أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود محمد - أتكون أربيل عاصمة للعراق؟















المزيد.....

أتكون أربيل عاصمة للعراق؟


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3108 - 2010 / 8 / 28 - 15:34
المحور: القضية الكردية
    


من اللحظة الأولى التي تصل بها الى أربيل، العاصمة الادارية لاقليم كردستان الذي تشكل بعد حرب الخليج الأولى العام 1991، واعتبرها النظام العراقي السابق عاصمة لمنطقة الحكم الذاتي الذي منح للأكراد بموجب اتفاقية 11 آذار العام 1970، تشعر بمدى التغيير والتطور الذي حصل في المدينة، تنزل في مطار المدينة، يستقبلك رجال أمن، بزيهم العسكري الموحد، متدربين بشكل جيد، يجيدون اللغتين العربية والانكليزية، يوجهونك بلطف الى دائرة التأشيرات، لم يعد المطار يدار ببشمركة غير متعلمة، ولا تملك الكفاءات المطلوبة لادارة هكذا مرفق، وتتفاجأ بعدد الجنسيات المنتظرة لتأشيراتها، وتنجز المعاملات بفاعلية عالية. تخرج من باب المطار تتفاجأ بالتنظيم حيث الباص الذي يقل الركاب الى الباب الرئيسي والتاكسيات الحديثة، في الطريق الى الباب الرئيسي تتفاجىء بمبنى حديث تسأل عنه، انه المطار الجديد الذي يحاكي بضخامته وخدماته مطاردبي حيث من المتوقع اطلاق خدماته قبل نهاية العام، متوقع له أن يستقبل 4 مليون راكب ويشكل صلة وصل فيما بين جنوب شرق آسيا وأوروبا، هكذا يقول لك محافظ المدينة نوزاد هادي مولود، فيه أكبر مهبط للطائرات في الشرق الأوسط بطول 4.8 كلم ويمكن أن تهبط فيه طائرتان متقابلتان بنفس الوقت دون أن تلتقيا، ومن مميزاته انه يستطيع أن يمول الطائرات بالفيول العراقي الرخيص، ويمكن لحكومة الاقليم تأمين الخدمات اللوجستية له بسهولة من خلال التعاون مع الشركات الوجستية الدولية المتخصصة بهذا النوع من الخدمات في المطارات الدولية. عندما قابلت في العام 2005 محافظ المدينة نوزاد هادي مولود سألته عن هدفه الرئيسي قال، وضع أربيل على خريطة العالم، واليوم بعد أن أصبح اسم أربيل متداول في الصحافة العالمية، ومحط أنظار كافة الفئاة العراقية كنموذج يحتذى تسأل وماذا بعد هذه الخطوة يأتيك الجواب سريعا، جعل أربيل عاصمة ادارية للعراق ككل وليس للاقليم فقط، ويتبلور ذلك من خلال وجود 22 قنصلية في كردستان ورفع دول مثل الهند وسيرلنكا الحظر عن سفر مواطنيها الى كردستان، مما يؤمن قوة عاملة رخيصة تساعد في خطط تطوير الاقليم، التطور الانسيابي لكل النواحي الحياتية جعل من اربيل العاصمة الصحية للعراق، فالمستشفيات الخاصة الحديثة تنتشر في الاقليم وتؤمن الطبابة للعراقيين كافة، كما تحولت اربيل الى العاصمة الرياضية للعراق حيث رفعت الفيفا الحظر عن اربيل وسمحت باجراء انتخابات الاتحاد العراقي لكرة القدم في اربيل، بسبب الوضع الأمني المستتب اصبحت اربيل وجهة رئيسية للسياحة الداخلية، حيث زارها هذا العام 200 ألف مواطن عراقي من الوسط والجنوب. تقع محافظة أربيل في شمال العراق وتبلغ مساحتها 13165 كلم مربع، تحدها من الشمال تركيا، ومن الشرق ايران، تقع المحافظة ضمن السهوب ذات المناخ الانتقالي بين البحر المتوسط والمناخ الصحراوي الذي يتميز بشدة البرودة وانخفاض معدل الرطوبة، كانت اربيل تعتبر منذ عهد صدام حسين العاصمة الصيفية للعراق وذلك لأهميتها التاريخية عبر العصور ولكونها مركزا ثقافيا وحضاريا مؤثرا في شمال العراق. يعود تاريخ بناء مدينة أربيل إلى أكثر من 7 الآف عام، ولا يعرف بالضبط من بناها، والاسم الحقيقي للمدينة هو (هولير)ويعود أصل تسميتها التاريخية إلى تسمية الآشوريين للمدينة(أربا ايلو)لأنه كان يوجد على القلعة معبدا فيه أربع الهة، وهي كتابة وجدت في المدونات الآشورية. قلعة اربيل التي تستظل في ظلها المدينة تستقبلك بتمثال مبارك بن أحمد شرف الدين، العروف بابن المستوفي، الذي كان مؤرخا ووزيرا في اربيل في حقبة السلطان مظفر الدين، ولد ابن المستوفي سنة 564 للهجرة 1169 للميلاد في قلعة أربيل وتوفي فيها سنة 637 للهجرة، 1239 للميلاد. كان ضليعا في التاريخ والأدب واللغة له نتاجات كثيرة منها كتابه تاريخ أربيل في اربعة أجزاء.
تسأل محافظ المدينة عن علاقات الاقليم مع تركيا يقول لك فورا انها استراتيجية، فتركيا شريك اساسي في تطوير الاقليم، كما اننا نعمل مع تركيا على جعل غاز كردستان الطبيعي الموجود بكميات هائلة وتجارية، بديل عن الغاز الروسي لأوروبا عبر ربط كردستان بخط أنابيب نفط باكو (أذربيجان) – تبليسي (جورجيا) – جيهان (تركيا)، مما يجعل الأكراد رقم صعب في المنطقة اقتصاديا ومن تركيا مشروع عضو في أوروبا.
تتكون محافظة أربيل إداريا من خمسة أقضية تتبعها إحدى عشرة ناحية. والأقضية الخمسة هي :
• قضاء مخمور 36 كلم جنوب غرب أربيل.
• قضاء كويسنجق 76 كلم شرق أربيل، تتبعه ناحية طقطق 20 كلم جنوبا، وناحية ديكلة 30 كلم غرب القضاء.
• قضاء رواندوز أنزل إدارياً من قضاء إلى ناحية في زمن النظام السابق، وينتظر أن يستعيد مكانته الإدارية كقضاء، وكانت مدينة رواندوز عاصمة للباشا محمد الكبير.
• قضاءسوران اي ديانا هذا القضاء كان بديلاً لقضاء رواندوز، وديانا قرية كانت ذا أكثرية مسيحية، واسم (ديان)في اللغة الكردية، يعني (المسيحي)
• قضاء شقلاوة وناحية سربن (صلاح الدين) وناحية خليفان وقضاء ميركه سور، وبارزان.
ليس بخاف على احد دور الاستثمار بمفهومه العام والواسع في تحقيق النمو الاقتصادي،وبشكل عام ومبسط فان الحاجة للاستثمار تنشأ بسبب وجود فجوة مابين المدخرات المحلية والحاجة الى الاستثمارات،وعندما لاتكون الدولة قادرة على تعبئة وردم هذه الفجوة بسبب ضعف المصادر التمويلية التي تحصل عليها فان الحاجة تبرز الى ضرورة استخدام الاستثمارت الخاصة سواء كانت محلية ام اجنبية للاستمرار بعملية التنمية.وتتنافس الدول فيما بينها في تشريع قوانين الاستثمار من خلال ماتضمنه فيها من امتيازات وحوافر تشجيعية، بالاضافة الى ماتوفره من تسهيلات هيكلية وادارية لتشجيع هذه الاستثمارات.

يتمتع اقليم كردستان بتطور اقتصادي متنامي فضلا عن استقرار امني وسياسي نسبي، وتجري فيه انتخابات شبه ديمقراطية، لا يستطيع فيها أحد أن يجبر أحد على التصويت لمن لا يريد التصويت له، برغم خلفيتها القلقة والمضطربة والتي سادتها الحروب لفترات طويلة، إلا أنّ كردستان، والتي يسميها البعض "العراق الآخر"، تظهر الآن قدرات كبيرة، لاجتذاب الاستثمارات، وتطوير عموم منطقتها كإقليم عراقي، اجتذبت كردستان استثمارات غير نفطية بأكثر من 12 مليار دولار من مستثمرين أجانب ومحليين على مدى السنوات الثلاث والنصف الماضية، وبشكل رئيسي في مجالات الإسكان، والزراعة، والبنوك. والفضل في هذا يعود بشكل أساس الى قانون الاستثمارات الأجنبية الحرة الذي صودق عليه سنة 2006، وبإعطاء حوافز للمستثمرين تتضمن ملكية الأرض، وإعفاء لعشر السنوات من الضريبة، الا أن هذا التطور ليس بعد على مستوى طموحات الشعب الكردي، حيث تم تحويل اقتصاد الاقليم من اقتصاد مركزي الى اقتصاد مفتوح ومتنوع وقائم على الإفادة من آليات السوق، وأعطي دور اكبر للقطاع الخاص، وتم الاتفاق على معظم الاولويات الواجب تنفيذها لازالة التخلف وانماء اقتصاد الاقليم ومعالجة مشاكل الفقر والبطالة وبناء واعادة بناء البني التحتية. الا ان الخلاف هو حول المقاربة الواجب اعتمادها لبلوغ هذه الغايات، ان الحزبية والمحسوبية وضعف الرقابة المالية ، تقف وراء الفساد الاداري والاقتصادي المستشري في كافة اجهزة ومستويات الادارة الفيدرالية. تزداد حجم التعاملات في سوق الظل(السوق السوداء) يوما بعد يوم دون اي رقيب اوحساب لهذه القضية الخطيرة، حيث التخوف من أن يؤدي الأنشغال والمبالغة بفهوم الخصخصة ، وانتهاج سياسة اقتصاد السوق الى مزيد من الفساد الأقتصادي والاداري. تحتاج كوردستان اليوم الى التفكير في المستقبل بتأن وتخطيط أستراتجي وليس كافيا أن تحلم بأن تكون (دبي) العراق حيث بدأت تقرأ اعلانات من نوع أرقى كيلومتر، وأكبر مطار، وأطول مدرج، الى ما هنالك. على الاقليم العمل على تنمية العقول الفردية و تطوير دخل الفرد العادي وتعديل القوانين بحيث تتناسب مع العصر الحالي. على كردستان العراق دراسة خياراتها الأستراتيجية عبر تطوير الديمقراطية والسماح بحرية العقيدة والرأي، وفتح باب الشفافية أكثر والأعتراف بالأقليات القومية والطائفية في كوردستان وفتح الباب أمامهم للأبداع والمشاركة بالحكم بفعالية وليس بشكل صوري. على حكومة الاقليم العمل على الأتجاه نحو دولة مؤسساتية شفافة و تعمل وفق برامج مدروسة، والأتجاه نحو التطوير الأجتماعي بالتوازي مع التطوير الأقتصادي و بناء أرضية صناعية زراعية لتطوير الأنتاج الوطني )الذي بات معدوماً في الأقليم)، وعدم الأعتماد الكلي على صادرات النفط وقبول الأستثمارات وفق برنامج مدروس، وبناء البنية التحتية للمدن.
عندما تسأل الكردي عن انفصال الاقليم عن العراق يجيبك بأن للكورد حق في تقرير مصيرهم وبتأسيس دولة خاصة بهم وهم الشعب الوحيد في العالم يتجاوز تعداده أكثر من 35 مليون فرد لايتمتعون بدولة خاصة بهم، ولكن هل ستحل الدولة مشاكل الكورد، كما نرى فان العالم يتجهة نحو الوحدة والتوحيد للحفاظ على مصالحهم المشتركة مع باقي الدول كما حصل مع فرنسا – المانيا و بريطانيا الذين دخلوا حروب مدمرة فيما بينهم في السابق وها هم يتوحدون في الاطار الأوروبي الواسع، لذلك من مصلحة الكرد الحفاظ على فيدراليتهم ضمن العراق الموحد وهذه قناعة كردية عامه.



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتهام فانقلاب
- العمالة نشأتها بالتاريخ وتبريراتها
- الدفاع عن الاستقلال الوطني
- بين الدولة واللا دولة منطقين
- منطق الدولة ومنطق الميليشيا
- رجل الحوار وتثبيت هوية المرجعية
- مناهضة التعذيب تبدأ بتغيير تربيتنا
- مصير مسيحيي الشرق
- هل هي الفيدرالية لتركيا؟
- أدميت قلوبنا يا حزيران
- ما العمل
- بالأمس علوش واليوم فتفت من يكون غدا
- تركيا والدور الضرورة
- سمير قصير من باريس الى القدس
- يسألونك عن العراق
- خطاب مفتوح الى الرئاسات اللبنانية الثلاثة
- الأول من أيار في ظل الأزمة الاقتصادية
- ما بين جنبلاط و جعجع
- 13 نيسان فيما بين باكستان و لبنان
- بقاء الفيدرالية رهن بوحدة الأكراد


المزيد.....




- مساعد وزير الخارجية الأسبق: عرقلة منح فلسطين عضوية بالأمم ال ...
- اعتقال أكثر من 100 شخص خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين في جامعة كو ...
- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود محمد - أتكون أربيل عاصمة للعراق؟