كان فردياً أو عينياً في جوهره . ولننظر إلي قصيدة أخرى بعنوان (الخيانة الأخيرة) :

ساورته الخيانة فطاردها
وأبصرها تمارس الكتابة
على قارعة القصيدة
فانطلق دون أن يطلق العيار
على جسد أحلامها
بل، أطلق العنان
لغبار خيبة أوهامه

ولننظر إلى تمرد ريتا عودة حول مصطلح "أعذب الشعر أكذبه" ، فقد تباينت الآراء حول أن أحسن الشعر أصدقه أو أكذبه وهنا يبرز مصطلح "الصدق" وأصحاب الطريقة المدرسية يميلون إليه ولكن الصدق عندهم يعني ارتباط التصوير الذهني في الشعر بالحقيقة مع عدم اشتراط المطابقة الحرفية ، ومن هنا يتضح إن هذا الشق من الصدق ذو بعد أخلاقي كما يلاحظ من استشهاداتهم الشعرية عليه (5) .. وتقف ريتا عودة أمام هذا المصطلح في قصيدة تحذير:

تحذير

قيل
أعذب الشعر أكذبه
وأقول
بريئة أنا
من نزيف حبري



أما في قصيده خمس علامات استفهام
نقرأ ونعرف العفوية في شعر ريتا


أضع اللون علي اللون
علي اللوحة
أضع الخط علي الخط
أبحث له عن هيئته
أرسمه سماء
ماء .. هواء
يمتزج الأحمر بالأزرق
تتأوه باقي الألوان
عبثاً ..تتذمر ..تتلوى
أتركها تجف
وأعود
أطل علي عالمها بحرقه
فتطل عليَّ
بعلامة تعجب خضراء
وخمس علامات استفهام
صفراء ؟


الرجل الفكرة في شعر ريتا..قد تكون ريتا عودة من أنصار التلقائية والتعامل مع السهل البسيط واستخدام المفردات اليومية الحياتية ، المتنوعة في معظم تشكيل الصور الشعرية العامة ، ولديها حس رومانسي متفجر ، وهي في صراع دائم مع نفسها ومع شعرها ومع تجربتها، إنها شاعرة تجريبية، فهي تعادل في بناء القصيدة من خلال الطريقة الهندسية لها ، وأحياناً تشعر إنك أمام تداعيات هذيان أو هلوسة أنثوية مليئة بالحنان في شكل قصيدة، وكأنها تكتب لنفسها صوت وصدى في خط متواز ٍ. فهي تحمل عمق وجداني وتتوحد مع الحبيب وتلتصق بمشاعره وتتوحد معه روحياً وجسدياً في الخيال وتتمرد عليه وتهجره وتلعنه. الحبيب ، قد يكون الوطن قد يكون الجنسية ، قد يكون الحلم ، قد يكون الشعر ، قد يكون الرجل ، وقد يكون كل هؤلاء .

بقي لي ملاحظة .. فقد كان شعراء العرب القدامى عندما يقومون بنسخ ديوانهم يحذفون القصائد التي لا تتواءم مع تجربتهم .. وعلى الشاعرة أن تفصل هذا بحب شديد كما يفعل المخرج عندما يكون في المونتاج فيقوم بحذف مشاهد جميلة لكنها قد تؤثر في إيقاع الفيلم ، وقد كان عليها أن تفعل ذلك .




______________________________

المراجع :
*صدر ديوان " ومن لا يعرف ريتا..!؟ " للشاعرة ريتا عودة ، عن دار الحضارة العربية في القاهرة ، 2002

(1) شعر الحداثة – دراسات وتأويلات –ادوارد الخراط – وزارة الثقافة – مصر 1999
(2) موسيقي الشعر العربي قضايا ومشكلات – د.مدحت الجيار – دار المعارف – القاهرة – 1995
(3) الشعر المعاصر في البحرين – علوي الهاشمي
(4) نقد شعر الحداثة – محمد خلاف – مجلة آداب ونقد – القاهرة –عدد نوفمبر – 2000- العدد رقم 183
(5) كتاب مصطلح نقد الشعر عند الإحيائيين – د. محمد مهدي الشريف – وزارة الثقافة – مصر - 2000



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطَّريقُ هيَ الطَّريق
- ليسَ بالخُبْز وَحْدَهُ أحْيَا- ومضة قصصيّة
- قَانُونُ الجَاذبيَّةِ العِشْقِيَّة
- فَرَاشَة ُ الحُلُم
- موجة من كل بحر
- شاعِرَة ٌ مَاكِرَة ٌ مَنْ يَجدُهَا..؟!
- أريدُ أنْ أحيَا
- ليسَ الشَّاعرُ ههُنَا
- عالم ريتا عودة الإبداعي..بقلم عدنان كنفاني
- ريتا عودة.. أَمِيرَةُ حِبْرٍ نَظِيف بقلم تركي عامر
- الحلم في ديوان يوميات غجرية عاشقة - عرض زيد عمري
- ديوان - يوميات غجريّة عاشقة- لريتا عودة، عرض د. حسن السوداني
- ريتا عودة.. إبحار في تجربة القصّ- قراءة في -أنا جنونك- بقلم ...
- - لتكُنْ مشيئتي..! -
- ديوان: مرايا الوهم ، للشاعرة ريتا عودة، 1998
- ديوان:ثورة على الصّمت، للشاعرة ريتا عودة ، 1994
- ديوان:مرايا الوهم للشاعرة ريتا عودة// عرض: الناقد رشيد يحياو ...
- فارسٌ بلا جواد
- طائراتٌ مِنْ وَرَق - قصّة ليست قصيرة
- أُغَرِّدُ؛ فَتَحْسِدُنِي الْقُبَّرَاتُ عَلَى عَفَوِيَّةِ الْ ...


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - ومن لا يعرف ريتا ..!؟- عرض الأديب السيد حافظ