أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - سمفونية العودة-الفصل الثالث














المزيد.....

سمفونية العودة-الفصل الثالث


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 3131 - 2010 / 9 / 21 - 10:06
المحور: الادب والفن
    


كمَا يَنـْسَـلُّ خيط ٌٌ من نـَسيج ِ حكاية ، من حلمي انسللتِ.
كمَا تنسحبُ شمسٌ من كبد ِ غواية، من أيامي انسحبتِ.
ذروتُ الكثير من الملح فوْقَ ثلج ِغيابكِ.
قرأتُ الكثير من مزامير الغفران على مارد صَدِّكَ.
في جَرَّةِ الصَّبـر، جمعتُ رَمَادَ رفاتِ الهيَام ِ وانتظرتُ نهاية ً أخرى للطوفـَانِْ وأنا أتلهفُ لنفض ِ خيوطِ العناكب التي ارتفعتْ كجدار عازل بيننا.


*

ذات جنون ٍ ، قمتُ باختراق أجوائك العاطفية وقصفِ الضاحية ِ الجنوبية لقلبكِ بقنابل غزل ذكيّة، مما أسفرَ عن سقوطِ بعض ِ كرياتِ الحُبّ.
في غفلة ٍ عن ماردِ الملل، صارَ الحجرُ القابعُ بين قضبان ِ صدري قلبًا ينبضُ عشقـًا فرحًا طربًا.


*

أيتها الأنثى القصيدة التي تحرّضني على التأمل، من قبل ِ أن يكونَ نورٌ، كنتكِ.. كنتني.
أيتها الأنثى القصيدة التي تحرّضني على الأمل، مع كلّ طلعة شمس، أستقبلُ تراتيلَ البحر وطيفـَكِ الذي يأبى أن يغادرَ ميناءَ الحُلم.
أيتها الأنثى القصيدة، قارورة ً في درج ِ الحياةِ كنتُ، إلى أنْ مررتِ، فحَرَّرْتِ منَ العتمة ِ عطري.

*

في البدءِ، قلتُ للحُبِّ: "كُـنْ"، فكانَ الرّبيعُ والأراجيحُ والعُطور.
وقلتُ للحُلم : " ليَأتِ ملكوتُكْ"، فـَهَوَى المشط ُ المَسحورْ
وهرولتِ إلى الفارس ِ الذي حملكِ إلى القلاع ِ والقصورْ فأذهلتِ النبلاءَ وأربكتِ ملوكَ سَالفِ العُصور. وقالَ الفرحُ: " لتكـُنْ مشيئتي"، فصرتُ النورسَ الذي جمعَ للسنونوة محاراتِ البُحور. ضاعَ المِسْكُ من حول حكاية حبِّنا فاحتارَ البنفسجُ والنرجسُ والفـُلُّ والتاعتْ بقية ُ الزهور.
ظلَّ الشّوقُ شجرة تتوَقـَّدُ.. تتوَقـَّدُ . لا تحترقُ ولا تخـُورُ إلى أنْ وقعنا كفـأرَيْن ِ هَرمَيْن ِ في مصيدة ِ الظنون، حينَ جَالَ الشيطانُ ينصِبُ لنا الفخاخَ ويوسوسُ، يوسوسُ في الصُّدورْ ..!
ظننتِ أنَّ ذاكرتي مزدحمة ٌ بأسرار نساءٍ وأزرار نساءٍ، فأعلنتِ رفضَ الانتماءِ لمدينةِ رُعبٍ كهذي.
فهمتُ أنَّ الفراقَ لا بدَّ آتٍ، فهمتُ على وجهي أقرعُ أجراسَ التوبة.


*

آهٍ حبيبتي، لمَ يكونُ مساءٌ ويكونُ صباحٌ ويحصدُ الفلاحُ أرضـَهُ وينسجُ صبيٌّ حلمَهُ، وتعشقُ أنثى هنا وتنجبُ أخرى هناك وتتناسلُ الخليقة وتكثرُ إن لم تعودي أنتِ ضلعه ً لصدري..!؟
ليتكِ إلى تربة الحلم، كحبةِ قمح ٍتعودين. ليتكِ مع فراشاتِ الربيع تعودين، كي يمتدَّ الحنينُ من بؤبؤِ العين ِ إلى فزّاعاتِ الطيور، الحقول، النمور، فأغفرُ لكِ ندوبَ الفِراق ِ الصغيرة َ منها والكبيرة.
ليتكِ تجتازينَ الأسلاك الشائكة للظنون، رمادَ الذاكرة، تعبَ الانهيار، وتأتينَ لأعمِّدَكِ في نهرِ الانبهار، من خناجر الأرق أخلصكِ وحيثُ تمضينَ أتبعُكِ، لا أتعبُكِ.

*

آهٍ حبيبتي، في غيابكِ، الكلُّ إلى زوال. أحبُّكِ، ويتحالقُ الحبُّ ورقة ورقة ً على أوتادِ المسرَّة. آهٍ حواء ، لمَ ،هذا الصّباح، في كلِّ المرايا أرَاكِ..!؟ آهٍ أيتها الأنثى الاستثنائية، هذي جراحي فاقرأيها آمِنة ً.
آهٍ حبيبتي ، ترانا كأرجوحتـَيْن ِ نكونُ، كلٌّ في اتجاه ٍ تتمايلُ، وحتـّى حينَ تستقران ِ لا تلتقيان..؟!



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمفونية العودة-الفصل الثاني
- سمفونية العودة-الفصل الأول
- وأنَا أبحَثُ عنِّي.. وَجَدْتُكَ
- مذكراتُ أنثى عاطلة عن الأمل
- ومن لا يعرف ريتا ..!؟- عرض الأديب السيد حافظ
- الطَّريقُ هيَ الطَّريق
- ليسَ بالخُبْز وَحْدَهُ أحْيَا- ومضة قصصيّة
- قَانُونُ الجَاذبيَّةِ العِشْقِيَّة
- فَرَاشَة ُ الحُلُم
- موجة من كل بحر
- شاعِرَة ٌ مَاكِرَة ٌ مَنْ يَجدُهَا..؟!
- أريدُ أنْ أحيَا
- ليسَ الشَّاعرُ ههُنَا
- عالم ريتا عودة الإبداعي..بقلم عدنان كنفاني
- ريتا عودة.. أَمِيرَةُ حِبْرٍ نَظِيف بقلم تركي عامر
- الحلم في ديوان يوميات غجرية عاشقة - عرض زيد عمري
- ديوان - يوميات غجريّة عاشقة- لريتا عودة، عرض د. حسن السوداني
- ريتا عودة.. إبحار في تجربة القصّ- قراءة في -أنا جنونك- بقلم ...
- - لتكُنْ مشيئتي..! -
- ديوان: مرايا الوهم ، للشاعرة ريتا عودة، 1998


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - سمفونية العودة-الفصل الثالث