أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - خيارات حزب الله















المزيد.....

خيارات حزب الله


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3134 - 2010 / 9 / 24 - 13:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حول نشأة حزب الله واديولوجيته الدينية والسياسية، يقول الشيخ نعيم قاسم في كتابه حزب الله، على أثر الاجتياح الاسرائيلي والمشاركة بقتال اسرائيل بالمشاركة مع الجيش السوري، والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية لم يكن هناك تنظيم اسلامي فقوي الاهتمام بضرورة تشكيل جسم اسلامي موحد يتمحور حول ثلاث أهداف :
1- الاسلام هو المنهج الكامل الشامل الصالح لحياة أفضل، وهو القاعدة الفكرية والعقائدية والايمانية والعملية التي يبنى عليها هذا التشكيل.
2- مقاومة العدو الاسرائيلي كخطر على الحاضر والمستقبل، وله أولويات المواجهة، لما له من أثر على لبنان والمنطقة، وهذا يستلزم ايجاد بنية جهادية تسخر لها كل الامكانات للقيام بهذا الواجب.
3- القيادة الشرعية لولي الفقيه كخليفة للنبي محمد والأئمة، وهو الذي يرسم الخطوط العريضة للعمل في الأمة، وأمره ونهيه نافذان.
لطالما نجح حزب الله بزرع وهم ابتعاده عن الساحة الداخلية عبر اعلان شعار ابعاد سلاح المقاومة عن الداخل، وأعلن في ادبياته أن بندقية المقاومة لن توجه إلا في وجه الاحتلال. الا أن ذلك الكلام كان حبرا على ورق فتلك البندقية وجهت عملياً إلى الداخل اللبناني أكثر من مرة، فقد تم تصفية عدد من المثقفين اللبنانيين من الشيعة المتنورين القادرين على خلق حالة رافضة بوجه حزب الله، وتعميم حالة وطنية جامعة، أمثال حسين مروّة ومهدي عامل.. وفرض الحزب الحرم على أي منشق، وقاتل حركة أمل في اقليم التفاح والضاحية الجنوبية لتثبيت مرجعيته للشيعة في لبنان، وعمل حزب الله بدعم من سوريا وايران على أخضاع المقاومة الوطنية للانصياع له كقائد للمقاومة تحت شعار وحدة البندقية من أجل تحرير الجنوب اللبناني فوجد العديد من المقاومين أنفسهم بمواجهة الطوق الأمني لحزب الله وحركة أمل أثناء توجههم لتنفيذ العمليات العسكرية ضد اسرائيل فاعتقل واستشهد العديد من المقاومين على يد من يفترض بهم أن يكونوا حلفاء المواجهة مع اسرائيل. أجبرت القوى الوطنية المقاومة التابعة لسوريا كالحزب القومي السوري على الانصاياع لهذه الرغبة، ومن أبى منهم قتل بدم بارد كقائد جهاز المقومة في الحزب القومي محمد سليم، ومن لم يلتحق فرض عليه الخروج قسريا من العمل المقاوم عبر اقفال طرق الامداد والدعم عنه كالحزب الشيوعي اللبناني، وتم العمل على افراغه من داخله وزرع بيئة أقرب للتشيع منها للعلمنة ونجحت بخلق قيادة تابعة لحزب الله كحال القيادة الحالية للحزب الشيوعي. بنفس السياق يمكن وضع ما قام به حزب الله من استعراضات عسكرية في الضاحية الجنوبية فهي لم تكن لتخيف أميركا وإسرائيل بمقدار ما كانت لترهيب المواطن اللبناني، وما التمسك والإصرار على مسك أمن الجنوب من قبل حزب الله الا حالة شبيهة بالحالة الفلسطينية السابقة التي خلقت ما يسمى دولة داخل الدولة. هناك مسألة هامة أخرى تفسر الرغبة بامساك الشارع المقاوم ولا بد من الإشارة إليها وهي وهم لدى بعض الشيعة المتطرفين قائم على إيديولوجية دينية مذهبية ضيقة (ولاية الفقيه)، تعمل على إقامة هلال شيعي إيراني عراقي سوري لبناني.هذا المحور الذي حذر منه وزير الخارجية السعودي، لأنه يهدد أمن دول الخليج والارهاصات الأمنية الأخيرة في البحرين بروفه لما يمكن أن يكون المشهد عليه بسبب تدخلات ذلك الهلال بدول الخليج، ويشكل ذلك الهلال مخاوف لدى أطراف لبنانية من استبداد شيعي في النظام اللبناني بدعم سوري إيراني، واللغة السياسية الفوقية المتبعة الآن مع معارضي هذا الخط أكبر دليل على ذلك، ويشكل هذا الهلال مخاوف لدى أطراف سورية من عرقلة التغيير الديمقراطي في سورية بدعم إيران للنظام السوري في مواجهة الضغط الخارجي والداخلي الداعية للإصلاح السياسي.
وجد حزب الله نفسه أمام معضلة الالتحاق بالواقع اللبناني، مع نهاية الحرب الأهلية وتوقيع اتفاق الطائف. وكان أمام ضرورة تكييف نفسه مع التحولات الحاصلة على الساحة اللبنانية والمحيط الاقليمي، فاتجه الى لبننة خطابه السياسي، وشارك في الانتخابات النيابية لأول مرة منذ نشأته العام 1996 فدخل المجلس النيابي بكتلة نيابية وازنة، فتحت له باب الحوار مع كافة المكونات الوطنية اللبنانية، على قاعدة الوفاق الوطني والاجماع حول المقاومة. تخلى عن شعار الجمهورية الاسلامية ببراغماتية ذكية، انسجاما مع الواقع اللبناني المتنوع دينيا وعقائديا مخالفا بذلك الأساس العقائدي الذي بني عليه الحزب.
بالتخلي عن شعار الجمهورية الاسلامية، شكل حزب الله حالة تصالح مع البيئات اللبنانية السياسية والطائفية والمذهبية وأبعد عنها وهم الغائها مما أمن له بيئة حاضنة على المستوى الوطني. اتبع الحزب استراتيجية الابتعاد عن الصراع الداخلي، وتفرغ لقتال اسرائيل مما شكل حالة اجماع حوله وأمن الغطاء لقتاله اسرائيل حتى العام 2000، وسهل له الانتصار عليها.
لا شك ان القرار الدولي 1559 الصادر بتاريخ 02/09/2004 كان بداية مرحلة تشكل جديدة للساحة اللبنانية فانقسمت الساحة الى ساحتين.
الساحة الأولى كانت ترنو الى اعادة موضعة النظام في لبنان ضمن لقاء دولي واقليمي معتدل، تجلت بدايات معالمه برفض الهيمنة السورية عبر رفض التمديد للرئيس اميل لحود، وترجمت تلك القوى تطلعاتها الاستقلالية بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري بثورة الأرز التي ضعضعت النظام الأمني السوري اللبناني وأدت الى انسحاب سوريا من لبنان على وقع شعارات الحرية والسيادة والاستقلال وتحويل العلاقات اللبنانية السورية الى ندية بين دولتان مستقلتان، نتيجة انتفاضة مدنية فريدة من نوعها غيرت مجرى الأمور لأول مرة بتاريخ لبنان فحولت الصراع المسيحي اللبناني السوري الى صراع وطني لبناني ضد الهيمنة السورية، جمع العديد من الطوائف الاسلامية والمسيحية تحت سقف سياسي واحد.
الساحة الثانية كانت ساحة التمسك بالنظام الأمني، وديمومة سيطرة ذلك النظام على مقدرات البلاد والعباد وتجلت بتحالف عريض ضم حلفاء سوريا بقيادة القوة العسكرية الوحيدة خارج مؤسسات الدولة حزب الله، وذلك لابقاء لبنان ضمن خط ما يسمى خط الممانعة وابقاء لبنان ساحة مواجهة مفتوحة للصراع مع أميركا واسرائيل لصالح سوريا وايران.
هذا الواقع أبعد حزب الله عن ساحته الأساسية (قتال اسرائيل) وأعاد توجيه سلاحه للداخل، وجعله بالوكالة عن سوريا غارقا باللعبة الداخلية، فدخل بمرحلة متقدمه لترجمة مشروع الهلال الشيعي عبر بوابة المقاومة في لبنان وخلق التباسا حول هوية المقاومة، خاصة وانها ذات غالبية وطابع مذهبيين، فخرج الحزب من الاطار الوطني الجامع وفقد الاجماع، ودخل بحالة صراع طابعها وطني عام تحت عنوان حماية سلاح المقاومة، وجوهرها طائفي الهدف منه ترجمة موازين القوى الجديدة لفرض تعديل على الصيغة اللبنانية، استنادا الى قوى اقليمية (ايران وسوريا) لتكون الصيغة في المرحلة الأولى مثالثة، وفي مرحلة متقدمة استلام الحكم عبر القوة العسكرية التي يملكها والخلل الديمغرافي الذي تعاني منه الطوائف اللبنانية الأخرى مما ينهي صيغة لبنان التعايش ويدخلنا بسياق الأنظمة الشمولية ويؤمن قاعدة جديده للهلال الشيعي على غرار العراق.
خلق التموضع الجديد لحزب الله حالة خوف لدى الطوائف اللبنانية الأخرى الغير مسلحة على وجودها ومستقبلها، فوضعها بحالة دفاعية عن مواقعها ووجودها، فوصلت الأمور الى حالة من التأزيم الطائفي، مما ينزر بتفجر حرب أهلية جديدة بدأت بوادرها بمواجهات تحت عناوين شتى، العلاقة مع سوريا، والاعتذار منها على خلفية شهادات الزور، المحكمة الدولية، سلاح المقاومة، صلاحيات رئيس الجمهورية، ثنائية، مثالثة الى ما هنالك من عناوين. جرت محاكاتان لتلك الحرب الأولى في 7 أيار، والثانية في برج أبي حيدر.
حزب الله أمام خياران لا ثالث لهما، اما دفع الأمور الى نحو حرب أهلية مجهولة النتائج، تقضي على ما تبقى من مقومات الدولة، وتفتح الباب على مصراعيه أمام قوى اقليمية بما فيها اسرائيل للتدخل في لبنان مستفيدة من الانقسام الطائفي، وذلك تماما كما فعل في مرحلة نشأته الأولى عبر توجيه بندقية المقاومة الى رأس معارضي الالتحاق بجبهتهم الممانعة، فيخرجهم أو يلغيهم، أو مواجهة تحديات السلام الأهلي بخطاب مرن يوطد صلات الوصل مع القوى السياسية والطوائف والمذاهب المختلفة، والأهم من ذلك عليه أن يقتنع أن المرجعية التي ينبغي أن يؤول اليها كل خلاف واختلاف هي مؤسسات الدولة الدستورية، لنقل الصراع من الشارع الى المؤسسات دون نقل ذهنية المليشيا وفرض الأمور بقوة السلاح والعضلات. على حزب الله التحلي بالجرأة والاعتراف بضرورة فتح حوار جدي حول سلاحه، لجدولة التخلي عنه لصالح المؤسسة العسكرية الشرعية الجيش اللبناني الذي قدم نموذجان جيدان يؤسسان لدوره في الدفاع عن الوطن (نهر البارد والعديسة) خاصة وأن هذا الكلام كان في صلب الخطاب العلني لحزب الله العام 2000 فعلى أثر انسحاب العدو الاسرائيلي من الجنوب أعلن السيد حسن نصرالله حينها في خطابه " اننا في حزب الله لسنا بوارد أن نكون بديلا عن الدولة.... لسنا سلطة أمنية ولن نكون سلطة أمنية .... لسنا مرجعية أمنية ولن نكون مرجعية أمنية .... الدولة هي المسؤولة"، وقدم حينها كترجمة لهذا الكلام نموذجا راقيا بالتعامل مع عملاء العدو الاسرائيلي.
الانقسام الحاصل بين فئات المجتمع اللبناني عميق، ويضرب بالجذور نتيجة التصرفات والهيمنة المليشيوية والفئوية، التي من تجلياتها العراضة العسكرية لاستقبال اللواء جميل السيد في مطار بيروت، والتهجم الشخصي على رئيس الوزراء الشيخ سعد الحريري، وتشريع لغة الغاب عبر فتح الباب لأخذ الحق باليد، التمادي بهذا الخطاب المذهبي، الطائفي، المليشيوي، ومحاولات الانقلاب على مفهوم الدولة ووحدة الشعب، سيكرس الانقسام أكثر وأكثر. هناك ضرورة لنبذ العنف واحلال الحوار الهادىء العقلاني عوضا عن العنف الكلامي والاستعلاء، والعمل بالتعاون مع كافة مكونات الوطن على بناء وطن قوي قادر على حكم نفسه بلا وصاية. أما المحكمة الدولية فلا بد من التطلع اليها بايجابية مع جميع اللبنانيين لتوفير قواعد العدالة والحقيقة، الكفيلة بترسيخ الاستقرار عند اللبنانيين. تجاهل الحقيقة وتناسي دم الشهداء يؤسسان لأحقاد مستقبلية وفتيل لحرب جديدة، لقد تعب الشعب اللبناني من الحرب، ويتطلع الى انصاف شهدائه، ويتأمل بمستقبل مشرق، لا خيار أمام الجميع الا الحوار، ولا حرية الا بالعدالة، ولا عدالة الا بالشفافية، الوحدة الوطنية تحتاج الى الجرأة.



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كردستان على خطى صدام
- استيعاب حزب الله كمقدمة للتفاوض
- المقاومة .. فشل اليسار أسباب ومسببات
- الحقيقة بين حماده وجنبلاط
- أصليون لا أصوليون
- خطاب الحريري ... أم وئام وهاب
- التعاون .... وحفظ وحدة لبنان
- عادل مراد
- أتكون أربيل عاصمة للعراق؟
- اتهام فانقلاب
- العمالة نشأتها بالتاريخ وتبريراتها
- الدفاع عن الاستقلال الوطني
- بين الدولة واللا دولة منطقين
- منطق الدولة ومنطق الميليشيا
- رجل الحوار وتثبيت هوية المرجعية
- مناهضة التعذيب تبدأ بتغيير تربيتنا
- مصير مسيحيي الشرق
- هل هي الفيدرالية لتركيا؟
- أدميت قلوبنا يا حزيران
- ما العمل


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - خيارات حزب الله