أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مسعود محمد - قضاء الله و قدره في العراق














المزيد.....

قضاء الله و قدره في العراق


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2261 - 2008 / 4 / 24 - 03:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عندما تسأل عن ما يجري في العراق تسمع ردود من نوع انه قضاء الله و قدره . انها ارادة الله أن يجتاح التتار الجدد عاصمة الأمين ، مدينة النور نسبة الى مصابيحها الفكرية التي لا تظلم ابدا.
الجميع بريد القضاء على الارهاب و الفوضى المستشرية في عاصمة الأمين و لكنهم لا يعلمون أن القضاء عليها يجب ان يبدأ باصدار قوانين مدنية مرجعها حقوق الانسان العادلة بين النساء و الرجال و الأطفال، و أن لا تكون محكومة بعصبة من المتطرفين حيث يقيًم الانسان لا على انسانيته بل على مبدأ الشرعي و اللا شرعي حتى و لو كان الشرعي خارج نطاق حقوق الانسان.
لا أحد يمكنه أن ينكر الأهمية العظيمة و الدلالات الايجابية لمشاركة الناس بالحياة السياسية هذا من الناحية النظرية ، و لكن للواقع دائما وضع آخر متناقض في أغلب الأحيان، فشعوب العالم الثالث تعيش حالة مزمنة من القهر و السلبية و لن تستيقظ فجأة يوم الانتخابات و قد امتلأت بروح الحرية و الايجابية و الرغبة بالتغيير و تكريس سلطة تعبر عن تطلعاتها.
ان انعدام السلطة يعني الفوضى والسلطة واجبة لمنع الفوضى و من الأحاديث التي تدل على ذلك " الامام الجائر خير من الفتنه" و الفتنه رديف الفوضى و المبدأ الشرعي يقول اذا تعارض ضرران يجب تحمل الأدنى لدفع الأعلى و بالتالي يصبح قبول حاكم جائر أفضل من الفوضى و هذا هو مبدأ التكفيريين و هم يحاولون فرضه علينا حيث يحاولون اقناع الناس بأن ما كان أفضل مما حصل.
إن وجود السلطة هو رأي الأكثرية من متكلمي الاسلام و عند الشيعة الأمامة من أصول الدين و في رواية عن جعفر الصادق " لو لم يبقى في الأرض إلا اثنان لكان أحدهم إماما " .
عيبنا في العالم العربي اننا نتطلع الى التغيير و التحرر من الدكتاتوريات التي تحكمنا دون ان نكسر منظومة القهر التي تصاحبنا من الميلاد الى الموت، علينا أن نعيد صياغة علاقتنا بالحرية فما زلنا رغم كلامنا الجميل عنها لا نحولها اتلى ثقافة حياتيه معاشة علينا أن نعي أن المشاركة السياسية ليست فقط فرصة سياسية عابرة لتشكيل حياة سياسية جديده و لكنها أيضا فرصة لتشكيل عقل عربي جديد ينبذ ميراث الكبت و القهر و الخوف.
ان كسر منظومة القهر و خلق مناخ الحرية الحقيقية هو الضمان الأوحد الراسخ لديمقراطية ممتدة في جميع أمور الحياة.
مما يسجع الإرهاب في العراق الأمامه أي السلطة و لو من دون حق و لقد تولد في العراق ارهابيين ينساقون الى جرائم يذهب ضحيتها الكثير من الضحايا ، فتلك اليد التي تمسك بالرشاش و تطلق النار و تفجر القنابل و تذبح الأبرياء من الستهدفين حيث يخبئون عيونهم و يجعلونهم يقرؤن الشهادة أمام أسرهم على شاشات التلفزة يمتازون بثلاث أشياء :
خواء المعدة حيث يقف الجائع في طابور اليأس دون أن يكون ما لديه ليخسره .
خواء العقل حيث المحدودية الفكرية التي تجعل النسان يعتقد انه يملك الحقيقة .
خواء القلب حيث أشك بقدرة هذا الرهابي على إقامة علاقة بإمرأه .
العراقيون أمام خيار من اثنين إما أن يأخذوا بمنهج النقل و هو منهج أهل الحديث و هو منهج الاتباعي أو اتباع منهج العقل و هو يضيف الى تقبل النص و احترامه إعمالا للفكر و إستنباطا للحكم و إجتهادا في تفسير النص . و هذا ليس أول امتحان يخوضه العراقييون فأول شهداء منهج العقل كان الإمام أبو حنيفه فقيه أهل العراق و إمام أهل الرأي فهو الفقيه حيث أن ذلك لم يشفع له عند السلطة العباسية التي سقته السم و قتلته رغم أنه كان أول أئمة الفقه الأربعة و الفقيه العاقل الذي فتح الفقه العقلاني في الاسلام.
من الطبيعي أن يغلب على الطابع الفكري للتكفيريين المنهج النقلي حيث سمتهم الجمود الفكري، أما أهل العراق فحري بهم أن يتبعوا امامهم ابن حنيفة فالعراق نشأت فيه خلافة و دولة و مجتمع كبير حيث كان هناك نظم و أحكام و هو بلد محاط بحضارات و ثقافات عديده، تخلص المنصور من أبي حنيفة لأنه لم يحمل معارضته لمشروعه المبني على منهج التسليم فيقال أن المنصور رفع الى الإمام أبي حنيفة كأسا مسمومة فامتنع و قال إني اعلم بما فيه و لا أعين على قتل نفسي فطرح أرضا و صب السم في فمه قهرا و غصبا فمات و ها هو التاريخ يعيد نفسه و و يصب كأس السم هذه المرة في فم الشعب العراقي بالكامل ليموت العراق و تقوم مكانه دويلات عرقية و طائفية يحكمها منهج النقل لا منهج العقل.



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءةنقديه في فكر جورج حاوي في الذكرى ال82 لتأسيس الحزب الشي ...
- بديل ((الحزب الشيوعي اللبناني))؟


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مسعود محمد - قضاء الله و قدره في العراق