أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مسعود محمد - حاوي الوطن















المزيد.....

حاوي الوطن


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2686 - 2009 / 6 / 23 - 04:39
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


الذكرى الرابعة لاغتيال أبرز مؤسسي جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية جورج حاوي ذكرى أليمة للتيار المغيب في هذا الوطن الراضخ تحت ثقل طوائفه التيار العلماني الحالم بلبنان اللاطائفي القادر على استيعاب كل الطاقات و اعطاء فرص متساويه لكل أبنائه و ليس اخراج الكفاءات من الصفوف الأولى و تغييب صوتها لصالح قوى أمر واقع طائفيه كما قال النائب وليد جنبلاط على أثر اضطراره لاخراج كفاءات متنوره من لوائحه الانتخابية لصالح قوى طائفية تمثل أمر واقع طائفي لا مهرب منه في التركيبة الحالية . لم يكن اغتيال جورج حاوي صدفة بل كان قرارا واعيا الهدف منه تعطيل منطق الحوار و التغيير فمن كان أقدر منه على الحياد و خوض الحوارات مع المتناقضين .
أغتيل أبو أنيس لقدرته على سبر غور الأمور و لفهمه التناقضات و قدرته على التعامل معها ففي أحد المقابلات التي أجريت معه على أثر اغتيال الرئيس الحريري وصف الوضع بدقه و قال (هناك معطلات لهذه الحياة السياسية. أول هذه المعطلات هي الفعل الخارجي وحجمه واسلوبه. وعنيت بالفعل الخارجي بصراحة المساومة الاميركية ـ السعودية ـ السورية التي اوكل لها تطبيق الطائف والتي أخذت بعين الاعتبار ايضاً حدود المصالح الاسرائيلية بما جعلني اقول اكثر من مرة، المساومة الاميركية ـ السعودية ـ السورية ـ الاسرائيلية التي حكمت لبنان والتي بات معها وزن العامل اللبناني طحلا وحفيفا عند وزن اصحاب القرار الدولي. لقد اوكل في البداية أمر لبنان الى هذا التحالف الثلاثي الاميركي ـ السعودي ـ السوري ثم انفردت سوريا في القرار واعطت اميركا بديلا في اماكن اخرى كاعطائها للتدخل الاميركي في العراق في حرب الخليج الاولى غطاءً مقابل اعطاء الاميركيين لسوريا الضوء الاخضر لاجتياح بعبدا واسقاط العماد عون
وهكذا تحولت هذه الوصاية من وصاية مشتركة الى تلزيم اميركي لسوريا شؤون لبنان. وسارت الامور على هذا الأساس فتعطلت الحياة السياسية اللبنانية وكان المعترضون على السياسة السورية يصطدمون بضغط اميركي يدعوهم الى الخضوع والعودة لبيت الطاعة. وها هو السيد ساترفيلد نفسه الذي يأتي الآن ليلهب مشاعر "الاستقلاليين اللبنانيين" هو ذاته نصح قبل عام من الآن الذين استقبلوه في ان يبقوا تحت السقف السوري، لأن في ذلك الوقت، مصالح اميركا وسوريا كانت متطابقة او منسجمة او اميركا راغبة في استخدام نقاط ضعف سوريا في لبنان من أجل اخضاعها عراقيا وايرانيا وفلسطينبا ) . في هذا الكلام نفس لبناني مئة في المئة الهدف منه لبنان و مصالح اللبنانيين أولا و هذا ما لا يناسب طابخي المعادلات الاقليمية للبنان ، في نفس المقابلة و عند سؤاله عن الحل للأزمة قال ( نحن امام تعمق للأزمة خطير جدا بات بحاجة الى حل من مستوى الذي لا يمكن الترقيع فيه في تشكيل حكومة مؤقتة او دعوة لمؤتمر وطني للحوار في غير زمانه ومكانه وانا كنت اكثر المبادرين لدعوة لمؤتمرحوار قبل التجديد، ليس بعد التجديد وليس بعد اغتيال الرئيس الحريري وهذا ما يتطلب فعلا قرارا من مستوى تغيير جذري في السلطة في لبنان من أجل عودة مناخ يسمح بالتفاهم وبالحوار والمؤتمر الوطني) بقراءة هذه السطور نفهم الدافع الأول وراء قرار اعدام جورج حاوي و هو حجب الصوت اللبناني الداعي لحل لبناني مئة بالمئة يؤسس لاستقرار طويل المدى. عند الكلام عن جورج حاوي لا يمكننا الا و الوقوف عند أزمة حزبه الشيوعي الذي أعطاه كل عمره فبالأرقام نجد أن الحزب الذي كان في مؤتمراته يجدد بطاقات أربعة عشر ألف منتسب تقلص عدد منتسبيه الى ثلاثة آلاف و كان النزف قد بدأ على أثر انفصال النائب السابق الياس عطاالله مع مجموعة من الكوادر الشيوعية التي شكلت حركة اليسار الديمقراطي هذا اضافة الى مغادرة عدد آخر من الكوادر على أثر اغتيال حاوي رغم أن عدد المشركين في جنازة حاوي قدر بخمسين ألفا مما يدل على وجود جمهور يساري كبير خارج الحزب. في الذكرى الرابعة و الثمانين لتأسيس الحزب قال أمينه العام الحالي خالد حداده ( ان الحكومة البريستولية غير قادرة على حكم لبنان ) و كأنه يقول انه لا حكم في لبنان بلا الشيوعيين أنا للحزب أن يحكم و هو يضمحل حتى أصبع شيعة صغيرة ضيقة في الشيعة التي يحكمها حزب الله ، لقد غابت و غيبت الرموز و الأحزاب التي كانت تشكل الهاما للشباب الثائر بغض النظر عن قصر النظر الذي كان يلف بعض وجهات نظر تلك الأحزاب الا انها كانت مكافحة و متحدية و لها موقف الا اننا اليوم لا نسمع لها بأي مشروع لا نقول تغييري مرتبط بالتحرر وطني على الأقل بأضعف الايمان ليكن مشروع تحديثي يدعو لتثبيت الديمقراطية في منطقتنا المتجهة بقوة نحو الاسلاموية التعصبية المتمثلة ببن لادن و الاتجاه الشيعي الراديكالي المتمثل بولاية الفقيه . يطغى الآن المشروع الإسلامي الأصولي على جزء واسع من الشارع العربي بما فيها الساحة الفلسطينية وهو مشروع حكم متكامل له أدواته النضالية و التنظيمية في الوقت الذي تضمحل فيه قوى اليسار و التقدم و تتفكك الى شيع و مذاهب بلا أي برنامج يعيد اليها المبادرة . مشكلتنا في أحزابنا الشيوعية العربية و القومية العربية و الليبرالية العربية هي إنها لم تدرك بعد أن هذا العالم لم يعد …..يستطيع أن يعيش و يحكم كما في الماضي لذلك نراها لا تزال في وجه هذه الهجمة الشرسة ..... تستنفر الماضي و لا تقاتل من الموقع الجديد الذي يجب أن يبرز . المشكلة كما كان يقول الشهيد حاوي تكمن أيضا في الأنظمة العربية التي كأحزابها لم تدرك مدى التغيير الذي طرأ على العالم فعاشت مع شعوبها حالة تناقض و عقم سياسي و عدم توازن لا يستولد سوى الخراب و التشتت و الحرمان الدائم من التقدم سياسيا فهي تعيش الحاضر بكل ما فيه من صلابة …و ما يشهده من تسابق شعوبي من أجل التطور..و الازدهار بماضي متآكل متصدع ….. وتقابل التقنية والتكنولوجيا الرفيعة التي تنظم الحاضر بالارتكاز إلي تاريخ محنط … أو ليس هذ ا هو عين الخواء و محك الأزمة التي تجعلنا نري في الرأي الآخر عدو يجب أن يباد و يقصي .شيئا فشيئا يتأكد لنا أن ثقافة الحوار منعدمة في فضاء الفكر العربي …. وفي اتساق قيمه هنالك فقط الإقصاء الشرس الذي يصل إلي حد التصفية الجسدية … الحوار الذي كان ينادي به جورج حاوي منذ مطلع الألفية الثالثة …. حوار جامع تلتقي به و فيه كل القوى السياسية في جميع أنحاء الوطن العربي فالسلطة في المجتمعات العربية تقصي و تهيمن و تقمع الفرد والمؤسسات الحزبية و لا تؤمن بالرأي الأخر مهما تقرب من أجل المصالح العليا (مصالح الوطن)… لأن الرأي الأخر هو سبب إزعاجها و كاشف أغطيتها … و المؤسسات الحزبية الأخرى لا تؤمن بالحوار مع بعضها البعض … . هذا مرده إلي أن الشعوب المقموعة من أنظمتها لا تقوي علي تقديم أنموذج ديمقراطي واعي …. و المؤسسات الحزبية خارج السلطة التي لا تؤمن بالحوار مع الآخر و بحريته لا تستطيع أن تتبني مشروعا ديمقراطيا هادفا . أو أن تدير حوارا مع ذاتها و الحل كما يري الشهيد حاوي يتمثل في استنهاض الطاقات الفكرية لمثقفي الوطن / الشعب …. و مثقفي الأحزاب بحثا عن التطور الديمقراطي المناسب و الضروري لكافة الشعوب مع احترام دقيق لكامل حقوق الإنسان و المواطن و للحريات الفردية و العامة.
كيف يمكن الثقة بحزب شيوعي ، اصبح امينه العام واعضاء مكتبه السياسي ولجنته المركزية دعاة سياسيين لتيار ديني متعصب ، متميز بعقلية ماضوية ، منغلقة ، وبانتهاج سياسة تشكل خطرا على مستقبل الشعوب العربية وتطور دولها ؟
هل هي صدفة ان يطال الاغتيال الامين العام السابق للحزب الشهيد جورج حاوي وهل بالصدفة انه طال قبله قادة شيوعيين من ضمنهم أهم مفكرين يساريين لبنانيين في القرن الماضي الأول صاحب أهم مرجع فكري ديني فلسفي علمي ظهر حديثا على الاطلاق و هو المفكر الشيوعي حسين مروة صاحب النزعات المادية في الفلسفة الاسلامية و العربية و الآخر هو المفكر الأكثر تميزا و فكرا داخل لبنان و اليسار العربي مهدي عامل صاحب و مؤلف مجموعة من الكتب أهمها مرجعه الهام و الخطير أسباب الحرب الأهلية في لبنان لقد تم تصفية هذين المفكرين في فترة وجيزه لم يفرق بين تصفيتهم سوى أيام معدودة حسين مروة قتل لشجاعته النقدية و الفكرية و مهدي عامل لكشفه المستورفأتاه الرد بعنف لم يتوقعه وفي نفس الاطار نفذت اغتيالات أخرى فصفي سهيل طويلة الذي لم يكتف بالانغماس بالعمل الصحفي الذي استهواه منذ كان يافعا بل انخرط في العمل الميداني السياسي فضلا عن نشاطه الفكري و التنظيري في صفوف الحزب فكان المدير العام المسؤول لمجلة الحزب الفكرية الطريق كما حاول نشر أفكاره و رؤاه الفكرية و السياسية في كبريات الصحف اللبنانية و الغربية التي منها انطلق ليتكرس اسمه لاحقا كواحد من منظري الحزب الشيوعي في عصره الذهبي و ان ننسى فلا ننسى اغتيال المناضل خليل نعوس تم اغتيال هذه الكوكبة من المفكرين لأنها رفضت قبول سياسة الالغاء السياسي من حزب فقد توازنه ووصف نفسه بالالآهي ؟
اجتمعوا على حبهم للوطن وللحياة وللتجديد، وايضا رفضهم كل اشكال الاستبداد والقمع. لكنهم تميزوا بنقدهم الموضوعي والبنّاء من اجل تصويب مسار الامور، لما فيه خير المواطن وحريته ورغم اختلاف ظروف اغتيال كل منهم، الا ان الايدي المجرمة متشابهة وهي ما زالت تسرح وتمرح في هذا الوطن.
روح هذه الكوكبة من الشهداء تنادي جميع العلمانيين ليتكتلوا من جديد و ليناضلوا بلا هوادة ليكون للوطن حرية و للشعب كرامة و للمواطن أمن و استقرار و خبز و عدالة و يكون أبناؤه الأحرار ضمانة استقلاله .



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تثبيت سلطة النظام الصفوي
- أبعد من المثالثة
- سبعة أيار المثالثة
- عيد بلا عمال
- صفحة جديدة في العلاقات الأرمنية التركية
- حزب العمال الكردستاني الى أين
- الشيوعي و الانتخابات النيابية اللبنانية
- الأشرفيه البدايه
- اليوم الجديد لدى الكرد
- باكستان في ميزتن مصالح أميركا
- الدور الذي يمكن أن تلعبه اخوان سوريا
- اصلاح أم خلافة مام جلال
- لغة قطع الأيادي
- من يستدرج حزب الله ؟
- لو كنت أعلم
- خمسون عاما على الثورة الكوبية
- 2008 نهايات ساخنه
- علم واحد بلد واحد
- من شكرا الى عذرا
- هل تصدق نبوءة كارل ماركس حول حتمية سقوط الرأسمالية ؟


المزيد.....




- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...
- كيف اتفق صقور اليسار واليمين الأميركي على رفض دعم إسرائيل؟


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مسعود محمد - حاوي الوطن