أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مسعود محمد - مصير مسيحيي الشرق














المزيد.....

مصير مسيحيي الشرق


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3043 - 2010 / 6 / 24 - 00:50
المحور: حقوق الانسان
    


لم تتمكن نتاليا الفتاة المسيحية ذات ال 20 ربيعا من اكمال حديثها وهي تروي معاناة عائلتها مع التهجير الذي تعرضوا له في مدينة الموصل، قبل أن يستقر بهم المقام في لبنان، مشيرة الى أن التهديد بالقتل الذي وصل الى منزلهم هو الذي أجبرهم على المجيء الى بيروت.
عندما قرأت عن البيان الفتنة في شرق صيدا الذي يهدد المسيحيين بالقتل في حال لم يرحلوا عن المنطقة، شعرت أن مسيحيي الشرق أجمع أصبحوا يتشاركون مصير الجلجلة مع نتاليا، الحكاية نفسها تتكرر من العراق حيث تعرض مسيحييه الى موجات تهجير سبقتها عمليات تفجير وقتل واستهداف كنائس، الى مصر حيث يتعرض أقباطها للاضطهاد، والسودان حيث تعرض مسيحييها للابادة العرقية والدينية، وفلسطين حيث بات مسيحييها على طريق الانقراض الشامل بعد هجرتهم الواسعة الى عوالم الاغتراب.
ما هي خفايا هذه التهديدات وعمليات التهجير؟
هناك العديد من الروايات، تتراوح فيما بين نظريات المؤامرة والحقيقة، فهناك كلام كثير حول التحالف المتبلور فيما بين المحافظين الجدد ودولة اسرائيل الذي أدى الى اندماج محوري منذ بوش الابن ومحافظيه بخلفيتهم الدينية، حيث يسعون الى تهجير المسيحيين المشارقة وافراغ الشرق من جميع مسيحييه ( سريان، أرمن، آراميين، موارنة، أقباط) وذلك لسببين دينيين :
1- جعل المواجهة الفاصلة بين غرب مسيحي وشرق مسلم كما في اسفارهم.
2- لأن مسيحيي الشرق هم العائق الوحيد في وجه خطة تجميع اليهود في المنطقة تحقيقا لوعد بنزول المسيح ان اجتمع اليهود من النيل الى الفرات.
مما سبق يبدو أن صراع الحضارات الذي تكلم عنه هنتنغتون ليس صراعا فيما بين ثقافتين اسلامية شرقية ومسيحية غربية هو صراع أصوليات متشددة على الجانبين، فالطرف الأول دخل مغامرات بالغة الطيش متوهمة القدرة على زرع الديمقراطية في اراضي صخرية صحراوية قاحلة تتميز ببطريركية دينية، قبلية لها مناخها الخاص المختلف، والثاني رفع شعار الاسلام هو الحل، وافتتح الحل بغزوة نيويورك. في مقابل ذلك يخرج علينا يوميا من يبكي على مصير مسيحيي الشرق، ويؤكد على التعايش وينادي بالحفاظ على مسيحيي الشرق لما يمثلونه من غنى وتنوع ثقافي بمواجهة اسرائيل العنصرية المنادية بصهيونية الدولة، دون أن يعارض المخطط الذي يستهدف مسيحيي الشرق، خاصة القيادات الاسلامية المعتدلة، فالتطرف الاسلامي بتنظيماته القليلية يلقي بثقله فكريا وممارسة على المجتمعات العربية، وقد لمسنا كيف ان الاستنكارات الخجولة ضد تهجير مسيحيي العراق كانت خجولة الى درجة لم تردع المعتدين.
تتبادل الأصوليتان المصالح فيما بينها، وتسهل الأمور لبعضها دون اتفاق مسبق، فايران المعادية لأميركا تسهل للجيش الأميركي اسقاط نظام صدام حسين في العراق، وبالمقابل تتبنى خصم أميركا اللدود القاعدة وطالبان وتؤمن لهما في ايران قاعدة خلفية، وترسل محمد علي حمادة الى وزيرستان (أعلن اغتياله بطائرة بلا طيار منذ يومين ) لترتيب عملية التنسيق فيما بين ايران وحزب الله من جهة والقاعدة وطالبان من جهة أخرى.
تحضرني هنا مجموعة من الأسئلة من لبنان الى فلسطين
1- لماذا الاصرار على اظهار الصراع العربي الاسرائيلي كصراع اسلامي يهودي وتجهيل دور مسيحيي فلسطين والشرق بمقاومة المحتل الاسرائيلي منذ الاحتلال وصولا الى سفن الحرية التي أعطيت الطابع العثماني رغم وجود رجال دين مسيحيين وغربيين على ظهر السفن، ألم يعلن المطران كبوشي أن هذه ثاني محاولة له لكسر الحصار على غزة وان الثالة ثابتة.
2- ما الذي أجج الصراع فيما بين اليمين اللبناني (الغبي حسب وليد جنبلاط) واليسار القديم بحلته المتجددة، بخطابه البعيد عن الذكاء على الحقوق المدنية الفلسطينية، والمطالبة بمعاملتهم معاملة المواطن اللبناني لجهة تعويض نهاية الخدمة والعناية الطبية؟ رغم انه لا خلاف بالمبدأ على الحقوق الانسانية، فالخلاف على تمويل تلك الحقوق، اذ أعلن النائب ميشال عون بعد انعقاد الاجتماع الاسبوعي لتكتله أمس ان الموضوع ليس عنصري بل هو اقتصادي وكثافة سكانية، وامكانيات مادية ل 550 الف فلسطيني في ظل ضمان صحي مفلس، وطالب دول العالم كلها بتحمل مسؤولياتها اتجاه الفلسطينيين، كون لبنان وحده غير قادر على تحمل هذا العبىء.
3- اليس البابا بنديكتوس الثالث محقا في قلقه على مصير مسيحيي الشرق بسسب ما تم وصفه ب "الثيوقراطية الاسلامية" وسيطرة الأفكار الدينية على الطبقات السياسية الحاكمة، حيث دول المنطقة كلها ما عدا تركيا ( بتحفظ حيث في ظل حكومة العدالة والتنمية مصير علمانية تركيا مطروح على طاولة النقاش خاصة في ظل ادارة الظهر لأوروبا والتوجه شرقا) تعتبر الاسلام مصدرا أساسيا للتشريع مما يحرم المسيحيين من حقوق أساسية.
هل أخطأ البابا عندما قال في وثيقته ان العلاقات فيما بين المسيحيين والمسلمين كانت صعبة في معظم الأحيان وأعاد السبب في ذلك الى ان المسلمين لا يفرقون بين الدين والسياسة، ما يدفعهم الى عدم النظر للمسيحيين على انهم من المواطنين المتمتعين بحقوق كاملة، وبحسب وثيقة البابا العامل الأهم الذي يمكنه أن يؤدي الى تناغم بين المسلمين والمسيحيين هو أن يقر المسلمون بالحريات الدينية وحقوق الانسان.
فيما بين تهويد الدولة الاسرائيلية، والاسلام الحل، ومحاولات تخفيف العبىء على اسرائيل بتوطين فلسطينيي لبنان، هل يكون مصير مسيحيي لبنان كمصير مسيحيي العراق، قتلا وتهجيرا ونشهد بيانات جديدية تهدف الى تهجير جميع مسيحيي الجنوب كخطوة أولى خاصة القرى والبلدات الحدودية التي تشكل حزاما مسيحيا هناك ولمسيحيي شرق وشمال الليطاني عبر خطة ممنهجة بدأت بشراء أراضي مسيحيي المنطقة، وصولا الى تهجيرهم لكندا ودول الغرب بسفن من مرفأ جونيه.
البكاء على التنوع لا يحميه، هو بحاجة الى اعتدال وقوانين تكرسه وتحميه من الغرق بالبحر ألأكثري.



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هي الفيدرالية لتركيا؟
- أدميت قلوبنا يا حزيران
- ما العمل
- بالأمس علوش واليوم فتفت من يكون غدا
- تركيا والدور الضرورة
- سمير قصير من باريس الى القدس
- يسألونك عن العراق
- خطاب مفتوح الى الرئاسات اللبنانية الثلاثة
- الأول من أيار في ظل الأزمة الاقتصادية
- ما بين جنبلاط و جعجع
- 13 نيسان فيما بين باكستان و لبنان
- بقاء الفيدرالية رهن بوحدة الأكراد
- فيدرالية الطوائف و نظرة اليسار اليها
- شرق المتوسط مرة أخرى
- غوران جسر الوحدة الوطنية و تكريس التنوع الكردستاني
- نوروز بملامح جديده
- الحرية فيما بين الثامن و الرابع عشر من آذار
- هل هو العراق الجديد ؟
- حرب دينية بدولة فاشلة
- التغيير وعصمة ولاية الفقيه


المزيد.....




- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...
- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مسعود محمد - مصير مسيحيي الشرق