أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - مسعود محمد - الانتخابات الكردستانية و مستقبل الكرد















المزيد.....

الانتخابات الكردستانية و مستقبل الكرد


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2695 - 2009 / 7 / 2 - 06:55
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


انطلقت رسميا الحملات الدعائية للانتخابات التشريعية والرئاسية في اقليم كردستان شمال العراق. ومن المرتقب أن يشهد 25 تموز/ يوليو المقبل يوما انتخابيا طويلا، ومنافسة حامية، بعد دخول أسماء وتيارات جديدة على خط المعركة الانتخابية.

وأعلن 24 كيانا سياسيا من بينها خمسة تحالفات استعدادها للتنافس على 111 مقعدا في برلمان الأقليم منها 11 مقعدا للأقليات الإثنية والدينية. ووصل عدد المرشحين إلى 507 مرشحا.

وتجرى الانتخابات في المحافظات الثلاث: اربيل،السليمانية، ودهوك. وتدور المنافسة الاقوى بين ثلاث قوائم: "القائمة الكردستانية" وهي ائتلاف مكون من الحزبين الكبيرين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، تهيمن على ثلاثة أرباع البرلمان الحالي، وقائمة "الخدمة والاصلاح" المؤلفة من اربعة احزاب بينها حزبان اسلاميان هما الجماعة الاسلامية والاتحاد الاسلامي (اضافة الى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني وحزب الكادحين- جناح قادر عزيز)، وقائمة "التغيير" نوشيروان مصطفى. وتتسم الانتخابات بمشاركة قوائم جديدة لم تشارك في اي انتخابات في الاقليم من قبل مما اضفى حيوية على العملية الانتخابية.

وتعد قائمة "التغيير" أكثر القوائم الجديدة شعبية وفق استطلاعات رأي محلية. ويقودها نوشيروان مصطفى الذي كان نائبا لجلال الطالباني سكرتير الاتحاد الوطني الكردستاني ورئيس الجمهورية.
من جانب آخر، خرجت قائمتا "التقدم" و"حركة الاصلاح الكردستانية" من داخل عائلتين كبيرتين ذاتي نفوذ في كردستان. فالاولى يقودها هلو ابراهيم احمد زوج شقيقة جلال الطالباني وهي اضافة على المشاركة في انتخابات البرلمان، يتنافس قائدها على منصب رئيس اقليم كردستان. اما القائمة الثانية فيقودها عبد المصور البارزاني احد ابناء عمومة مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني ورئيس الاقليم الحالي. الانتخابات المقبلة لبرلمان كردستان تمثل مرحلة مخاض لتثبيت الديمقراطية في الاقليم و من خلاله في العراق ككل. من هو الشعب الكردي؟ و ما هي حدود طموحاته لاقليم كردستان ؟
الشعب الكردي عبارة عن أمة مجزأة و مغبونة تاريخيا و سياسيا و هي أمة تواقة للحرية و الحياة الحرة القائمة على أساس حقوقه الثابتة في الديانات و المواثيق الدولية و حقوق المواطنة و التطلع نحو المستقبل المشرق في تحقيق أمانيه القومية الثابتة و المشروعة و في رفض الصهر القومي و التعريب و هو شعب عاشق للجبال لأنها ملاذه الآمن من سلاح العنصرية و من اضطهاد الفكر الشوفيني الضيق الذي تمارسه الأنظمة الحاكمة لمناطق كردستان سواء العربية أيام صدام أو الفارسية في ايران أو التركية. الكرد من شعوب الشرق الأوسط العريقة في موطنها منذ اقدم عصور التاريخ، وهم احفاد الميديين القدماء. ولكلمة كردي دلالة في اللغة بمعنى الشجاع أو المحارب. وقد ورد ذكر الكرد في المصادر السومرية والآشورية والفارسية والرومانية والأرمنية والعربية باسماء مختلفة، فهم "كوتي" في السومرية و"كورتي" في الآشورية و"كوردرها" في الفارسية القديمة و"كاردوخي" في الأغريقية و"كارديا" في الرومانية و"كوردوئين" في الأرمنية القديمة. وجاء في إحدى الألواح السومرية على لسان الملك شلمناصر الأول "ان الشعب الكردي كان يتألق في سماء هذا العصر مثل النجوم ولم يكن يتصف بالقوة والسلطان فحسب بل كان معروفا بالحزم والعزم والشدة المتناهية".
الأكراد شعب قديم يسكن منطقة كردستان المعروفة وهم مجموعة من القبائل العريقة القاطنة لمنطقة جبلية التضاريس وهي المنطقة الواقعه بمحاذاة جبال زاكروس وجبال طوروس وتنحدر من العرق الميدي من آسيا الوسطى وهو الشعب الأصلي لمنطقة كردستان والواقعة في أجزاء من جنوب شرق تركيا وشمال غرب إيران و شمال العراق و شمال شرق سوريا .
لقد فوتت القيادة الكردية العراقية فرصا تاريخية لإعلان دولة كردية مستقلة في شمال العراق بما فيه كركوك، وملفاتها التي تذهب إلى التعقيد يوما بعد يوم، منذ اليوم الذي أقرت لها المنطقة الآمنة، وهي تتعفف عن إحراج الحلفاء الغربيين ، وهي لم تخطو الخطوة الصحيحة مع الحكومة المركزية العراقية طيلة سنوات الحصار حين كانت الحكومة المركزية، أحوج ما تكون إلى حل بالتراضي مع الكرد تذهب إلى حد الاعتراف باستقلالهم شرعا وقانونا أو على الأقل بدستورية حدود إقليمهم بما فيه كركوك. لقد أمضت القيادة تلك، العشر سنوات تتقاتل فيما بينها على إيرادات الجمارك والبحث عن الحظوة لدى الجيران للاستقواء بهم على بعضهم في ترسيم حدود عشائرها بدل تثبيت حدود كردستان الحقوقية والاقتصادية مع سلطة مركزية، كانت تنهار كل يوم على ضعفها وكثرة وشدة خصومها . وها قد مضت أربع سنوات على سقوط السلطة المركزية في بغداد دون أن تتمكن القيادة الكردستانية من تثبيت حقها في كركوك و المناطق المتنازع عليها رغم ذكر تلك المناطق في الدستور الجديد للاقليم ، لقد كانت حاجة الإدارة الأمريكية للكرد، كذريعة، وفضاء لوجستي لاسقاط نظام صدام حسين، فرصة تاريخية لان يرفع الطرف الكردي القوي بمنطقته الآمنة، والمستقرة، اجتماعيا واقتصاديا شروطه ليس على الاحتلال وحده، بل على الطرفين الاقليميين الذين يحتلون أجزاء كبرى من كردستان يخضعون به أكثر من ثلاثين مليون كردي لعسفهم واضطهادهم بحرمانهم من معايير الحد الأدنى لشرعة حقوق الإنسان الا أن الكرد آثروا الوحدة الوطنية و الحفاظ على وحدة التراب الوطني العراقي على حساب حقوقهم في الوقت الذي دولة مثل تركيا التي قسمت قبرص إلى دولتين أمام بصر وسمع العالم المتمدن لأجل مائتي ألف مستوطن تركي في قبرص، ها هي تتدخل في تفاصيل الحياة الكردستانية العراقية بحجة حفظ حقوق تركمانها و تتبادل مع ايران قصف القرى الكردية و التقدم نحوها و خرق الحدود الدولية العراقية دون أن يجدوا من يردعهم و يمنع اعتداءاتهم على ثلاثين مليون كردي يعيشون ضمن حدود الدول الثلاثة العراق و ايران و تركيا. ظلت أوساط سياسية وإعلامية في مختلف دول المنطقة, بما فيها العربية منها, تحذر دوما من (بعبع كردي) ومن (خطر الانفصال) و(قيام إسرائيل ثانية ) وكانت الحركة التحريرية الكردستانية تعتبر في نظر هؤلاء (عامل شغب وتوتر ومؤامرة على الأوضاع الأمنية الداخلية). تحكمت هذه النظرة الأمنية القلقة زمنا طويلا في سياسات هذه الدول الأربع. فنفذت بعض الحكومات فيها إجراءات قاسية ضد الوجود الكردي فيها بدعوى (اقتلاع الخطر الأمني الداخلي) بعد سقوط النظام البعثي في العراق حصل الكرد على أول فرصة تاريخية للتعبير عن طموحاتهم القومية و الكردستانية فكان لهم اقليمهم في كردستان العراق الذي أصبح نموذجا يحتذى لحل القضية الكردية في بقية الدول الثلاثة ويكاد المراقبون والمطلعون في العالم والشرق الأوسط يجمعون اليوم على ان إقليم كردستان أصبح جزيرة للسلام والاستقرار والتقدم الاقتصادي والاستثمار, حيث صارت أربيل, عاصمة الاقليم، مركزا لتواجد ممثلي ومراكز الدول الكبرى فضلا عن دول الشرق. يذكر أن كونفرانسا مهما قد انعقد في الجامعة الأمريكية في واشنطن عام 1999 تحت عنوان (كردستان, مفتاح للسلام) حضره ممثل إدارة إقليم كردستان وشخصيات أمريكية وفرنسية وانكليزية وعربية اكاديمية وسياسية بارزة وممثلون عن الحركات الكردية في الدول الأربع إضافة إلى شخصيات تعبر عن وجهات النظر للحكومات في هذه الدول. كان الكونفرانس أول محاولة للحوار بين الكرد في هذه الدول والحكومات فيها, وان كان حوارا غير مباشر. فقد كان مثمرا وذو أهمية بالغة قبل عشر سنوات, أشارت قراراته إلى أن كردستان بإمكانها أن تتحول إلى ساحة سلام وتعاون بين دول المنطقة بدلا من أن تعتبر ساحة (شغب وتوتر). وكان ذلك فرصة ثمينة للكرد كي يستوعبوا هذا الدرس التاريخي وهو أن مستقبلهم بعد الآن يكمن في توفير ظروف الحوار السلمي والاندماج في المجتمع الدولي والتعايش السلمي مع الشعوب والأمم المجاورة: العربية والتركية والإيرانية والآذرية وغيرها.
انتخابات برلمانية في أقليم كردستان العراق و هي بلا شك سوف تحدث تغيرات جوهرية غير مسبوقة العهد في الخارطة السياسية لهذا الأقليم، أذ انه توجد قوائم أخرى غير قائمة الحزبين الكرديين الحاكمين، تسعى للأصلاح و التغيير كما تدعي في برامجها، و قد توزعت هذه القوائم على أيديولوجيات دينية و وضعية(ليبرالية، أسلامية، مسيحية،أشتراكية ) و هذا الأمر غير مألوف في تأريخ الكورد كله و يعتبر خطوة هامة نحو أرساء قيم الديمقراطية و العدالة في كردستان وصولا الى تعميمها على مستوى العراق ككل. كورد العراق ضحوا بمئات الآلاف من الشهداء كي يصلوا الى ما ينعمون به اليوم من أمن و أستقرار و لقد كانت نهاية الحرب العالمية الأولى قد شكلت المنطلق الحقيقي لنمو شعور الشعب الكردي بالمطالبة بحقوقه القومية اذ أخذت آمال الشعب الكردي في بناء دولتهم الموحدة في كردستان تتصاعد اثر اعلان الرئيس الأميركي ويلسون عام 1918 لمبادئه الأربعة عشر حول تقرير المصير للأقليات الموجودة ضمن حدود السلطنة العثمانية ( الكرد و الأرمن و الآشوريون ) و قد جائت معاهدة سيفر للعام 1920 بضمان حق الكرد بانشاء دولتهم المستقلة بعد خضوعهم لنظام الحكم الذاتي لمدة سنه الا ان تلك الوعود تلاشت أمام مصالح الحلفاء الذين قسموا المنطقة و ضربوا بعرض الحائط مبادىء ويلسون و اسقطوا معاهدة لوزان لصالح معاهدة سيفر التي أقرت اخضاع الشعوب المستعمرة لهيمنة المستعمرين وفق نظام الانتداب الذي أقرته عصبة الأمم في العام 1918 .
يبقى القول أخيرا أنه و رغم اقتناعنا التام بأن الهوية الكردية في العراق قد بلغت مرحلة من التبلور لا يمكن لجمها فاننا مقتنعون كذلك ان اللحظة الدولية التي تسمح لها بالتعبير عن نفسها و اعتبارها مولود سياسي شرعي لم تحن بعد فالتحالف الكردي الغربي محدود الأبعاد و له حدوده و شروطه و أبعاده و لطالما تم التضحية بالكرد على مذبح المصالح الأميركية و البريطانية و سياساتها الذرائعية في المنطقة لذلك عليهم بأن لا يكونوا معولا يساهم بتفكيك العراق الى دويلات طائفية و عرقية و أن لا يغتروا بالديمقراطية الغربية فتكون ذريعة في حرب أخوية جديدة مسرحها هذه المرة ساحات الانتخابات فتضيع المنجزات في زحمة التقاتل الديمقراطي بطريقة ميكافيلية حيث الغاية تبرر الوسيلة .



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاوي الوطن
- تثبيت سلطة النظام الصفوي
- أبعد من المثالثة
- سبعة أيار المثالثة
- عيد بلا عمال
- صفحة جديدة في العلاقات الأرمنية التركية
- حزب العمال الكردستاني الى أين
- الشيوعي و الانتخابات النيابية اللبنانية
- الأشرفيه البدايه
- اليوم الجديد لدى الكرد
- باكستان في ميزتن مصالح أميركا
- الدور الذي يمكن أن تلعبه اخوان سوريا
- اصلاح أم خلافة مام جلال
- لغة قطع الأيادي
- من يستدرج حزب الله ؟
- لو كنت أعلم
- خمسون عاما على الثورة الكوبية
- 2008 نهايات ساخنه
- علم واحد بلد واحد
- من شكرا الى عذرا


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - مسعود محمد - الانتخابات الكردستانية و مستقبل الكرد