أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - لغة قطع الأيادي














المزيد.....

لغة قطع الأيادي


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2549 - 2009 / 2 / 6 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس صدفة أن يخرج علينا الجنرال عون و يهدد بقطع الأيدي و الألسن فعادة تكون هذه الطلعات الهستيريه مقدمة لنتائج خرائبية تحل بالشعب اللبناني فهو لم يكد يصدق أن تصدر الحكومة اللبنانية العفو عنه ، وتتيح له سبيل العودة من منفاه في فرنسا إلى لبنان بعد أكثر من عشر سنوات قضاها هناك ، حتى باشر تحركاته المشبوهة للوثوب إلى السلطة من جديد ، واضعاً نصب عينيه منصب رئيس الجمهورية ومعلوم أن رئيس الجمهورية المنتهية ولايته آنذاك أمين الجميل كان قد أصدر مرسوماً بتعينه رئيساً للوزراء ، حيث كان يشغل منصب قائد الجيش خلال تلك المرحلة القاسية التي مرَّ بها لبنان حيث الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1975 واستمرت خمسة عشر عاما .
وعلى الرغم من رفض القيادات الوطنية آنذاك هذا التعيين ، فقد حاول ميشيل عون جهده لتشكيل حكومة ، لكنه فشل في مسعاه ، ولكونه عاشقا للسلطة ظل متمسكا بالمنصب الجديد ، وأعلن تشكيل حكومة عسكرية من 3 ضباط محاولا فرض سلطته على البلاد ، مستعينا بالدعم الكبير الذي قدمه له دكتاتور العراق صدام حسين من أسلحة وأموال ، حيث كان الدكتاتور يخوض صراعا مع النظام البعثي في سوريا بقيادة حافظ الأسد.
في البداية غازل عون سوريا و قرر أن يقدم رأس القوات اللبنانية كجائزة طرديه للسوري باطار تسويق نفسه كرئيس للجمهورية فأطلق حرب الغاء شعواء ألغت الى جانب القوات كل مقومات الوطن و الدوله و لما لم يقدم له السوري ما أراده وضع نفسه وجها لوجه أمام الجيش السوري ، وخاض حربا شعواء سماها تحريريه ضد القوات السورية ، وانطلقت الصواريخ من كلا الجانبين تهدم وتقتل وتخرب البنية اللبنانية بكل وحشية ، وكان صوت ميشيل عون يلعلع عبر الإذاعة والتلفزيون وهو يتهدد الرئيس السوري حافظ الأسد قائلا :
{كسرت كل الرؤوس ولم يبقى لي غير رأس حافظ الأسد هذا الذي سأكسره} .
هزم الجيش السوري ميشال عون و هدم قصر بعبدا رمز السيادة اللبنانية و هرب ميشال عون الى السفارة الفرنسية تاركا وراءه زوجته و بناته و ضباطه و عسكرييه و كل من وثق به في مهب الريح .
بعد خروج الجيش السوري عاد عون من فرنسا وفي جعبته أن يؤسس له حزبا أو كتلة لخوض الانتخابات النيابية لعله يستطيع تحقيق أحلامه في الوصول إلى منصب رئاسة الجمهورية ، وحيث انه فشل في تحقيق أكثرية نيابية في المجلس ، ومن أجل تحقيق طموحه هذا بدأ يغازل النظام السوري ،عدوه اللدود بالأمس، وحليفه في لبنان حزب الله ، وتشكيل كتلة داخل البرلمان تضم كتلته وكتلة حزب الله وحركة أمل ضد الحكومة اللبنانية برئاسة السنيورا لعله يفلح بالوصول الى كرسي الرئاسة و لو على حساب آلاف الشهداء و مئات الأسرى و المعتقلين الذين أدخلوا السجون السورية لأنهم آمنوا بحربه التحريرية ضد المحتل السوري .
ما أن تشكلت هذه الكتله النيابية حتى كشر عون عن أنيابه بوجه حكومة السنيوره التي تمثل الأغلبية النيابية بدعم وإسناد من حزب الله وسائر أعوان النظام السوري في لبنان ، وفي المقدمة منهم رئيس الجمهورية المفروض آنذاك من النظام السوري إميل لحود ، الذي هدد الرئيس السوري الرئيس الحريري في حينها كما أصبح معروفا بأن يكسر بيروت على رأسه و رأس وليد جنبلاط في حال عدم التجديد للحود داعيا إلى إسقاط الحكومة بحجة الرغبة بتأليف حكومة وحدة وطنية وباشر ميشيل عون يطلق تهديداته العلنية السنيوره في تصريح خصه لصحيفة السفير آنذاك ودعاه إلى تقديم استقالة حكومته مهددا إياه بالويل والثبور وعظائم الأمور ، وجاء فيه :
" إن رئيس الحكومة سيدفع ثمن عناده ، وعليه أن يعرف أن ذلك قد يحصل في لحظة سريعة ربما تباغته فجأةً من حيث لا يدري ، واغلب الظن أنه لن يستطيع عندها لملمة أغراضه لأنه سيجد نفسه مضطرا للرحيل السريع ."
إن هذا التلاقي بين سوريا وحزب الله و جنرال الرابيه يظهر بكل جلاء الموقف الانتهازي والمصلحي ، والتنكر لكل المبادئ والقيم التي أعلنها الجنرال الطامح للرئاسة منذ اطلاقه لحرب الالغاء وصولا الى لحظة وصوله من المنفى الباريسي حيث حتى حينها لم يتوانى عن تهديد الجمهور الذى أتى للترحيب به و دعاه للصمت ، لقد تعرى عون و كشف وطنيته المتقلبة الولاءات حسب اتجاه الريح نحو كرسي الرئاسة وحرصه المخادع على مصالح لبنان وشعبه ، ولجوءه إلى أساليب التهديد والوعيد لرئيس الوزراء وحكومته ، و لكل من خالفه، قد يكون الجنرال متوهما أنه ما زال قائداً للجيش ورئيسا للوزراء معين من رئيس انتهت ولايته آنذاك و هو قادر على اطلاق الحروب لحظة يشاء، ليس صدفة ذلك التماهي و الرغبة بالتكسير و التقطيع فالمعلم الأكبر يريد تحطيم بيروت على رأس الحريري ووليد جنبلاط و سيد المقاومة سيقطع يد من يخالفه الرأي و أطلق مليشياته في أيار 2008 داخل شوارع بيروت ليقرن الكلام بالفعل ، و جنرال لاهث وراء كرسي الرئاسة على حسلب كل شيء بما فيهم زوجته و بناته اللاتي تكهن وراءه هاربا عند أول ضربة كف .
انها مدرسة واحده لا تعرف الا لغة التهديد و الوعيد و الالغاء و قطع الأيادي و تكسير الرؤوس ، على المسيحيين أن يحددوا من خلال الانتخابات القادمة أي لبنان يريدون لنا أن كان لبنان تقطيع الأيدي و الألسنة و كم الأفواه يناسبهم فلينتخبوا بطريركهم المنصب حديثا في كنائس سوريا ميشال عون.
و لكن لن ينفع الندم حين يحملهم على البواخر التي أتت لترحيلهم الى أميركا و كندا في العام 75 على أثر الحرب الأهلية واحدا واحدا الى أن لا يبقى صوت يعلوا فوق صوته .



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يستدرج حزب الله ؟
- لو كنت أعلم
- خمسون عاما على الثورة الكوبية
- 2008 نهايات ساخنه
- علم واحد بلد واحد
- من شكرا الى عذرا
- هل تصدق نبوءة كارل ماركس حول حتمية سقوط الرأسمالية ؟
- عذرا شيخ بشير
- يا أهالي بيروت لا تطلقو النار نحن خارجون
- مسلسل باب الحارة الطرابلسي
- ماذا وراء اعتراف موسكو باستقلال أبخازيا و أوسيتيا؟
- هل بدأت حملة التنظيفات بالجملة؟
- اغتيال منطق الوطن باغتيال حاوي
- قضاء الله و قدره في العراق
- قراءةنقديه في فكر جورج حاوي في الذكرى ال82 لتأسيس الحزب الشي ...
- بديل ((الحزب الشيوعي اللبناني))؟


المزيد.....




- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...
- -السداسية العربية- تعقد اجتماعا في السعودية وتحذر من أي هجوم ...
- ماكرون يأمل بتأثير المساعدات العسكرية الغربية على الوضع في أ ...
- خبير بريطاني يتحدث عن غضب قائد القوات الأوكرانية عقب استسلام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لمسيرات أوكرانية في سماء بريان ...
- مقتدى الصدر يعلق على الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريك ...
- ماكرون يدعو لمناقشة عناصر الدفاع الأوروبي بما في ذلك الأسلحة ...
- اللحظات الأخيرة من حياة فلسطيني قتل خنقا بغاز سام أطلقه الجي ...
- بيسكوف: مصير زيلينسكي محدد سلفا بوضوح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - لغة قطع الأيادي