|
مليارات الدولارات - الفائضة - في العراق
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3125 - 2010 / 9 / 15 - 10:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مكتب المُحاسبة الحكومي الامريكي أصدرَ تقريره السنوي ، وتضمنَتْ إحدى الفقرات ، ان هنالك فائضاً نقدياً لدى العراق في نهاية 2009 يبلغ خمسين مليار دولار . وإقترح التقرير ان لايوافق الكونكرس على طلب وزارة الدفاع بتخصيص ملياري دولار ، لغرض مساعدة وتدريب الجيش العراقي وقوات الامن العراقية بعد انسحاب القوات الامريكية ، بل الطلب بدلاً من ذلك ، من الجانب العراقي دفع هذا المبلغ !. - وزير المالية العراقي " بيان باقر جبر " قال تعليقاً على الموضوع : صحيح انه كان لدى "العراق" في نهاية 2009 ، خمسين مليار دولار ، ولكن غير صحيح ان هذا المبلغ تحت تصرف الحكومة ، حيث ان اربعين مليار دولار كانتْ موجودة عند " البنك المركزي العراقي " كإحتياطي نقدي استراتيجي ، وهي جهة مستقلة بذاتها وليس للحكومة أية علاقة او سلطة عليها ، بل هي تحت سلطة مجلس النواب فقط . والعشرة مليارات الاخرى كانتْ تحت تصرف الحكومة !. وقال الوزير ، في ظروف العراق هذا الشيء ليس غريباً حيث كان عندنا فائض في نهاية 2008 ، سبعين او ستين ملياراً من الدولارات .. لا أتذكرُ بالضبط !! . وزير مالية وفي لقاءٍ مُسبَق التحضير مع محطة تلفزيون واسعة الانتشار مثل "الحُرة عراق" لسؤاله عن هذا الموضوع المُهم ، يقول : الفائض في نهاية 2008 كان سبعين مليار ( أو ) ستين مليار دولار ، يتحدث بكل هذه الخِفة عن فرق عشرة مليارات دولار وكأنه يتحدث عن عشرة سنتات وليس مليارات الدولارات ! ... ايها السيد الوزير ، ان عشرة مليارات دولار هي أكثر من " الميزانية " السنوية لبُلدان مُهمة في المنطقة والعالم ، وجنابك لا تتذكر ولست متأكداً ..ياللعار ! - طبعاً " الفائض " الذي أعلنهُ مكتب المحاسبة الامريكي ، هو ليس ك " الفائض " في بلاد الله الاخرى ، وكما ان كُل شيء لدينا في العراق لايشبه أشياء العالم ، فان " فائضنا " يختلف عن " فائضهم " . فعندهم ميزانية "مُرفَقة بحسابات ختامية للسنة التي قبلها" ، معلومة ومُعلَنة ومدروسة بدقة تضم كافة " الموارد " ، ولديهم مصاريف شفافة وعلنية ومشاريع انتاجية وخدمية ، فاذا كانت المصاريف "بعد تنفيذ البرنامج الحكومى" أقل من الموارد ، فسيكون هنالك "فائض" يُعلَن على رؤوس الأشهاد . ولكن في العراق وحسب " ما يُسمى " بالخطة او البرنامج الحكومي ، حيث من المفروض ان يقوم مجلس النواب بالتصويت على الميزانية في الايام الاولى من السنة الجديدة ، تجري مساومات مشبوهة وتأخير متعمد ومناقشات عقيمة ، كُل هذا بدون توفر أهم الشروط وهو : الحسابات الختامية . ثم يجري تمرير الموازنة العامة في الشهر الخامس او السادس . وتُخصص على سبيل المثال خمسة وعشرين مليار دولار للمشاريع والبنى التحتية ، وتنتهي السنة المالية ، وبحجة الظروف الامنية وتأخر إقرار الميزانية والبيروقراطية والارهاب وعدم وجود مستثمرين ، تُؤجَل ثلاثة ارباع المشاريع للسنة القادمة وتسترجع الحكومة المليارات المتبقية [ بعد ان تضيع عدة مليارات في دهاليز الفساد المستشري ] ، فمثلاً تُصرف فعلياً سبعة مليارات على المشاريع وتُقّدَم وثائق ومستمسكات " كاذبة ومُبالَغ " فيها ، بخمسة عشر ملياراً ، وتُعيد عشرة مليارات الى خزينة الحكومة ... فتعتبرها " فائضاً " !. - ليسَ هنالكَ داعٍ ، للتأكيد على خطورة الإستدانة من " البنك الدولي " و " صندوق النقد الدولي " ، فبمُجرد إضطرار دولةٍ ما الى طلب القروض من هاتين المؤسستَين ، فانها تتورط وتدخل في دوامة " الفوائد " المجحفة والتي لاتستطيع ، ليس فقط إعادة الدين حسب المواعيد ، بل ان معظم هذه الدول تعجز عن " خدمة الدين " أي دفع الفوائد المتراكمة والتصاعدية على أصل الدَين ، فتقوم وحسب ضغوطات البنوك هذه ( وهي في الواقع إستعمارٌ جديد ) ، تقوم هذه الدول بتقليص القطاع العام الى درجة إلغاءه في الاخير والرضوخ الى شروط البنك التي تتحكم بالدولة كما تشاء ، وهنالك عشرات الامثلة على ذلك في افريقيا وآسيا وامريكا الجنوبية والوسطى . السؤال هو : لماذا تقوم دولة مثل العراق ، لها إحتياطي نقدي في البنك المركزي العراقي ، حوالي اربعين مليار دولار ، ولدى الحكومة سيولة نقدية عشرة مليارات ، لماذا تقوم بالإستدانة من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ؟ وماذا ستفعل ال "500" مليون دولار التي إقترضها ؟ في الوقت الذي " لاتستطيع " الحكومة صرف الاموال المخصصة والموجودة فعلاً ؟ ولماذا تقبل الحكومة بالقرض الياباني " على الرغم ان شروطه أفضل كثيراً من شروط البنك الدولي " ؟ . ان من [ بَرَكات ] البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ، والساسة العراقيين المتواطئين معهما ، هي الآتي لحد الآن : رفع الدعم الحكومي عن البنزين والمشتقات النفطية مما أثقل كاهل المواطن . رفع الدعم الحكومي تدريجياً ، عن الكهرباء ، ولقد بدأ ذلك في اقليم كردستان منذ فترة وسوف يُعمم في كل العراق . التوجه نحو إلغاء البطاقة التموينية " والتي هي في الاساس مضطربة " ، ورفع الدعم عن كافة المواد الغذائية . التقليل لحدٍ أقصى للدعم الحكومي لقطاعي الصحة والتربية والتعليم ، والإتجاه نحو خصخصتهما . هذه بعض بركات المؤسسات المالية الاحتكارية العالمية والآتي أعظم .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إستفتاء تركيا وإستفتاء جنوب السودان ..وكُرد العراق
-
تعويضات عراقية لمواطنين أمريكيين !
-
تحديد يوم العيد والسياسيين العراقيين
-
ألقَس بن لادن والشيخ تيري جونز !
-
ألقاب ودَلالات !
-
هل تعرف أمثال هؤلاء ؟
-
متى سيقوم مجلس محافظة دهوك بدورهِ ؟
-
تَحيا العَدالة !
-
- إنتهاء مفعول - أحمد الجلبي !
-
حكومة الكترونية أم بشَرِية ؟
-
هذا الرَجُل !
-
جوانب شوارعنا السياحية مزابل ومكبات للنفايات !
-
أللهمَ اقتل مؤسس حزب شاس الاسرائيلي !
-
مقطعٌ من اللوحة السياسية العراقية
-
رمضانٌ - مبارك - وعيدٌ - سعيد -
-
الانتخابات الاسترالية و انتخاباتنا
-
هل سيرى إقليم كردستان تركيا النور ؟
-
الارهابيون يستحصلون خمسة ملايين دولار شهرياً من الموصل وحدها
...
-
مقاطعة البضائع التركية الايرانية ... نكتة
-
أطفال العراق وثقافة الاسلام السياسي
المزيد.....
-
إيران والسويد تتبادلان السجناء بوساطة عمانية
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ثمانية من جنوده في عملية رفح
-
مع ارتفاع درجات الحرارة.. الغزيون يصطفون في طوابير للحصول عل
...
-
ألمانيا: ألفا أكاديمي يطالبون بإقالة وزيرة البحث العلمي.. وا
...
-
في انفجار عربة مدرعة.. مقتل ثمانية جنود إسرائيليين في رفح
-
مظاهرات حاشدة ضد صعود اليمين تعم شوارع مدن فرنسا (صور + فيدي
...
-
إسرائيل تقصف بلدتي ديرميماس وكفـركلا في جنوب لبنان
-
العميد يحيى سريع: مصير السفن المستهدفة خلال الـ72 ساعة الماض
...
-
تظاهرات في فرنسا ضد أحزاب اليمين
-
هل انكسرت هيبة الجيش الإسرائيلي بسبب هجمات حزب الله وحماس؟
المزيد.....
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
المزيد.....
|