|
لا بُدّ من التفاهم بين الكُرد و -العراقية-
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3016 - 2010 / 5 / 27 - 22:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في عدة مناسبات ، بعد ظهور نتائج الانتخابات الاخيرة التي جرت في 7/3/2010 ، صّرح بعض قياديي القائمة العراقية بأنهم " ينصحون " الكُرد بالتفاهُم معهم " هُم " وليس مع أي طرف آخر ، حول الخلافات في المناطق المتنازع عليها والمادة "140" ، لسببٍ بسيط وهو انهم هُم مَنْ فازوا في كل هذه المناطق وهُم مَنْ يُمثلون رأي غالبية الشعب . أي بمعنى آخر : ايها الكُرد لا ينفع التنسيق مع " المالكي " تحديداً ، لأنه وإئتلافه لم يحصلا على شيءٍ يُذكَر في الانتخابات في كل من كركوك ونينوى وديالى وصلاح الدين ، ولا مع المجلس الاعلى الاسلامي لانه لم يعد لاعباً أساسياً في الساحة السياسية . وان اعضاء مجلس النواب من قائمة العراقية والذين يتجاوز عددهم الاربعين نائباً عن هذه المحافظات الأربع ، لن يسمحوا أبداً بتمرير اي قرار او قانون يتعلق بتطبيق المادة "140" إذا لم يتوافق مع شروطهم . - ينبغي عدم وضع كافة قادة " العراقية " في سلةٍ واحدة . فرئيسها " أياد علاوي " لديهِ مُشتركات عديدة مع القادة الكُرد بصورةٍ عامة ، وعلاقاتهُ معهم تعود الى سنين سابقة قبل سقوط النظام ، وهو اي السيد علاوي ، يُمكن تصنيفهُ ضمن ( المُعتدلين ) او ( الحمائم ) في القائمة العراقية ، فهو رغم دعوتهِ لتغيير فقرات كثيرة في الدستور ، إلا انه لاينكر على الاكراد حقوقهم المشروعة ولم يُصّرِح لحد الآن بشكلٍ قطعي ان المادة "140" منتهية الصلاحية او لاغية ، ومن ناحيةٍ اخرى فان القادة الكُرد عموماً قريبون من [ علمانية ] علاوي إذا جاز التعبير ، أكثر من [ إسلامية ] الاحزاب الشيعية ، بالنسبة الى " شكل " الدولة وما يترتب على ذلك من حقوق شخصية ومدنية . - أعتقد ان الشخصية السُنية " الأكثر قبولاً " في القائمة العراقية ، مِنْ قِبَل الاطراف الاخرى ومن ضمنهم الكُرد ، هو ( رافع العيساوي ) ، فبإعتبارهِ كان طبيباً عاملاً في مستشفى الفلوجة أثناء الاحداث الدموية التي مّرتْ بها المدينة ، وإتصافهِ بالمرونةِ والشجاعة والواقعية ، فلقد فرضَ إحترامهُ على كافة الاطراف ، وما زالَ يلعبُ دوراً إيجابياً في تقريب وجهات النظر بين الفُرقاء ، وخيرُ دليلٍ على ذلك هو قبول الطرف الكردي بإشرافهِ على المحادثات الجارية بين قائمتي الحدباء ونينوى المتآخية ، مؤخراً . العيساوي ايضاً هو من حمائم العراقية . هنالك شخصيات اُخرى مُعتدلة ولكنها أقل تأثيراً ، مثل "مصطفى الهيتي" و "عدنان الدنبوس" و"عدنان الباججي" و"جمال البطيخ" وغيرهم . - أما في الجانب الآخر ، أي المتشددين او " الصقور " ، فيمثلهم " اسامة النجيفي " و " طارق الهاشمي " و"حيدر الملا " ، وجماعة " صالح المُطلق " الذي تراجعَ دورهُ كثيراً بعد شموله بقرارات المسائلة والعدالة . هؤلاء يتبعهم العديد من الشخصيات وخصوصاً في مُحافظتَي كركوك ونينوى ، مثل "عمر الجبوري" و "محمد تميم" و"أثيل النجيفي" وغيرهم . هذه المجموعة التي تُنادي وتتحمس بإعادة إلباس العراق ثوبه [ العربي ] بإعتبارهِ البوابة الشرقية للأمة العربية . - المُعادلة الجديدة التي أفرزتْها الإنتخابات الاخيرة في كركوك ، أرضَتْ القائمة العراقية من ناحيتين الاولى انها أزاحتْ بفوزها بنصف المقاعد الاثني عشر في المحافظة ، كُل أحزاب الاسلام السياسي الشيعية والسنية التي كان لها تواجد على الساحة الكركوكية في إنتخابات 2005 ، والثانية انها أصبحتْ من الناحية العملية تُمثِل عرب كركوك الذين إحتلوا اربعة مقاعد والتُركمان ايضاً بنيلهم مقعَدَين . اي ان القائمة العراقية تستطيع ان تّدَعي " وهي مُحقة في ذلك " انها الند القوي الوحيد للقائمة الكردية . وعلى إفتراض ان الوحدات الادارية في المحافظة بَقِيتْ على الوضعية الحالية والتوزيع الديمغرافي ايضاً ، فان ذلك يعني ببساطة ان العدد التقريبي للكرد في مُحافظة كركوك هو حوالي 50% ، والعرب والتركمان والمسيحيين 50% . أعتقد ان هذه الارقام سوف تُرضي جميع المكونات في النهاية خصوصاً بتشجيع من الامم المتحدة . علماً ان القائمة العراقية إستطاعتْ ان تكسب " الجبهة التركمانية " وهي الجهة الأكثر تشدداً ضد الكرد على الساحة التركمانية ولها علاقات وثيقة مع تركيا ، حيثُ يُعتقَد ان تركيا هي التي رعتْ وشجعتْ تحالف العرب والجبهة التركمانية للوقوف بوجه الكرد ليس في الانتخابات فقط بل على المدى الاستراتيجي . - إذا كانتْ مناطق مهمة في مركز مدينة كركوك والعديد من القصبات والقرى الكبيرة ، فيها نفوذٌ مُطلق للأحزاب الكردية ، فان هنالك محلات في المدينة ذات صبغة تركمانية او عربية طاغية ، بل ان هنالك مدن مثل الحويجة والرياض تتمتع فيها الاتجاهات العربية المتشددة بتواجد واضح . المشكلة في مُحافظة نينوى ، ليستْ أقل تعقيداً ، مع الفارق بين الحالتين . إذ ان إنتخابات مجالس المحافظات في نينوى والانتخابات النيابية الاخيرة ، أدتْ الى إنقسامٍ "سياسي" واضح الملامح بين الكرد من جهة والذين تمثلهم قائمة التآخي ، وبين القوميين العرب إذا جاز التعبير والذين تُعبر عنهم القائمة العراقية . علماً ان كِلا الطرفين بذلا جهوداً كبيرة في سبيل ضم شخصيات من المكون الآخر ولو على سبيل الدعاية والديكور . حيث ان "عراقيون" النجيفي وهي المُكون الرئيسي للقائمة العراقية في نينوى ، إستطاعتْ خلال السنوات الثلاث الماضية من إستمالة وكسب بعض الشيوخ العشائريين وخصوصاً في منطقة ربيعة والذين كانوا " أصدقاء للكرد " بصورةٍ تقليدية ، لاسيما وان هؤلاء الشيوخ في السنوات الاولى بعد التغيير كانوا يُمارسون سيطرتهم الفعلية على المنفذ الحدودي وجني أموال كبيرة لحسابهم بالتنسيق مع الجانب الكردي الذي كان يتمتع آنذاك بكلمةٍ مسموعة . بينما حّشد الشيوخ أعلاه كل وسائلهم العشائرية لدعم القائمة العراقية ضد القائمة الكردية في الانتخابات الاخيرة . كذلك وظفتْ العراقية الخلافات القديمة بين بعض شيوخ العشائر الكردية القاطنة في نينوى وبين الاحزاب المتنفذة في اقليم كردستان ، وجعلتْ هؤلاء الشيوخ والآغوات يقفون بقوة الى جانب القوميين العرب ضد أبناء جلدتهم الكرد ، إضافةً الى بعض الشخصيات الايزيدية والشبكية الذين إلتقتْ مصالحهم مع إتجاه النجيفي وبالتالي القائمة العراقية . في المقابل هنالك بعض الشخصيات العربية التي تؤيد الكرد في الموصل ، ولكن بالمُجمل يُمكن القول ان " عراقيون " و " العراقية " أي الإتجاه الذي يقوده الاخَوَين النجيفي في الموصل ، قد نجحوا في كسب بعض الكُرد الى جانبهم لاسيما من البعثيين السابقين وضباط الجيش السابق . - حتى لو فشلتْ " العراقية " في تشكيل الحكومة ( وهو إحتمال وارد في حالة إندماج دولة القانون والإئتلاف الوطني ) ، فلا يُمكن " تهميشها " في ظل الظروف الحالية الاقليمية والدولية والمحلية ، أي سيكون لها دور مهم في المرحلة القادمة . وحتى لو لم تكن القائمة القائدة في بغداد ، فانها في الواقع تُشكل الأغلبية الواضحة في الحكومة المحلية في محافظة نينوى . وبناءً على ذلك فان الكُرد شاءوا أم أبوا يجب ان يتفاوضوا ويتباحثوا مع " العراقية " في الموصل وحتى كركوك . صحيحٌ ان العراقية بالمُقابل مُجبَرة على التعامل مع الكُرد ولكن ، في الموصل على الأقل يجب الإعتراف بان الامور لم تعد كما كانت قبل خمسة او ست سنوات ، بل ان هنالك اليوم مناطق في مركز المدينة مُغلَقة بالكامل بوجه الكُرد . - نتيجة الضغوطات التي مارسها الجناح المُعتدل في " العراقية " بعد الانتخابات ، على المتشددين وخصوصاً في الموصل ، فان " الخطاب " الذي طرحوه في الآونة الاخيرة كان يميل الى إيجاد حلول وسطية مع الكرد ، ولكنني أعتقد لو ان العراقية فشلت في الحصول على منصب رئيس الوزراء في بغداد ، او ان "اسامة النجيفي" لم يتسنم منصباً سيادياً في الحكومة المُقبلة ، فان الحدباء او "عراقيون" سوف يعودون الى التشدد وربما أكثر من السابق تجاه " المتآخية " وبالتالي تجاه المناطق المتنازع عليها . - أرى ان العامل الاقليمي له دورٌ مهم في عرقلة التفاهم بين الكرد والعرب والتركمان في كل من كركوك والموصل . ولاسيما تركيا وسوريا ، فكلما ظهرتْ بوادر مُشجعة لحل الازمة بين هذه المكونات ، تفتعل هاتين الدولتين وخاصة تركيا ، مشاكل بواسطة مؤازريها المحليين وتدفع بإتجاه التصعيد . - أعتقد ان توحيد الصف الكردي بصورةٍ اكثر جدية هي الخطوة الاولى لإيجاد حل معقول ، الى جانب إنتهاج الكرد لسياسة واقعية مرنة تأخذ بالحسبان المتغيرات على الساحة المحلية والاقليمية ، والإقتناع التدريجي بانه " لا بُدَ " من التعامل والتفاهم ومن ثم التصالح مع الشركاء الآخرين حتى الذين كانوا " أعداء " الامس !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
.. حتى يأكل الرز باللبن !
-
- المقارنة - مَصدر كل المشاكل !
-
ساعة في الفضائيات العراقية : بارقة أمل
-
محافظة دهوك : ضُعف الحِراك السياسي
-
إستقالة الساعدي ، هل بدأتْ الإنشقاقات ؟
-
حسن العَلوي يأكلُ من كَتفَين
-
ألحقيقة
-
انقذ العراق يا عمرو موسى !
-
حُكامُ الكويت يلعبونَ بالنار !
-
إنهم لايشترونَ الشعبَ بِعُقبِ سيجارة !
-
المُطلك يحلمُ بصوتٍ عالي !
-
الكونفرنس الوطني للمرأة الكردية
-
المُداهمات وترويع الاطفال والنساء
-
الحَكَم الامريكي لمباراة تشكيل الحكومة العراقية
-
حل مشاكل العراق على الطريقة البولندية !
-
إبن خالتي رسبَ !
-
زعماء آخر زمان !
-
الرياض بوابة العراق للمحيط العربي
-
اضحك مع رؤساء العراق !
-
9/4/2003 يوم ( التحريلال ) !
المزيد.....
-
ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف
...
-
صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
-
-الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت
...
-
روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم
...
-
-بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر
...
-
-حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م
...
-
تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
-
البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ
...
-
-بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض
...
-
علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|