أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امين يونس - اسطورة جسر - دلال - في زاخو














المزيد.....

اسطورة جسر - دلال - في زاخو


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3077 - 2010 / 7 / 28 - 14:08
المحور: الادب والفن
    


جسر " دلال " بالسريانية والكردية ، وفي التأريخ العربي يُسمى الجسر العباسي ، هذه كلها تسميات للجسر الأثري القديم على نهر الخابور في مدينة زاخو . هنالك اسطورة شائعة حول الجسر وبناءه متداولة منذ قديم الزمان . يُقال انه كُلما كان البناءون يشيدون اُسس الجسر في غابر الزمان ، يكتشفون في الصباح ان كل ما بنوه قد تّهدمَ ولم يبقى له أثر ، فيعيدون الكّرَة ويتهدم في الصباح التالي من غير أي سببٍ منطقي ، بحيث ان الجميع إحتاروا في هذا الأمر العجيب ، فأمرَ الملك ان تحرس قوة عسكرية الجسر طوال الليل والنهار ، ولكن حتى ذلك لم ينفع ، ففي كل صباحٍ جديد كان ما بُنِيَ في الأمس يتحول الى رُكام !. وأخيراً إكتشف كاهنٌ شهير ، السبب وقال ان هذا المشروع بحاجة الى اضحيةٍ حية وانه يجب ان يُدفن مخلوق حي في اساس الجسر ثم يُقام البناء فوقه ! . إجتمع الملك مع مستشاريهِ وقرروا ان يناموا الليلة قرب مكان الجسر وينهضوا عند الفجر وأول مخلوقِ يأتي الى المكان سيكون اضحية كائناً ما يكون او مَن يكون ! . كان لموقع الجسر حارسٌ عجوز ، وكانتْ عائلته تبعث له الطعام كل بضعة أيام ، وفي هذا الصباح الموعود كان الجميع يراقبون كلباً قادما تتبعه فتاةٌ صغيرة تحمل كيس الطعام ... إطمئنَ الحارس عندما رأى الكلب يتقدم بمسافةٍ عن حفيدتهِ .. دلال الصغيرة أحب اولادهِ وأحفادهِ الى قلبهِ ، لم يكن الحارس يستطيع مناداتها او الطلب منها بعدم المجيء ... تجّمدَ الدمُ في عروقهِ عندما رأى الكلبَ يقف ويعبث بكومةٍ من النفايات بحثاً عن شيء ، كانتْ دلال تتقدم بظفائرها الذهبية المجدولة سعيدة بملاقاة جدها ، وصلت بمحاذاة الكلب وتجاوزتهُ وهو مايزال منشغلاً بعظمة . اراد الحارس ان يصرخ ولكن صوته لم يخرج وكأن حباله الصوتية تعطلت في تلك اللحظة وأراد ان ينهض ويركض لكن رجليه تخشبتا وكأنه اُصيب بالشلل ! ، كان الملك ومستشاروه والعسكر بإنتظار وصولها او وصول الكلب الى المكان المُحدد ... لكن الكلب بقى عند كومة القمامة ..ووصلتْ دلال ، التي جفلتْ عندما تقدم بضعة جنود لإلقاء القبض عليها وسقط كيس الطعام من يدها الصغيرة ، ولم تفقه شيئاً لّما وضعوها في مكانٍ وبدأ العديد من الرجال الكبار بوضع حجارةٍ ثقيلة عليها ولم ينفع صراخها وإستغاثاتها التي إنقطعتْ بعد وقتٍ قصير ! . منذ تلك اللحظة إستطاع البناؤون والعمال من القيام بعملهم على أحسن وجه ، وإرتفع الجسر وإكتمل . لايزال الجسر يُسمى مِن قبل اهالي المنطقة من السريان والكرد " دلال " على اسم الأضحية الصغيرة الجميلة ، إبنة زاخو ... ولا يزال صوتها العذب يُسمَع في كل فجرٍ مختلطاً بزقزقة العصافير والبلابل .



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمار بيك !
- مونولوج على الطريقة المالكية
- شؤونٌ عائلية
- خديجة خان وخج العورة !
- عجبتُ للعراقيين !
- الإعرابي والمُدير !
- سؤالٌ وجواب !
- أنتَ مُخلص ...أنتَ مطرود !
- بافرو !
- الكرد في المشهد السياسي العراقي
- مظاهرات البصرة ..بداية الإنتفاضة
- - ألا يُسبب ضرراً للغنم ؟!-
- دُمىً مطاطية لقادة العراق ، لتخفيف الغضب !
- كرة القدم في العراق !
- العدوان التركي الايراني على إقليم كردستان
- الادباء الليبيون يرفضون الجلوس مع العراقيين !
- الرئيس الألماني قال - الحقيقة - !
- لا بُدّ من التفاهم بين الكُرد و -العراقية-
- .. حتى يأكل الرز باللبن !
- - المقارنة - مَصدر كل المشاكل !


المزيد.....




- السينما مرآة القلق المعاصر.. لماذا تجذبنا أفلام الاضطرابات ا ...
- فنانون ومشاهير يسعون إلى حشد ضغط شعبي لاتخاذ مزيد من الإجراء ...
- يوجينيو آرياس هيرانز.. حلاق بيكاسو الوفي
- تنامي مقاطعة الفنانين والمشاهير الغربيين لدولة الاحتلال بسبب ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية... -سودان ياغالي- ابداع الشباب ...
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امين يونس - اسطورة جسر - دلال - في زاخو