|
هل سيرى إقليم كردستان تركيا النور ؟
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3101 - 2010 / 8 / 21 - 14:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رئيس بلدية آمد او " ديار بكر " كبرى المدن الكردية ، دعى قبل أيام ، الى حكمٍ ذاتي واسع في كردستان تركيا أو حكمٍ فيدرالي اتحادي . تصريحات المسؤول الكردي ورغم انها قوبلتْ بإستنكارٍ وشجب مِنْ قِبَل الحكومة التركية والإعلام التركي بصورةٍ عامة ، إلا انها لاقتْ ترحيباً واسعاً ليس في الاوساط الكردية في تركيا فحسب ، بل كذلك في كردستان العراق والعديد من الدول الاوروبية ايضاً . المُهم في الأمر ، ان الجمهورية التركية لاتستطيع اليوم ان تصم آذانها عن الدعوات من مختلف أنحاء العالم لحل القضية الكردية حلاً عادلاً ، وبالتالي ليس بإمكانها إنكار وجود الشعب الكردي الاصيل في أرضهِ التأريخية ، كما كانتْ تفعل من قبل . دعوة رئيس بلدية ديار بكر جاءتْ متزامنة مع إعلان حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار من جانبٍ واحد لغاية نهاية ايلول ، والاستعداد للتمديد الطويل في حالة إطلاق سراح 1700 سجينٍ سياسي كردي من السجون التركية . من أهم ردود الفعل على إعلان حزب العمال الكردستاني لوقف إطلاق النار ، بيان " لجنة الحكماء " الافريقية والتي من ضمن أعضاءها " نيلسون مانديلا " ، حيث ناشد البيان السلطات التركية ان تتعامل مع الكرد بإنسانية وفق مباديء حقوق الانسان والشرائع الدولية وان لا تكيل بمكيالين ، إذ تنشط في دعم الفلسطينيين ومحاولة رفع الحصار عن غزة من جانب ، وتتجاهل كل حقوق الكرد شركائهم في الوطن من جانبٍ آخر . العديد من الدول الاوروبية تحث تركيا على إيجاد حلٍ جذري سلمي للقضية الكردية ، بل ان هنالك مثقفون وكتاب أتراك متفهمون ومتعاطفون مع المطالب الكردية المشروعة ، وفي مقدمتهم الكاتب الشهير والمُلاحَق من قبل السلطات التركية " اسماعيل بيشكجي " ، والمئات من المثقفين والفنانين واليساريين الترك . لكل هذه الاسباب أعلاه ، نستطيع القول انه من 5 – 10 السنوات القادمة ، على أبعد تقدير ستكون هنالك فدرالية كردية في تركيا او على الأقل حكمٌ ذاتي ، وليس مستحيلاً ان تستجد تطورات مهمة ايضاً على الساحة الكردستانية الايرانية . طبعاً هذه الاحتمالات واردة إذا نجحتْ القوى السياسية الكردية من تطوير أداءها والاستفادة من التغيرات على الساحتين الاقليمية والدولية ، والتنسيق فيما بينها للتعامل الأمثل مع التنسيق المُضاد بين حكومات انقرة وطهران ودمشق فيما يخص الملف الكردي . ان الحكومات التركية والايرانية والسورية ليست غافلة عن إحتمالات التفاهمات العلنية والسرية بين كرد العراق وكرد تركيا و ايران وسوريا . والعلاقات الاقتصادية المتميزة بين اقليم كردستان وبين كل من تركيا وايران " بشكلها ومحتواها الحالي " ، لن تكون بالتأكيد سبباً لتغاضي هاتين الدولتين عن التقارب بين كرد هذه الدول فيما بينها . بل ان هذهِ الدول الثلاث تعمل بلا هوادة من أجل تكريس عدم الثقة بين الاحزاب والحركات السياسية الكردية في هذه الدول وخصوصاً بينها وبين اقليم كردستان العراق . ان المخابرات التركية والايرانية واقسام الحرب النفسية على وجه الخصوص ، تُخطط منذ سنوات كثيرة ، في سبيل تغذية ميول الزعامة الفردية والاستحواذ لدى قيادة حزب العمال الكردستاني وتشجيعهم بصورةٍ غير مباشرة على الاستهانة وعدم الإعتراف بكافة الاحزاب الكردستانية الاخرى ، من جهة ، وممارسة الضغوط المختلفة على حكومة واحزاب اقليم كردستان العراق في إتجاه محاربة والتضييق على حزب العمال ، من جهةٍ ثانية . إضافةً الى المساهمة الفاعلة للحكومتين التركية والايرانية " من خلال مئات الشركات العاملة في الاقليم " في خلق طبقةٍ كردستانية طفيلية تحتكر معظم موارد التجارة والانشاءات ، ليس من أهم همومها مصلحة شعب كردستان او نموهُ وتطوره ، بل ان هدفها الإثراء السريع وتكديس الثروات وتقاسمها مع هذه الشركات ، في ظل غياب الشفافية والمحاسبة والرقابة القانونية . ما ينقصنا هنا في اقليم كردستان العراق ، هو وجود فهمٍ استراتيجي لما نريده غداً ، وكيفية تطوير علاقات متينة مع كرد الدول المجاورة ، والتخطيط السليم بعيد المدى ، ليس مع القوى السياسية الحالية فقط في تلك الدول ، بل إستشراف المستقبل والعمل على المساهمة في " صنع " قادة الغد ومن ثم التأثير في الاحداث وليس التفرج عليها فقط والإكتفاء بردود الافعال . أدناه بعض الملاحظات المتعلقة بالموضوع : - ضرورة إرتقاء السياسيين والقادة في أقليم كردستان ، الى مستوى يؤهلهم للعبِ دورٍ مركزي في عملية نهوض الكرد عموماً ، من خلال تثبيت الحقوق المشروعة المكتسبة وتطويرها ، عن طريق تقوية الصلات مع كافة مكونات الشعب العراقي ولا سيما العرب والتركمان ، والنزوع الى حل المشاكل المتراكمة عن طريق الحوار الجاد ، والذي يجب ان يوصِل في النهاية الى تحالف حقيقي ، بل وجعل عرب العراق تدريجياً ظهيراً للطموحات الكردية المشروعة ، ففي كل الاحوال ان عرب العراق مُرشحين ان يكونوا مساندين للكرد مُستقبلاً أكثر من الترك او الفرس . - الإنتباه الى حقيقة ، إختراق بعض مفاصل حزب العمال الكردستاني ، مِنْ قِبَل الأستخبارات التركية والايرانية وكذلك العلاقات القديمة بين المخابرات السورية وبعض قيادات حزب العمال ، وما يُشكل ذلك من خطرٍ جدي ، ليس على مستقبل الكرد في هذه الدول الثلاث فقط ، بل حتى على التجربة الرائدة في اقليم كردستان العراق . - أهمية تغيير نهج حزب العمال الكردستاني ، فيما يخص القبول بواقع التعددية الحزبية في كردستان تركيا ، حيث ان الاعوام الخمسة والعشرين السابقة أثبتتْ خطأ سياسته الرافضة لأي حزبٍ لا يتفق مع آراءه ومبادئه . - معالجة تواجد مسلحي حزب العمال بشقيهِ ، على اراضي اقليم كردستان ، بالطرق السلمية وعدم توفير الذرائع للإعتداءات التركية الايرانية . - العمل الدؤوب والتنسيق بين حزب العمال الكردستاني وحكومة وبرلمان اقليم كردستان ، والتحرك الدبلوماسي النشط في اوروبا والولايات المتحدة وإستثمار العلاقات الاقتصادية والشخصية ، في سبيل رفع صفة " الارهاب " عن حزب العمال الكردستاني . - إفساح المجال لمنظمات المجتمع المدني " المستقلة فعلياً " وليس التي هي واجهة للأحزاب الحاكمة ، إفساح المجال لها وللنشاطات الشعبية والثقافية والفنية في اقليم كردستان ، للزيارات المستمرة الى كردستان تركيا وايران وتوثيق العلاقات مع الفعاليات الشعبية هناك وتبادل الخبرات والبرامج ، حيث انني أعتقد بان هنالك قصوراً كبيراً في هذا الاتجاه . - رغم وجود الكثير من السلبيات والنواقص في تجربة اقليم كردستان ، لكن يمكن الاستفادة من الجوانب الايجابية وتقديم الخبرات في مجالات عديدة للكرد في دول الجوار . - تطوير مراكز دراسات كردية علمية في مختلف الاختصاصات ، والاستعانة بخبراء اجانب إذا تطلب الأمر ، إنطلاقاً من قاعدة : ان قوة اقليم كردستان العراق ، هي قوة ودعم للكرد في تركيا وايران وسوريا ، وليس مصدر تهديد او كبح لطموحاتهم المشروعة .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الارهابيون يستحصلون خمسة ملايين دولار شهرياً من الموصل وحدها
...
-
مقاطعة البضائع التركية الايرانية ... نكتة
-
أطفال العراق وثقافة الاسلام السياسي
-
تخبُط قائمة الإئتلاف الوطني
-
كمْ نسبة الصائمين الحقيقيين ؟
-
حكومة المالكي وموت السيد المسيح
-
غزارة في - الموارد - وسوء في التوزيع
-
فساد ولا عدالة توزيع الثروات
-
دُعاء بمناسبة حلول شهر رمضان
-
اسطورة جسر - دلال - في زاخو
-
حمار بيك !
-
مونولوج على الطريقة المالكية
-
شؤونٌ عائلية
-
خديجة خان وخج العورة !
-
عجبتُ للعراقيين !
-
الإعرابي والمُدير !
-
سؤالٌ وجواب !
-
أنتَ مُخلص ...أنتَ مطرود !
-
بافرو !
-
الكرد في المشهد السياسي العراقي
المزيد.....
-
هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي
...
-
خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف
...
-
خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
-
الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
-
قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
-
بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
-
خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
-
أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر
...
-
وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس
...
-
قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|