أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - العدوان التركي الايراني على إقليم كردستان















المزيد.....

العدوان التركي الايراني على إقليم كردستان


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3029 - 2010 / 6 / 9 - 22:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان الذريعة الرئيسية للتدخلات العسكرية التركية والايرانية في المناطق الحدودية داخل إقليم كردستان ، هي تواجد عناصر حزب العمال الكردستاني ، بفرعيهِ التركي والايراني . أعتقد انه من الضروري إلقاء الضوء على عدة جوانب ، لايريد السياسيون الاعتراف بها عادةً .
- من المُسّلم بهِ ، ان هنالك تأثيرات مُتبادلة بين كردستان العراق والمناطق الكردية في كُل من تركيا وايران وسوريا . سواء رغبتْ بذلك الادارة الكردية وحكومات هذه الدول أم لم ترغب . فالذي يتجول في المناطق " الحدودية " لن يستطيع معرفة في اية " دولة " هو إذا لم يجد مخفراً او دالةً واضحة ، فعلى طرفَي الحدود نفس التضاريس الجغرافية واُناسٌ متشابهون الى حدٍ كبير سواء من حيث الشكل او اللغة او الدين ، بل ان ألقبائل نفسها متوزعة بين هذه البلدان الاربعة . وحتى إذا إكتفينا بالخمسين سنة الماضية ، نجد انه من ( الطبيعي ) ان يلجأ كردي العراق الى القرى الكردية في تركيا او ايران اوسوريا " هرباً من خطرٍ داهم بسبب السلطات القمعية عادةً " ، وكذلك ينطبق نفس المبدأ على كرد هذه الدول ( على الرغم من ان كرد العراق ولأسباب كثيرة كانوا هُم على الأغلب الذين يلجأون الى البلدان المجاورة ) . ومن الامثلة البارزة في هذا الصدد ، لجوء عشرات الآلاف من كرد العراق الى ايران بعد إنهيار الحركة المسلحة في 1975 ، وان معظمهم كانوا في المدن والقرى الكردية في ايران . وكذلك الهجرة المليونية الى تركيا وايران عقب إنتفاضة 1991 ، ولا يُمكن ان يُنسى الموقف الشعبي المُشرف لكرد تركيا ووقوفهم ودعمهم المادي والمعنوي ، لمئات الآلاف من كرد العراق الذين كانوا في أتعس الظروف وأصعبها . بالمقابل هربَ العديد من كرد تركيا من تعسف وصلف السلطة التركية ، خلال السنوات العشرين السابقة ولجأوا الى كردستان العراق . بعد 1991 وإستقرار الوضع ، لم تخلو كردستان العراق يوماً من عناصر من الاحزاب الكردية الايرانية المعارضة وخصوصاً السياسيين البعيدين عن العمل المسلح . كما ان قمع السلطات السورية للكرد في السنوات العشر الماضية ، دفع الكثير منهم الى اللجوء الى كردستان العراق .
- حكومات هذه الدول الاربعة إستخدمتْ ولا تزال [ الورقة الكردية ] لمصالحها الخاصة وحساباتها وتوازناتها الاقليمية ( من ضمنها الحكومة العراقية لغاية 2003 ) ، بعيداً كل البُعد عن مصلحة الكُرد أنفسهم . وكلنا نتذكر الموقف المُشين للحكومة الايرانية في 1975 التي باعتْ الحركة الكردية ، لصدام بوساطة من بومِدْين مُقابل حصولها على إمتيازات في شط العرب . كذلك خيانة الحكومة السورية لحزب العمال الكردستاني في منتصف التسعينيات ، بعد ان قّدمَ هذا الحزب خدمات كبيرة للنظام السوري ، وكانتْ هذه الخطوة هي بداية عملية القبض على اوجلان . وهذه الافعال التي سميتُها ( بيع ) و ( خيانة ) ، هي في المفهوم السياسي البراغماتي شيء طبيعي تقوم عليه مصالح هذه الدول التي لايهمها في الواقع مصير الاقليات او حركات التحرر . ومن المؤسف ان معظم الاحزاب الكردستانية العراقية وغير العراقية ، كانت بين الحين والحين أداةً بيد سلطات هذه الدول الاربعة لتحقيق مآربها الدنيئة والتي وصلتْ احياناً الى محاربة ابناء الجلدة الواحدة لبعضم البعض .
- المشكلة الكبيرة الموجودة اليوم ، هي حزب العمال الكردستاني . وهي في الحقيقة مسألة مُعقدة للغاية تتجاوز كونها شأناً محلياً ، إذ ان تداعياتها اقليمية وحتى دولية . حيث ان حزب العمال وبعد سنين قليلة من تشكيلهِ ، أصبحتْ له قواعد ومعسكرات في الاراضي العراقية برعاية الحكومة العراقية آنذاك لغرَضين مزدوجين ، الاول هو إستعمالهم كورقة ضد تركيا في لعبة الضغوطات المتبادلة بين الطرفين ، والثاني هو تهيئتهم وتشجيعهم على " منافسة " الاحزاب الكردستانية العراقية المعارضة ، وفعلاً أثبتتْ السنوات التالية جدوى هذه السياسة ، خلال الأقتتال الداخلي .
من جانبٍ آخر ، وفّرَ النظام السوري ، كافة التسهيلات والامكانيات لحزب العمال الكردستاني في كل من سوريا والمناطق الخاضعة الى النفوذ السوري في لبنان ، من منتصف الثمانينيات لغاية منتصف التسعينيات . وحين إستنفذ السوريون الفوائد التي جنوها من حزب العمال بالنسبة الى علاقاتهم مع تركيا واسرائيل ، تخلوا ببساطة عن الحزب وقيادتهِ ، وبدؤوا بتطبيع العلاقات مع تركيا التي وصلتْ الان الى مستويات عالية من التنسيق .
غنيٌ عن القول ان الحزبين الكبيرين في كردستان العراق ، لم يكونا يسمحان ، كلٌ في مناطق نفوذهِ ، بتواجد أي قوة او حزبٍ ينافسهما ، ومنذ نهاية السبعينيات ، ظهرتْ بوادر الحروب الداخلية بين الاحزاب الكردستانية المتصارعة على النفوذ والسيطرة على المناطق ، والتي كان على الدوام أحد الحِزْبَين ، مِنْ طرفي النزاع فيها . ولقد قدم "حزب الشعب" و " الحزب الاشتراكي" و"الحزب الشيوعي" ، الكثير من الخسائر والضحايا ، خلال هذه المعارك العبثية ، إضافةً الى خسائر الحزبين الرئيسيين المتنافسين فيما بينهما على السلطة حتى بعد 1991. المهم اريد ان اقول ان الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني ، اللَذين لم يسمحا بتنامي الاحزاب الكردستانية العراقية الاخرى في مناطقهما ، بكل الوسائل السياسية والعسكرية ، من الطبيعي انهما لم يُرحبا كثيراً بقدوم اعداد كبيرة من مسلحي حزب العمال الكردستاني من سوريا ولبنان وتركيا ، بعد 1992 ، وجعل كردستان العراق قاعدة رئيسية لهم . في البداية كِلا الحزبين أمَلا ان يوثقا علاقتهما "كُلٌ على حِدة" مع حزب العمال الكردستاني ، اولا من اجل إضعاف الآخر وثانياً من اجل الضغط على تركيا ، لكن الامور لم تجري على هذه الشاكلة ، وأثبتَ الحزبان قُصر نظرهما السياسي في تلك المرحلة ، حيث إنهمكا في التنابز والصراع الى حد التناحر والقتال فيما بينهما على السلطة والنفوذ ، تاركين الساحة متاحةً لسيطرة حزب العمال الكردستاني على الكثير من المناطق ليست الحدودية فقط بل وحتى العديد من القرى والمدن وطرق المواصلات الرئيسية وبدؤوا بوضع السيطرات الثابتة والمتحركة على الطرقات وفرض "الضرائب" على المواطنين ، واستمر هذا الوضع لعدة سنين في التسعينيات . من الناحية العملية فرضَ حزب العمال الكردستاني سيطرته على كل المناطق التي تمكن من نشر مسلحيه فيها ، ولم يكن يعترف ب "سلطة حكومة الاقليم" بفرعيها في اربيل والسليمانية . وكما هو معلوم أدى تأزم الاوضاع الى تقارب إجباري بين الحزبين الحاكِمَين في اقليم كردستان بضغط أمريكي و يا للسخرية ب ( وساطةٍ تركية ) ! ، نعم " الاصدقاء " الترك ساهموا مباشرةً في التصالح بين الحزبين الحاكمين وساعدوهما على محاربة حزب العمال الكردستاني . هذا النموذج يكفي ليُرينا بوضوح ، مدى تخلف الاحزاب الكردية بدون إستثناء !
- عودةً الى النقطة الاساسية ، وهي تواجد مسلحي حزب العمال الكردستاني على اراضي اقليم كردستان ، يجب الانتباه الى نقطتين مهمتين : الاولى هي في اعتقادي الخطأ الاستراتيجي الذي مارسه حزب العمال الكردستاني ، بمحاولته المستميتة للسيطرة على مناطق مهمة من كردستان العراق بحجة إعتبارها جزءاً من "كردستان الكبرى" والانطلاق منها لتحرير كردستان الشمالية أي كردستان تركيا ، هذه السياسة المُغامرة الخطرة جّرتْ الويلات على جميع الكرد وكبدتهم الخسائر الكبيرة الغير مُبرَرة ، ووفرتْ لل "الاعداء" الفُرص الذهبية للتدخلات الفّظة .
النقطة الثانية ، هي التواجد العلني لقوات رمزية تركية في عدة مناطق من كردستان العراق منذ نهاية التسعينيات وعناصر من "الميْت" او المخابرات التركية بحجة مراقبة فلول حزب العمال الكردستاني وبالتنسيق مع حكومة الاقليم ، وكذلك نشاط المخابرات الايرانية في الاقليم تحت يافطات تجارية خاصةً ، ناهيك عن مئات الشركات التركية والايرانية العاملة في الاقليم التي لاتخلو أي شركة منها من الجانب المخابراتي .
أي شخص عادي يتجول في انحاء عديدة من المناطق الجبلية في الاقليم ، يستطيع بسهولة إكتشاف وجود عناصر حزب العمال الكردستاني التركي ، وفرعه الآخر الايراني . فكيف بكل الخبرة المخابراتية التركية والايرانية المتواجدة بكثافة والتي تتابع بدقة تحركات هذه العناصر ؟ ليس من المفيد ولا من المُجدي تجاهل هذه المشكلة الكبيرة ، فمُسلحي حزب العمال الكردستاني لايأتمرون بأمر حكومة الاقليم وهُم موجودون بغير رضا الحكومة او البرلمان ، وإذا سنحتْ الفرصة لهم ثانية فانهم لايتوانون عن السيطرة على كل المناطق الحدودية المتاخمة لتركيا وايران .
من المؤسف جداً ان قيادات حزب العمال الكردستاني ، لم تتوصل بعد الى قناعةٍ راسخة بضرورة التنسيق الاستراتيجي مع الاحزاب الكردستانية الفاعلة في الاقليم ، ولم تتفهم تجربة اقليم كردستان بكل تعقيداتها المحلية والدولية ، علماً ان حكومة الاقليم تحاول المستحيل في السنوات الاخيرة من اجل عدم الاصطدام ثانيةً مع مسلحي حزب العمال ، بل والتغاضي عن الكثير من تحركاتهم وعن طرق حصولهم على المؤونة وغيرها ، لكن بالرغم من كل ذلك ، فان قيام بعض العناصر المسلحة بعمليات إستعراضية على الاغلب داخل الحدود الايرانية او التركية ، يوّفر الذريعة لجيوش هذه الدول للقيام بالتجاوزات والقصف المدفعي والجوي وحتى الاجتياح البري كما حصلَ قبل يومين في منطقة حاج عمران ، والذي سبب الكثير من الاذى والخسائر المادية والبشرية في تلك القرى .
الموقف الضعيف لحكومة وبرلمان اقليم كردستان ، الذي إكتفى بالتنديد والخطابات ، وكذلك الهزالة المُخجلة للتحرك الجماهيري " عدا بعض مناطق السليمانية " ، يُشجع الايرانيين والاتراك على التمادي في إعتداءاتهم المتكررة . الى جانب الضعف المُزري لموقف الحكومة الاتحادية ، المتأخر على كل حال وعديم الفعالية . ومن المُلاحظ ان الدول العربية والاعلام العربي أقام الدُنيا عندما تقدم بضعة جنود ايرانيين قرب حقلٍ نفطي في العمارة ، ولكنهم الان صامتون امام قصف الطائرات والمدفعية التركية والايرانية ضد القرى الحدودية في الاقليم .
خلاصة
من الضروري والمُلِح ، تحرك الحكومة والبرلمان الكردستانيين بكل جدية من اجل إيجاد ( حلول جذرية ) للقضية الكردية في تركيا وايران ، عبر الوسائل السلمية ، والضغط المتواصل على تركيا بواسطة الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة من اجل تحقيق مطالب الكرد العادلة ، من جانب ، والضغط على حزب العمال الكردستاني في سبيل التخلي عن السياسات المغامرة والقبول بالتعايش مع التعددية وقبول الآخر ، وإفساح المجال الواسع للجماهير للتعبير عن إستياءها من التدخلات التركية والايرانية .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الادباء الليبيون يرفضون الجلوس مع العراقيين !
- الرئيس الألماني قال - الحقيقة - !
- لا بُدّ من التفاهم بين الكُرد و -العراقية-
- .. حتى يأكل الرز باللبن !
- - المقارنة - مَصدر كل المشاكل !
- ساعة في الفضائيات العراقية : بارقة أمل
- محافظة دهوك : ضُعف الحِراك السياسي
- إستقالة الساعدي ، هل بدأتْ الإنشقاقات ؟
- حسن العَلوي يأكلُ من كَتفَين
- ألحقيقة
- انقذ العراق يا عمرو موسى !
- حُكامُ الكويت يلعبونَ بالنار !
- إنهم لايشترونَ الشعبَ بِعُقبِ سيجارة !
- المُطلك يحلمُ بصوتٍ عالي !
- الكونفرنس الوطني للمرأة الكردية
- المُداهمات وترويع الاطفال والنساء
- الحَكَم الامريكي لمباراة تشكيل الحكومة العراقية
- حل مشاكل العراق على الطريقة البولندية !
- إبن خالتي رسبَ !
- زعماء آخر زمان !


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - العدوان التركي الايراني على إقليم كردستان