أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مسعود محمد - مناهضة التعذيب تبدأ بتغيير تربيتنا















المزيد.....

مناهضة التعذيب تبدأ بتغيير تربيتنا


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3046 - 2010 / 6 / 27 - 01:04
المحور: المجتمع المدني
    


اليوم العالمي لمناهضة التعذيب في 26 حزيران مناسبة لفتح ملف المختفين قسريا بسبب آرائهم ومعتقداتهم من لبنان الى فلسطين وسوريا والعراق.
في لبنان وبعد مضي عقدين على نهاية الحرب الأهلية، مازالت قضية المفقودين والمخطوفين الذين اختفوا على حواجز المليشيا والجيوش المتقاتلة، معلقة بدون حلول، فثمة 17 ألف انسان مجهولي المصير، رغم انه ليس من الصعب التكهن بمصيرهم. هنالك ملف آخر شائك يقلق الكثير من العوائل اللبنانية، هوملف المفقودين في سوريا، لم تتحقق أي حلحلة لهذا الملف الا بعد اعتصام أهالي المفقودين في حديقة جبران خلبل جبران في وسط بيروت، ففرضوا على جميع اللبنانيين بمختلف طوائفهم وأحزابهم، الاعتراف بوجود قضية معتقلين في السجون السورية، وتحول الملف الى ملف وطني عبر اعتراف الحكومة اللبنانية ولأول مرة منذ 15 عاما بوجود ملف المعتقلين، عبر التزامها متابعة حله من خلال اللجنة اللبنانية – السورية المشتركة.
ليس بعيدا على الجانب الآخر من الحدود، عند اشقائنا تتحدث التقارير عن وجود 17 الى 25 ألفا من المختفين قسريا في السجون السورية خلال الثلاثين عاما الماضية بما يشكل كارثة وطنية. حسب التقرير الذي أنجزه باحثون وخبراء سوريون في حقوق الانسان بالتعاون مع " برنامج العدالة الانتقائية في العالم العربي". ضحايا التعذيب في سوريا بالآلاف، وآثارها المباشرة تمتد لتشمل ما يتجاوز مليون مواطن سوري ممن جردوا من حقوقهم السياسية، وأكثر حقوقهم المدنية، فضلا عن التدمير النفسي والاجتماعي والاقتصادي، على مدى أكثر من ثلاثين عاما، حيث التطور الأهم على هذا الصعيد بعد تسلم الدكتور بشار الأسد للرئاسة هو قدرة الأهل نسبيا زيارة أبنائهم في الحالات المعروفة.
مكتوب على فلسطينيي الداخل تحمل ظلم الاحتلال وذوي القربة معا، فنتج عن الصراع فيما بين سلطتي غزة والضفة الغربية انتهاكات لحقوق الانسان، حيث تتواتر معلومات عن الطرفين بالتورط بالتعذيب، والقتل، والاعتقال، والتهديد، والاخفاء القسري، وكان المجلس التشريعي الفلسطيني قد أشار الى تلك الانتهاكات مصرحا بأن جميع المعتقلين قد تعرضوا لتعذيب نفسي، وأن 90 % منهم تعرضوا لتعذيب شديد، و70 % منهم تعرضوا لتعذيب شديد جدا، و85 % منهم يعنون من أمراض واصابات.
أرجو من قارىء المقال الانتباه الى أن هذه الأرقام هي حول فلسطينيين معتقلين في سجون فلسطينية للسلطتين الفلسطينيتين، وليس في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
في الجانب الآخر من سوريا حيث تؤم البعث العراق، شهد واحدا من أسوأ اشكال ارهاب الدولة بدات مع وصول حزب البعث الى السلطة، حيث تحولت ظاهرة الاختفاء القسري الى ظاهرة بعثية. تكرست ظاهرة العنف في الحياة السياسية العراقية، وتحولت الى جمهورية دكتاتورية أرست دعائم التطور المأساوي الذي قاد العراق الى كارثتين مروعتين، الحرب العراقية الايرانية، وحرب الخليج التي نتج عنها احتلال الكويت، حيث مصير الأسرى الكويتيين المختفين قسرا مجهول الى الآن، صفحة العراق لم تطوى باعدام الدكتاتور صدام حسين ، بل فتحت صفحة أكثر دموية وعنفا وسط انفلات أمني وصراع طائفي في ظل احتلال لم يحدد أمده بسبب وجهات نظر المحتل المتقلبة والمتغيرة في نظرته للأمور في العراق بل وفي سياساته تجاه الأوضاع في المنطقة من لبنان وسوريا وايران والصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
اذا استمريت في الكتابة فستشمل اللائحة معظم دول الشرق حيث الانتهاكات تستهدف عدى عن الانسان مؤسسات حقوقية وصحافية واجتماعية وتعليمية ودينية وثقافية، حيث تغلق المؤسسات وتمنع من ممارسة أنشطتها.
اساليب التعذيب تتطور بتطور المطالبة بالحرية من قبل شعوب منطقتنا، بتقرير نشر حول تلك الأساليب تشعر بمدى الاستهانة بكرامة وقيمة الانسان، هي تتراوح فيما بين العديد من الأساليب حيث تشمل الترغيب والترهيب.
من أهم هذه الأساليب :
• التظاهر بالاقدام على الاعدام (الاعدامات الصورية).
• الركل واللكم.
• الضرب بالعصي والأنابيب البلاستيكية والخراطيم المطاطية.
• اجبار المحتجزين على اتخاذ أوضاع مجهدة لفترات زمنية مطولة، وهذه الممارسة معروفة باسم "الشبح" تتسبب بألم شديد وتؤدي الى وقوع اصابات في بعض الأحيان، دون أن تخلق أي شواهد أو علامات مادية على استخدامها.
• منع النوم لأيام متواصلة.
• التعذيب النفسي بشتم المعتقل وشتم معتقداته وتهديده بالاعتداء على عرضه.
• وضع كيس كريه الرائحة على رأسه بما يتسبب بضيق النفس واختناقات تؤدي الى الاغماء.
• حجز المعتقل في زنزانات فردية ضيقة جدا وبدون نافذة وعدم السماح له بالخروج لفترات طويلة.
• حرمان المعتقل من مقابلة محام قانوني أو زيارة الأهل.
لا مكان في شرق المتوسط الذي كتب عنه الراحل عبد الرحمن منيف أول الروايات التي اصطلح على تسميتها ب ( أدب السجون) رواية شرق المتوسط للشاب الطوباوي الحالم، صاحب المبدأ الثابت، لأنه سيقع ضحية القمع والغطرسة والاستبداد، واذا قدر له الخروج من ذلك السجن سيعاني آلام جرح طعنة الاعتقال لفترات طويلة، وستتناوبه الأدوار والمشاعر والأحاسيس والأحزان والآلام والدموع في دوامة عزاب وألم، كلما تسمع رواية عن الذين يصف حالتهم الدكتور هيثم المناع الناطق باسم اللجنة العربية لحقوق الانسان (باريس) بانها " انتزاع انسان من الوجود الى حالة ثالثة بين الموت والحياة" تشعر بجفاف بالحلق يصيبك ولا ترتوي من شدة حرقته مهما شربت، التعذيب والاختفاء القسري قاسيان كقسوة الواقع وهما يسلطان الضوء على ظلام دامس مخيم يأبى أن يزول وينجلي.
على الرغم من أن جريمة الاختفاء القسري ممارسة بشكل منتظم وتعتبر جريمة ضد الانسانية، وعلى الرغم من خطورتها وكثرة ضحاياها على امتداد العديد من الدول، لم يتم اقرار معاهدة خاصة بها حتى اللحظة، حيث تكون اتفاقية نوعية ملزمة قانونيا حول جريمة الاختفاء القسري.
مناهضة التعذيب تبدأ بتغيير تربيتنا البيتية والبطريركية لرفض الفكرة، من الأمثال التي تربينا عليها " ضرب الحبيب زبيب" فهل من حبيب أكبر من الدولة. وحين نهدهد أطفالنا ليناموا نغني لهم عن القتل وذبح الحمام " نام نام يلا تنام لاذبحلك طير الحمام" بماذا سيحلم طفل نام على الذبح والقتل، وحين نضرب على الأيمن علينا أن ندير للضارب الأيسر ليكمل ضربنا، مع كل محبتي واحترامي لا أظن الحل بادارة خدي، بل هو بقانون يردع الضاري ويمنعه من ضربي على الأيمن.



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصير مسيحيي الشرق
- هل هي الفيدرالية لتركيا؟
- أدميت قلوبنا يا حزيران
- ما العمل
- بالأمس علوش واليوم فتفت من يكون غدا
- تركيا والدور الضرورة
- سمير قصير من باريس الى القدس
- يسألونك عن العراق
- خطاب مفتوح الى الرئاسات اللبنانية الثلاثة
- الأول من أيار في ظل الأزمة الاقتصادية
- ما بين جنبلاط و جعجع
- 13 نيسان فيما بين باكستان و لبنان
- بقاء الفيدرالية رهن بوحدة الأكراد
- فيدرالية الطوائف و نظرة اليسار اليها
- شرق المتوسط مرة أخرى
- غوران جسر الوحدة الوطنية و تكريس التنوع الكردستاني
- نوروز بملامح جديده
- الحرية فيما بين الثامن و الرابع عشر من آذار
- هل هو العراق الجديد ؟
- حرب دينية بدولة فاشلة


المزيد.....




- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مسعود محمد - مناهضة التعذيب تبدأ بتغيير تربيتنا