أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - لبنان و لعنة محيطه















المزيد.....

لبنان و لعنة محيطه


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2787 - 2009 / 10 / 2 - 10:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدا سمير جعجع في يوم شهداء القوات اللبنانية في قمة نضوجه السياسي فكأن تجربة سنين النضال الطويلة التي بدأها العام 1969 بالانتساب الى حزب الكتائب قد ثقلت حكمته ، بدا الخوف في عينيه على هذا الوطن بكل ما يحمل من معاني المواطنية و السيادة و القرار المستقل و احترام حقوق الانسان ، بدا خائفا من تحول أبناءه الى قبائل و بطون و أفخاذ متناحرة ، و أكد من خلال تجربته بأن لا أحد يستطيع الغاء أحد و ذلك عندما قال " لا ضمانة لأحد في لبنان من دون الجميع ، نحن ضمانة بعضنا البعض ، اذا لم يكن الجميع بخير في لبنان ، لن يكون أحد منا بخير"، بدا الحكيم ( كما ينادى الدكتور جعجع من قبل رفاقه ) متجانسا مع الارشاد الرسولي للبابا يوحنا بولس الثاني حول مستقبل لبنان و مستقبل المسيحيين فيه حيث أكد في الفصل الخامس على أن صلب العلاقة مع العالم العربي هو الحوار الاسلامي المسيحي في لبنان و العالم العربي ، و يؤكد ذلك ما ورد في ميثاق جامعة الدول العربية و بروتكول الاسكندرية الذي مهد لذلك الميثاق، على احترام الدول العربية لبعضها البعض و استقلال لبنان و سيادته في حدوده الحاضرة، كما بدا الدكتور جعجع متجانسا مع الارشاد الرسولي من حيث تحليل أسباب الأزمة اللبنانية حيث أشار البابا في العدد السابع عشر من الارشاد الى التدخلات الخارجية في لبنان لتعطيل الحوار اللبناني اللبناني و حول ذلك قال " ان مسيحيي لبنان، مثل سائر مواطنيهم، يتوقون الى اعتراف حقيقي بالحريات الجوهرية ..... و هم يعرفون أن مثل هذا المشروع مرهون بسني الحرب الماضية و بالحالة الخطيرة التي تسود الشرق الأوسط " و عدد البابا بعد ذلك الأسباب التي تهدد قيم الحضارة و الديمقراطية التي يمثلها لبنان و هي :
الاحتلال المهدد للجنوب
وجود قوات مسلحة غير لبنانية على أرض لبنان .
حالة البلد الاقتصادية .
استمرار مشكلة المهجرين .
خطر التطرف و الشعور بالغبن.
بدا الدكتور جعجع بدعوته الى الوحدة و حماية بعضنا البعض و و كأنه يرفع الصوت عاليا ليقول ، ان حروب الآخرين على أرضنا أدخلتنا في صراعات مريرة فيما بيننا و مع القوى الخارجية ، التي كانت تعمل لغير مصلحة لبنان و استقلاله. كانت عينه على ميزة لبنان في محيطه عندما قال " تطالعوننا كل يوم ، بطروحات عن الديمقراطية التوافقية ، و تجهدون لفرضها زورا، و قسرا، و زرعا، في أطر و مواقع لا علاقة لها بها و من ثم تتنكرون لها في مكانها الصحيح و لا تعترفون بمفاعيلها " و كأنه يلفت النظر الى قصة لبنان مع العالمين العربي و الشرق الأوسطي المحيط به ، فهو يحاول أن يكون حرا ديمقراطيا تعدديا في محيط تتحكم به العصبيات الدينية ( طرح الدولة اليهودية ) ، و ديكتاتوريات القائد الخالد و الحزب الواحد ، عيب لبنان أنه المتنفس الوحيد لهذه النطقة فلقد رضي به أبناءه و صاغوا دستوره كوطن ديمقراطي، تعددي، حضاري ، حر " رسالة عيش مشترك و حوار دائم بين الثقافات و الأديان " كما يقوا الارشاد الرسولي . بدا الحكيم في قمة نضوجه السياسي و الوطني و بعيد كل البعد عن الفؤية و التبعية و يتصرف كشريك له كامل الحقوق بالوطن عندما خاطب المعارضة قائلا " لأننا شركاء في وطن واحد ، محكومون في نهاية المطاف بمصير واحد ، اذا وصلتم الى نقطة لم تعودوا فيها مقتنعين فيها بديمقراطية اتفاق الطائف فقولول ذلك ..... " و بدا بذلك كما قال الأستاذ أيا أبو شقرا بعيدا كل البعد عن خطاب المزايدة الطائفية التي " تستعيد" جزين المسيحية و تدعوا المسيحيين الى التوحد تحت قيادة واحدة ، مقاتلة، رؤيوية، و معصومة عن الخطأ تمثلا بالقيادات الالاهية و الخالدة ، و ذلك لعلم الدكتور سمير جعجع و تيقنه أن ذلك الخطاب قد يكسب المسيحيين اليوم بالنقاط و لكنه سيؤدي الى خسارتهم بعد حين بالضربة القاضية خاصة في ظل الأصوات التي تنادي بأكثريات عددية بنقيض الميثاق الوطني ، القائم على حفظ التعددية في لبنان الرسالة حتى لا تأتي ورقة تفاهم لم ينفذ من بنودها شيء و تدخل المسيحيين في دائرة الفكر الشمولي و عبادة الشخص و التعامل مع المسيحيين كمواطني درجة ثانية و أهل ذمة و سلبهم مجد لبنان الذي أعطي لبطريركيتهم و من هنا كانت الصرخة المدوية للحكيم بعدم التسلط على حقوق الطوائف الأخرى ، تحت شعار الحفاظ على حقوق الطائفة الشيعية . بدا الحكيم حكيما و ديمقراطيا و حرا و رجل دولة عندما قال " ان الوحدة الوطنية الحقيقية تتمثل بصون الدستور و المؤسسات و باحترام ارادة اللبنانيين أفرادا و مجموعات ، التي تترجم كل أربع سنوات في صناديق الاقتراع " و أكد الدكتور جعجع على فرادة الطابع اللبناني و الحفاظ عليه من خلال ضرورة الانخراط في الحياة البرلمانية اللبنانية و الاصرار على المشاركة في الحكومة و احترام أصول اللعبة الديمقراطية و الالتزام بالدستور و نصوصه و أحكامه بما في ذلك نتائج الانتخابات التشريعية ، و نبه الحكيم الى أن الاحتكام المسبق الى التوافق العشائري الطائفي و الابتزازي الذي يتخطى التوافق اللبناني الطبيعي كما هو معبر عنه بالدستور و تركيبة المؤسسات الشرعية في لبنان ، يغيير من طبيعة نظامنا الديمقراطي و يماثل فيما بين لبنان الرسالة و محيطه المتعصب دينيا ، و المحكوم بدكتاتوريات تشابه جمهوريات الموز. بدا الحكيم في خطابه بعيدا جدا عن تهمة الانعزال التي أطلقها اليسار سابقا بحق فريقه السياسي و بدا منفتحا على الجميع و مقبلا على الوطن في الوقت الذي ينغلق و ينهزم فيه قامات كبيرة كقامة وليد جنبلاط باتجاه طوائفها . علينا العتراف بلحظة تجلي أن المسيحيون منذ رحيل السلطنة العثمانية ، أرسوا فكرة الدولة و دافعوا عنها ، و قدموا لها كل المسوغات الفكرية و التاريخية و العقائدية لاستمرارها و تطورها و تعرضوا بسبب ذلك منذ السبعينيات الى حملات سياسية و اعلامية اتهمتهم بالفاشية و الانعزال و التقسيم بينما كانوا هم يدافعون عن الدولة و مؤسساتها و جيشها و دافعوا عن أرضهم و بيوتهم و قراهم و حقهم بالعيش بحرية و كرامة و منعوا التوطين ، ووقفوا سدا في وجه الغاء هوية و حضور و كيان لبنان و من هنا أعطي مجد لبنان لبطريريكهم و لم يفقه المسلمين ذلك الا متأخرا فانتفضوا لمجد لبنان و رفض الرئيس الحريري التجديد لاميل لحود ووحد الجهود الاسلامية و المسيحية ليضعها باطار وطني جامع فكان الرد القاسي باغتياله لمنع الوحدة الوطنية و تكريس الطابع الطائفي ، القبلي ليكون لبنان نسخة مشوهة لمحيطه .







#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس في الوطنية للصحافيين السوريين
- جمول الجواب التاريخي الثوري
- عون يحاضر بالعفة
- الى اليسار در
- فتح و غصن الزيتون
- الطائفة مقابل الوطن
- غزه تحت سياط الارشاد و التوجيه
- المصالحات المسيحية و روح معركة شكا الكوره
- اليمن اللا سعيد
- حكومة لبنان أولا
- الانتخابات الكردستانية و مستقبل الكرد
- حاوي الوطن
- تثبيت سلطة النظام الصفوي
- أبعد من المثالثة
- سبعة أيار المثالثة
- عيد بلا عمال
- صفحة جديدة في العلاقات الأرمنية التركية
- حزب العمال الكردستاني الى أين
- الشيوعي و الانتخابات النيابية اللبنانية
- الأشرفيه البدايه


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - لبنان و لعنة محيطه