أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مسعود محمد - قراءةنقديه في فكر جورج حاوي في الذكرى ال82 لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني















المزيد.....

قراءةنقديه في فكر جورج حاوي في الذكرى ال82 لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1727 - 2006 / 11 / 7 - 10:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


خطاب الدكتور خالد حدادة في الذكرى الثانية و الثمانون لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني جعلني أنحني احتراما و إجلالا لأحد أبرز قادة هذا الحزب شهيد استقلال لبنان و تحرره من النير السوري جورج حاوي الذي قرأ مبكرا رغبة و نية القيادة الحالية للحزب بالاستزلام و الارتهان الى أجنده أبعد ما تكون عن الوحدة و الحرية و الاستقلال
فابتعد عن هذه القيادة و التزم خياره الخاص الذي كان سببا رئيسيا لاغتياله .

جورج حاوي ليس مجرد شخصية سياسية عادية، فإضافة لموقعه في اليسار اللبناني عامة، فهو شخصية وطنية ينتمي الى جيل من القادة اللبنانيين الذين تجاوزوا الانتماء الطائفي واحتلوا موقعاً بين كل اللبنانيين، فأبا انيس رجل اللحظات الصعبة التي تحتاج الى محاور من الطرز الأول ذو مقدرة عالية على تدوير الزوايا و ابتكار و انتاج الحلول الوسط الجامعة و القادرة على الحفاظ على جوهر و لب الموضوع . فجورج حاوي كاد يكون متفرغا لمحاورة الآخرين داخل حزبه كما داخل الأحزاب الأخرى انطلاقا من فلسطين حتى اليمن و السودان مرورا بالقياداة اللبنانية المحلية و قياداة الدول المجاورة و الشقيقة .
فحاوي، كما هو معروف، حمل دائماً لواء العلمانية والديمقراطية والحرية، وعمل من خلال شيوعيته، على نشر السلوك الديمقراطي والحضاري الذي يؤسس للبنان خالٍ من الطائفية والطائفيين، لكن شرط بقائه غنياً بالطوائف وبالتنوع الفكري والعقائدي.
و هو من خارج التركيبة الطائفية و ينتمي الى الفئة العلمانية الواعدة و القادرة على بناء وطن حر يرتكز الى مؤسسات وطنية أبعد ما تكون عن الفساد و المحسوبية و شعب سعيد بتنشق هواء الحرية .
كان يعمل دائماً على إيجاد منافذ للتفلت من قيود الأيديولوجيا الواحدة والفكر المحنّط، ينفذ منها إلى عوالم جديدة فيها الكثير من الحرية في التحرّك والإجتهاد.
كان من أبرز الذين انحازوا للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومن القلة النادرة التي اختارت ترك مواقعها القيادية لتفسح المجال للأجيال الجديدة لتولي القيادة. ودافع في الساحة الإقليمية والدولية عن القضايا العربية و على رأسها قضيتي لبنان وفلسطين.
ولقد جاء اغتياله في توقيت اختاره القتلة بدقة. فنتائج الانتخابات اللبنانية الديموقراطية التي جرت بعد خروج سوريا من لبنان وأدت الى فوز تحالف منتمي الى لبنان الحرية و السيادة و المستقل بقراره السياسي، فتحت الباب أمام لبنان جديد يتجاوز الطائفية وتسوده أجواء الحرية والديموقراطية، فإذا بهذه الجريمة تشوّه هذا العرس وتنذر بدخول لبنان في نفق مظلم ما لم نتمسك بالانجاز و ندافع عنه حتى الرمق الأخير.
في العام 1976، كان الدخول السوري إلى لبنان لحماية المسيحيين، كما إدعى الرئيس الراحل حافظ الأسد، لكن هذا الدخول كان مكشوف الأهداف بالنسبة إلى قيادات الحركة الوطنية، وإلى الشهيد حاوي الذي كان معارضاً بشدة للتدخل العسكري السوري في الأراضي اللبنانية، وقد اتخذت المواجهة مع الجيش السوري بعداً عسكرياً في مراحلها الأولى، من هنا، يمكن ملاحظة أن حاوي كان سبّاقاً في الإعتراض على السياسية السورية التي بدأت ترسم للبنان ابتداءً من العام 1976، ولم يكن نزوله إلى ساحة الشهداء في الرابع عشر من آذار أمراً مستغرباً و هو من خبر مع السوريين إصرارهم على فرض إراداتهم على محيطهم و لو بالاغتيال و القتل و التنكيل دون أي وازع واعتبار للعلاقات التحالفية و الأخوية .
أرادوا قتل الحلم بقتل كوكبة شهداء الاستقلال الثاني للبنان من الشهيد رفيق الحريري الى آخر اللائحة فتحرك 14 آذار أعطى الثقة للشعوب العربية بالتغيير و المضي نحو واقع منفتح أكثر ديمقراطية و علمانية يؤسس للخروج من تحت نير الأنظمة التوتاليتارية المتحكمة بإرادة شعوب و دول المنطقة .
قرأ الوضع باكرا و استطاع أن يتنبأ بما ستؤول اليه الأحوال بسبب فطنته السياسية و قدرته العالية على التحليل و قراءة المعطيات و هنا لا يسعني إلا و أن اذكر بمقتطفات من مقاله الأخير لجريدة الرأي العام الكويتية عشية اغتياله لأبرهن مرة أخرى لأي مدى كان قد وصل الفراق ما بين جورج حاوي و القيادة الحالية للحزب التي ذرفت دموع التماسيح عليه عشية استشهاده حيث لم يكن الناس و الرفاق قد نسوا بعد التجريح الشخصي و السياسي الذي تعرضت به القيادة الحالية للشهيد جورج حاوي و لعلي أساعد بذلك القيادة الحالية الفذة للحزب الشيوعي على التبصر و إدراك الى أين تسير بهم السفينة الصدئة الجانحة التي صنفوا أنفسهم من ضمن فريقها :
(عانى المسيحيون في لبنان منذ الطائف حالة تهميش و مرحلة هيمنه فئوية على حسابهم من خلال التطبيق المشوه للطائف داخليا و الانتقائي خارجيا و تحديدا فيما يتعلق بانسحاب الجيش السوري و الوجود السوري في لبنان لقد تم تنصيب ممثلين مزيفين عنهم في السلطة و في المجلس النيابي لولا قلة ممن التقوا في اطار قرنة شهوان يستظلون عمامة البطريريك و يستلهمون بيانات المطارنة و بين الموقف و المتزن للقادة السياسيين المسيحيين المعارضين و الموقف الشعبي المحتقن و الغاضب نشأ تناقض واضح الى أن جاء اغتيال الرئيس الحريري فانفجر الشارع المسيحي كما الشارع السني و الدرزي و التقى الجميع في 14 آذار (مارس )طلبا للحقيقة و لإخراج السوريين و لإسقاط النظام الأمني غير ان معارضة 14 آذار (مارس ) لم تكمل الطريق و طغى الهم الانتخابي على أقطابها .

تصاعد انتقاد بعض القادة المسيحيين لبروز دور وليد جنبلاط و سعد الدين الحريري و بات الهمس يتزايد حول قيادة الدروز و السنة للشارع المسيحي و تزايد تمايز البطرك المقصود عن المعارضة الموحدة و جاءت بعض تكتيكات وليد جنبلاط لتثير الشكوك و خاصة لقائه مع قادة حزب الله و حركة أمل و ذهابه الى الانتخابات و لو بقانون الألفين .
في هذه الأجواء جرى ترتيب عودة العماد عون بأمل إحداث قنبلة فراغية في صفوف المعارضة و لعب بيان المطارنة بانتقاد صيغة قانون ال 2000 دورا في الهياج الطائفي الذي قفز عليه العماد عون و كل بقايا النظام الأمني مزايدين على أدراج بكركي مثيرين أجواء طائفية مقيته جرى من خلالها التشكيك بقرنة شهوان و بمدى مصداقيتها و لعب الاعلام دورا بالغ السوء حيث تولت احدى المحطات المعروفة بث السموم الطائفية بشكل ممجوج و كانت التفجيرات الأمنية قد استهدفت منطقتي المتن و كسروان خصيصا لإخافة المسيحيين و إخافتهم و جعلهم يطالبون بزعامة تحميهم هنا جاء دور العماد عون فاوض مع وليد جنبلاط و سعد الحريري ليختلف و ليبرز كزعيم مسيحي يريد تحجيم المسلمين ..... و الله يعلم ما هو دور أمريكا و ما هو دور الكنيسة في هذه الطروحات التي غطت اتفاقات عون المشبوهة مع ميشال المر و حزب الطاشناق و طلال أرسلان و أخيرا سليمان فرنجية و الحزب القومي (و أضيفها بالنيابة عن أبا انيس و بالإذن منه و الحزب الشيوعي بقيادته الحالية ) و كل عملاء سوريا و كل الأوساط المشبعة بالفساد و ذلك تحت عنوان الفساد .
ان الشارع المسيحي كان يطالب بزعيم أي زعيم أكان عاقلا أم مجنونا و تهيأ له أنه حظي به انه العماد ميشال عون فكان ما كان في جبل لبنان الشمالي ثم جائت الصفعة في في الشمال لتشكل ردة فعل قاسية على وجوه أولئك الذين اعتقدوا ان 14 آذار قد انتهى .
الظاهرة العونية ليست بريئة و لن تكون طويلة الأجل .
لقد بدأ المسيحيون يدركون أن نتائجها الأساسية هي تقسيم المعارضة و ضرب القوى غير العميلة لسوريه و تفتيت المسيحيين بشكل خاص في الوقت الذي يتوحد فيه المسلمون أكثر من أي وقت مضى ذهبت السكرة و جاءت الفكرة كما يقول المثل و الناس تتساءل أين هو البرنامج أين هي المبادئ في ظل التحالف مع ميشال المر و الطاشناق و سائر العملاء .
أين هي الشفافية و محاربة الفساد في ظل قبض ملايين الدولارات من عدد واسع من المرشحين و الانغماس في عملية الرشوة ) .
آن أوان الوحدة لمواجهة هذه القيادة الغارقة بالعمالة للسوري برخص لم يعتد عليه الشيوعيين و أدعو الدكتور حداده الى قراءه هادئة لفكر القائد فرج الله الحلو الذي تمثل به لعله يعي و يدرك ما يغرق به نفسه و الحزب و لعله يستعيد بعض من المبادىء المتمثلة بالحرية و الاستقلال التي استشهد من أجلها فرج الله الحلو.
و أوجه ندائي لقيادتي الإنقاذ في الحزب الشيوعي اللبناني و قيادة حركة اليسار الديمقراطي لتناقشا الوحدة فهذه كانت رغبة الشهيد جورج حاوي و يعلم القاصي و الداني انه صبيحة اغتياله كان على موعد مع النائب الياس عطالله أمين سر حركة اليسار الديمقراطي الذي خاض الشهيد حاوي معركة انتخابه ليناقشوا الخطة العملية لمرحلة ما بعد الانتخابات ، آن الأوان للحركة أن تعود الى أساس فكرة إنشائها و هي أن تكون إطار جامع لكل المجموعات اليسارية مع حق التمايز و حق الاختلاف بجو من الديمقراطية و القدرة على تقبل الآخر رغم الاختلاف معه ،و على القدرة على العمل بإطار مؤسساتي انه الحلم المثالي لأبا أنيس أراده حزبا للشعب باطار حركة يسارية ديمقراطية تدافع عن حقوق و قضايا الناس لا أن تكون فرعا هزيلا لمخابرات نظام متهالك جر شعبه الى الجوع و الانكسار .
رفاقي نديم عبد الصمد ، الياس عطالله ، حكمت عيد ، زياد ماجد ،غسان الرفاعي ، يوسف مرتضى ، مصطفى أحمد ، كريم مروة ، جورج البطل ، شفيق شعيب ، سمير مراد الى آخر اللائحة التي تحمل أسماء آلاف المناضلين الشرفاء بما فيهم الرفاق الطيبين في قاعدة الحزب الذين تبعوا القيادة بشكل أعمى و عشوائي ايمانا منهم بحزب السنديانة الحمراء حزب المقاومة الذي لم يقاتل بالأماني و التحسر على عدم قدرته على أسر جندي واحد فان نسي خالد حداده و قيادته أو تناسوا دور مقاومينا فبيروت و صيدا وجبل الشيخ و جبل كمال جنبلاط الأشم لم و لن ينسوا فما زالت آثار خطوات مقاومي جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية بتشكيلاتها اللاطائفية الجامعة للوطن بألوانه و طوائفه محفورة بالوعر و الدروب التي أدت الى حرية بيروت و صيدا و الجبل ان باع خالد حداده الى حزب الله بحفنة من الدولارات تضحيات مقاومينا و نسيها فجبل الشيخ ما زال شامخا لم ينسى معارك العز على سفوحه .

رفاقي في الانقاذ و اليسار أنها الأمانة التاريخية و الشعبية تلزمكم مرة أخرى بتحمل مسؤولياتكم فكما قدتم التجديد داخل اليسار العربي خاصة و اليسار العالمي عامة عام 1968 و كما ابقيتم الحزب الشيوعي من الحقبة الممتدة من الاستقلال الى ما بعد الحرب الأهلية بقلب معركة الحفاظ على استقلال ووحدة لبنان واجبكم إزالة العار الذي ألحقته القيادة العميلة للحزب بالحركة اليسارية و بتاريخ شهداء الاستقلال و الوحدة و الحرية فرج الله الحلو و علي أيوب و لولا عبود و يسار مروة و وفاء نور الدين وجمال ساطي و شيخ شهدائنا حسين مروة وحسن حمدان و خليل نعوس و ميشال واكد الى آخر قافلة الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن وحدة لبنان و استقلاله .
لنتحاور و لنعمل على الوحدة لليسار الحي الحقيقي و ليس حوار الطرشان الذي عودنا حداده و قيادته عليه حوار المطلوب فيه أن تتماثل معهم الى حد الذوبان و الانصياع الأعمى دون أن تملك أدنى حقوقك بالتعبير و التمايز و إلا كان مصيرك الطرد و الفصل.



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بديل ((الحزب الشيوعي اللبناني))؟


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مسعود محمد - قراءةنقديه في فكر جورج حاوي في الذكرى ال82 لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني