أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - تعويضات عراقية لمواطنين أمريكيين !














المزيد.....

تعويضات عراقية لمواطنين أمريكيين !


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 12 - 14:37
المحور: كتابات ساخرة
    


في مُستهل هذا الشهر ، وقّعَتْ الحكومة العراقية إتفاقاً مع الجانب الامريكي من خلال السفارة الامريكية في بغداد ، يدفع العراق بموجبهِ حوالي " 400 " مليون دولار ، تعويضات لأمريكيين عانوا من تأثيرات نفسية خلال احتلال الكويت سنة 1991 .
- عددٌ من الامريكيين الذين كانوا متواجدين في الكويت إثناء الاحتلال ، طالبوا بتعويضات من العراق ، لأنهم " إنزعجوا " واُصيبوا ب " الإكتئاب " !.
- آخرين قالوا انهم " تّعَرقوا " لأن الجو كان حاراً في الكويت وإنقطعتْ الكهرباء ليومين ، وهذا يُنافي حقوق الانسان المُدرجة في لوائح الامم المتحدة ، ولهذا فانهم " إستاءوا " ويُطالبون بتعويضات مُجزية عن معاناتهم الرهيبة تلك !.
- آباء واُمهات الاطفال الامريكيين ، إشتكوا على العراق لأن أطفالهم خصوصاً " عانوا " من الإنتظار الطويل عند الحدود لمدة اربعة ساعات في طابور السيارات الخارجة من الكويت في ذلك الوقت . وقالوا ان أطفالهم الاعزاء شعروا ب " المَلل " و " الضجَر " ، وهذهِ مؤشرات خطيرة ربما تؤدي الى أمراض نفسية لا تُحمَدُ عُقباها !.
- النساء الامريكيات اللاتي كُنّ في الكويت إثناء عودة الفرع الى الأصل ، طالبنَ من جانبهنَ بأموال ضخمة مِنْ جراء " العذاب " الكبير الذي عانَينَ منه في تلك الايام التي لا تُنسى . حيث لم تكن هناك صالونات تجميل مفتوحة ، ولا نوادي ترفيه ، ولا قاعات رقص ولا حتى رياضة او مشروبات . وكانت فوق ذلك تُسمع أحياناً أصوات إنفجارات وإطلاقات نارية مُزعجة . لكل هذه الاسباب فان النساء الامريكيات شَعَرْنَ ب " تهميش " وطالبْنَ بملايين الدولارات كتعويض !.
.......................................................
هذه الفقرات أعلاه ليست مُبالغة او دُعابة او نُكتة ، بل ان " الأصدقاء " الامريكان كانوا "مُرتاحين" للإتفاق مع الجانب العراقي لدفع التعويضات الى المواطنين الامريكيين وغلق هذا المَلف ، وكان الجانب العراقي الذي وّقعَ ، مُرتاحاً أيضاً ! ولكني لا أعرف ماهية راحتهِ ورضاءه ؟ مئات الملايين من دولارات الشعب العراقي المغبون ستُدفع لمواطنين أمريكيين بطرانين كانوا متواجدين في 1991 في الكويت ، لحماقةٍ قامَ بها النظام السابق المقبور ولا دَخلَ ولا ذنبَ للشعب العراقي في ذلك . هذه التعويضات ليست لعوائل قتلى أمريكيين أو اصحاب شركات تعطلتْ او تأذتْ أعمالهم ومشاريعهم ، بل هي [ ويا للسُخرية ] ، عن تأثيرات نفسية سلبية اُصيبوا بها مثل : القلَق ، الإنزعاج ، الإحباط ، المَلل ، الضَجر ، الحَر ، الغُبار ...!!
يا للمَهزَلة ... الكويتيون والفلسطينيون واللبنانيون والهنود والامريكيون وووو ...الخ ، يُطالبون بتعويضات كبيرة لأنهم اُصيبوا بأمراض نفسية جراء إحتلال الكويت . وكأن " الشعب " العراقي بخَيارهِ الحُر،هو الذي قام بغزو الكويت ، وكأن نظام صدام ما زال قائماً ويجب ان يدفع الثمن .
أتحدى ان يكون شعبٌ " بكاملهِ " عانى من التأثيرات النفسية والعصبية مثل الشعب العراقي ، خلال الخمسين سنة الماضية . مَنْ مِنَا لا يُقاسي حتى اليوم من مُخلفات ، ليس إحتلال الكويت فقط ، بل من الحروب الداخلية منذ بداية الستينيات ، وعُنف وقمع الحكومات المتعاقبة وحرب ايران وفترة العقوبات ، وفاشية النظام البعثي المُجرم من 1963- 2003 ، واخيراً الاحتلال الامريكي ؟ مَنْ مِنَا ومن أطفالنا سواء الذين في داخل العراق او في الخارج ، لا يُعاني من جُملةٍ من الامراض النفسية والذهنية ، من جراء عقودٍ من الحكم القاسي المُجرم الأرعن ؟ ألم يحن الوقت لكي نُنصف أنفسنا ، لكي نُقنع الآخرين بإنصافنا ؟ ألسنا بشراً من حقنا ان [ نُعّوَضَ ] مثلنا مثل غيرنا ؟ أسنظل ندفع من أموالنا لكل مَن هّبَ ودب ، من المُتاجرين بحاضر ومستقبل الشعب العراقي ؟!



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحديد يوم العيد والسياسيين العراقيين
- ألقَس بن لادن والشيخ تيري جونز !
- ألقاب ودَلالات !
- هل تعرف أمثال هؤلاء ؟
- متى سيقوم مجلس محافظة دهوك بدورهِ ؟
- تَحيا العَدالة !
- - إنتهاء مفعول - أحمد الجلبي !
- حكومة الكترونية أم بشَرِية ؟
- هذا الرَجُل !
- جوانب شوارعنا السياحية مزابل ومكبات للنفايات !
- أللهمَ اقتل مؤسس حزب شاس الاسرائيلي !
- مقطعٌ من اللوحة السياسية العراقية
- رمضانٌ - مبارك - وعيدٌ - سعيد -
- الانتخابات الاسترالية و انتخاباتنا
- هل سيرى إقليم كردستان تركيا النور ؟
- الارهابيون يستحصلون خمسة ملايين دولار شهرياً من الموصل وحدها ...
- مقاطعة البضائع التركية الايرانية ... نكتة
- أطفال العراق وثقافة الاسلام السياسي
- تخبُط قائمة الإئتلاف الوطني
- كمْ نسبة الصائمين الحقيقيين ؟


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - تعويضات عراقية لمواطنين أمريكيين !