أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مسعود محمد - فيدرالية الطوائف و نظرة اليسار اليها















المزيد.....

فيدرالية الطوائف و نظرة اليسار اليها


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2970 - 2010 / 4 / 9 - 11:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لفت نظري خبر في جريدة الشرق الأوسط تحت عنوان "عيد البشارة" يغضب الاسلاميين و مطالبة "دار الفتوى" بالتدخل "الجماعة الاسلامية" تعتبر العيد مجاملة لا تعدو كونها "كذبا و نفاقا" أخذني هذا الخبر بالذاكرة الى سلسلة من الأخبار تتعلق كل منها بمطالب معينة لاحدى الطوائف. فالطائفة الأرمنية سجلت اعتراضها على وجود الجبش التركي ضمن قوات الطوارىء الدولية و سجلت عتبها على زيارة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الى تركيا وذلك لاعتبارها الدولة وريثة العرش العثماني المتهم بالمجازر الأرمنية، و عشية القمة العربية المنصرمة رفضت الطائفة الشيعية على خلفية اختفاء الامام موسى الصدر في ليبيا مشاركة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بقمة ليبيا و على خلفية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية صرح النائب نواف الموسوي "اذا كنا نؤلف حكومة ائتلافية فمن حق الجنرال عون أن يحصل على حقيبة سيادية كونه يمثل على الأقل نصف المسيحيين" وأضاف "أما لجهة تحديد من يحق توزيره فلكل فريق الحق بتسمية وزراءه" في نفس السياق أتت دعوة الجنرال عون على خلفية الاصلاحات المطروحة لقانون الانتخابات البلدية و الاختيارية الى تقسيم العاصمة على أساس طائفي، و كان ملفتا تعيين النائب وليد جنبلاط للوزير غازي العريضي مراسلا فيما بينه و سوريا. مما سلف يبدو اننا أمام مشهد طائفي يعطي الحق لكل طائفة حسب رغباتها لتجاوز الدولة والاستقلال والسيادة والصيغة التوافقية التي ارتضاها الجميع بتوقيعهم اتفاق الطائف الذي ثبت النظام البرلماني الديمقراطي وارساء أعراف وتوازنات وامتيازات طائفية ومذهبية مبنية على توافقات فوقية على قياس الطوائف و ليس الوطن، هذه الصورة و الأحداث المرافقة لها تبدو كدعوة مفتوحة لتكريس منطق يتضمن حق الطوائف و المذاهب بتجاوز الدولة و التأسيس لدفن الحلم اللبناني بالحرية والسيادة والاستقلال، بعدما تبلور هذا الحلم على أثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عندما أقسم لبنان بشقيه المسيحي و المسلم مع جبران التويني على التوحد والحفاظ على وحدة وحرية وسيادة لبنان. هل كانت أحلامنا بلبنان حر وموحد وديمقراطي ضربا من الاستغراق بالوهم اللذيذ؟ يبدو أن المطلوب مرة بقوة السلاح ومرة بالتستر خلف مصالح الطوائف تكريس حق الطوائف بتجاوز نتائج الانتخابات التي قد لا يكون بعد اليوم من الضروري تكرار الدعوة لممارستها .... على الصعيد الوطني .... فمن الممكن تطبيقها على مستوى كل طائفة على حده حيث تقوم بعد ذلك كل طائفة بتعيين نوابها ووزرائها ويسري ذلك على بقية مناصب الدولة المقسمة سلفا فيما بين الطوائف فيصبح الدستور حينها بلا قيمة فنضطر الى اللجوء الى تعديله في كل مرة تشعر طائفة ما بالقوة فتحصل بالقوة ما لا يمكنها تحصيله بالانتخابات، و بهذا تكرس جمهورية الطوائف التي وصفها الشهيد مهدي عامل بدقة حين قال "لا توافق ولا توفيق بين الوجود المؤسسي للطوائف ووجود الدولة الركزية الواحدة. فالشرط لوجود الدولة كدولة مركزية هو الا تكون طائفية. بانتفاء طابعها الطائفي هذا، ينتفي ذلك الوجود المؤسسي للطوائف الذي هو، بالدولة وحدها، وجودها السياسي، و ليس الديني" حيث لكل طائفة مصالحها و تنهش جثة الوطن لتقتات طوائفها على حسابه. في هذا الجو الطائفي المحموم سؤال يطرح بقوة أين علمانيي البلد؟ وأين يقع موقعهم؟ هل مازال للبرنامج المرحلي للحركة الوطنية موقع في الاعراب ؟ ذلك البرنامج الاصلاحي الديمقراطي الذي يدعو الى الغاء الكامل للطائفية في النظام اللبناني لتصبح المواطنة، لا الطائفية، هي أساس تولي الوظائف العامة، ومحور المشاركة السياسية، فلبنان أصغر من أن يقسم بين عدة طوائف و اعتبر الحل بالغاء الطائفية السياسية، وعلمنة الدولة، حيث لا فرق بين أبناء طائفة وأخرى، بما يتجاوز المعايير و الخصوصيات الروحية، فالغاء الطائفية هو المدخل الضروري لبناء لبنان الموحد الديمقراطي، حيث الديمقراطية تتجاوز كل المعايير المذهبية و الطائفية، لتركز على المواطن و حقوقه و الا فالبديل هو تقسيم البلد الى مقاطعات يجمع بينها اتحاد فيدرالي على النمط السويسري حيث تواجه هذا التوجه مخاطرة كبرى و معضلة تقسيم الأرض حيث التدخل السكاني الشديد بين الطوائف سيؤدي الى تهجير سكاني أسوء من الذي شهدناه في الحرب الأهلية عام 1975. ان التأسيس لهذه الحالة الطائفية و اللاوطنية تم بنفس طويل و ذلك بافراغ البلد من العناصر و المؤسسات ذات البعد اللا طائفي لحساب الطوائف، في هذا السياق تم اغتيال زعيم الحركة الوطنية كمال جنبلاط و تم التسويق لمنطق الجيتو الانعزالي للتأسيس لمزيد من الانقسامات لتصل لحدود الطائفة الواحدة حيث من النادر وجود زعامة منفردة داخل أي طائفة أو فئة، بنفس السياق كان اغتيال منظري الحزب الشيوعي" حسين مروة، ومهدي عامل، وخليل نعوس، وسهيل طويلة" وصولا الى اقفال الطريق أمام المقاومين الوطنيين و اعتقال و ضرب المجموعات المقاومة لاعاقة وصولها الى هدفها وذلك لاخراج المقاومة من بعدها الوطني و ادراجها بسياق طائفي ضيق ليتم استخدامها لاحقا لصالح أجندات اقليمية تتناقض مع الأجندة الوطنية وزج الحزب بحرب الزواريب اللبنانية في قمة صعوده بالعمل الوطني المقاوم العام 1987 و اخراجه من المعادلة السياسية الداخلية عبر منع التصويت لصالح أمينه العام جورج حاوي ليمنع من دخول أول مجلس نيابي شكل بعد الحرب الأهلية و ذلك عقابا له على طرحه مشروعا للمصالحة الوطنية يتخطى البعد الطائفي و التقسيمي لصالح الوطن ووحدته مما شكل حالة متناقضة مع ما كان يحضر للمنطقة ، في نفس الاطار و التوجه تم اغتيال جورج حاوي و سمير قصير حيث كانا باطار حركة 14 آذار وجهان لا طائفيان قادران على بلورة الحوارات فيما بين التناقضات. كيف نتعامل مع هذا الواقع الطائفي؟ في كتابه أزمة ... متغيرات .... آفاق يقول غسان الرفاعي عضو قيادة الانقاذ للحزب الشيوعي اللبناني يقول في القسم الثاني و بسياق تحليل مشروع الوثيقة البرنامجية للمؤتمر العاشر للحزب " ان العيب المزمن و الدائم في طروحات الوثيقة، سواء بالنسبة للتحليل أو الاستنتاجات و الشعارات، التي تقدمها، لا يمكن على وجه الخصوص، في التكرار الممل وغير المجدي و حسب، بل في انتفاء و فقدان المعرفة و العقلانية العملية في مقاربة الظاهرات و الوقائع المستجدة......... فالقول بأن "التخلص من النظام الطائفي و اقامة نظام ديمقراطي مدني ... هو الحل الجذري لهذا المأزق...." الوطني، لا يقدم توجها عمليا دون خطة تطبيقية تدلنا على الخطوات التي ينبغي تحقيقها للوصول الى الهدف " في كتابه في البحث عن المستقبل يقول القيادي السابق في الحزب الشيوعي المفكر كريم مروة " كان من الفترض باتفاق الطائف الذي أقره البرلمان اللبناني القديم، بمساعدةعربية و دولية، أن يخفف من غلواء المحاصصة الطائفية، لولا أن الوصاية السورية حولت بنود هذا الاتفاق الى نقيضها، لا سيما ما يتعلق منها بالحد من المحاصصة الطائفية من خلال العمل لالغاء الطائفية في النظام.......... و معروف أن أحد بنود اتفاق الطائف كان يقضي بتشكيل لجنة للبحث في الغاء الطائفية السياسية، لكن هذا البند في الاتفاق قد جرى تجاهله .......ثم جرى التلاعب بهذا البند حين طرح على بساط البحث، اذ تحول الحديث عن الغاء الطائفية السياسية الى الاتجاه المعاكس للهدف منه. فصار البحث بالغاء الطائفية ذا محتوى طائفي، من خلال طرح موضوعة الديمقراطية العددية، استنادا الى الديمغرافيا، وكأن ذلك يعني الغاء دور المسيحيين لصالح المسلمين ..." حول السبيل لتخفيف الاحتقان الطائفي و محاولة اعادة الأمور لنصابها يقول الاستاذ مروة في نفس الكتاب "بعد خروج القوات السورية من لبنان ..... تولى حزب الله و حلفاءه في أحزاب المعارضة متابعة تعطيل اقامة الدولة، التي كان مفترضا باتفاق الطائف، الذي تحول الى دستور جديد للبنان، أن يكون الأساس في اقامتها . وفي الواقع فان ما ارمي اليه في حديثي عن بناء الدولة هو أن يعاد الى مؤسساتها التشريعية و التنفيذية و القضائية دورها في قيادة شؤون البلاد، وأن تتسلم المؤسسة العسكرية وحدها من دون سواها مهمة الدفاع عن الوطن". في نفس السياق يقول غسان الرفاعي في كتابه " لا بد من الاشارة أن الوضع السياسي الناشىء حاليا في لبنان، وحول لبنان، يختلف اختلافا جذريا عما كان عليه الوضع في العام 1982، حين تصدى الحزب (الشيوعي) وقوى حليفة له للاجتياح الاسرائيلي. فلا يمكن عدم التمييز السياسي بين الوضعين واستنتاج الموجبات العملية في ضوء الأوضاع المستجدة بتعقيداتها وخطورتها. فالعاطفة السياسية ضد العدوان والمعتدين ينبغي أن تقترن بالتقدير العقلاني المسؤول الذي يجنب الشعب و الوطن الخسائر والهزائم المجانية". خاتمة هي عبارة عن فتح باب للحوار مدعو اليه كل من صنف يوما أو ما زال يصنف نفسه " يساريا " للادلاء بدلوه حول دور اليسار واليساريين في المستقبل اذ شخصيا لا أوافق النائب وليد جنبلاط بدعوته الى اعادة احياء التراث اليساري القومي العربي والدفاع عن المقاومة و التصدي للامبريالية التي سآخذها بحسن نية رغم ظاهرها الميكافيلي الواضح وأدعو الى مناقشة فكرة طرحها الاستاذ مروة في كتابه حين قال أن اليسار القديم لم يعد مؤهلا للعمل على استعادة اليسار دوره في بلداننا ...... نحن بحاجة الى يسار ينتمي الى العصر، والى شروطه. وهذا اليسار بحاجة الى عنصر الشباب لكي يعيد بناءه وأوافق الاستاذ غسان الرفاعي الذي يقول في كتابه " ان صياغة استراتيجية جديدة تتطلب الخروج من أسر (فكرنا) الذي مازال يحلل، بصورة عامة، ولو بدرجات متفاوتة، الأوضاع الجديدة "بالعدة النظرية" السابقة التي قامت على أساس التفسيرات السوفياتية لأفكار ماركس، التي كانت ترسم آفاقا زاهية للتطور ولكنها غير واقعية.



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرق المتوسط مرة أخرى
- غوران جسر الوحدة الوطنية و تكريس التنوع الكردستاني
- نوروز بملامح جديده
- الحرية فيما بين الثامن و الرابع عشر من آذار
- هل هو العراق الجديد ؟
- حرب دينية بدولة فاشلة
- التغيير وعصمة ولاية الفقيه
- لن نسامح و لن ننسى
- سعد الفينيقي و سمير العربي
- اعدام الكيماوي لغى منفذ و لم يلغي الأسباب
- الجغرافيا من الفكة الى الجزائر
- و اذا الموءدة سألت بأي ذنب قتلت
- ملامح دولة نصرالله من خلال خطابه الكربلائي
- أقمار في ظلمة الليل الطويل
- لبنان و لعنة محيطه
- دروس في الوطنية للصحافيين السوريين
- جمول الجواب التاريخي الثوري
- عون يحاضر بالعفة
- الى اليسار در
- فتح و غصن الزيتون


المزيد.....




- بالأسماء.. أبرز 12 جامعة أمريكية تشهد مظاهرات مؤيدة للفلسطين ...
- ارتدت عن المدرج بقوة.. فيديو يُظهر محاولة طيار فاشلة في الهب ...
- لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب ...
- جرد حساب: ما نجاعة العقوبات ضد إيران وروسيا؟
- مسؤول صيني يرد على تهديدات واشنطن المستمرة بالعقوبات
- الولايات المتحدة.. حريق ضخم إثر انحراف قطار محمل بالبنزين وا ...
- هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأ ...
- هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه
- Polestar تعلن عن أول هواتفها الذكية
- اكتشاف تأثير صحي مزدوج لتلوث الهواء على البالغين في منتصف ال ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مسعود محمد - فيدرالية الطوائف و نظرة اليسار اليها