|
تَحيا العَدالة !
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3116 - 2010 / 9 / 5 - 10:38
المحور:
كتابات ساخرة
كانتْ محكمة جنايات الرصافة قد أصدرتْ قبل أشهر ، قراراً بتبرئة السيد وزير التجارة العراقي السابق " عبد الفلاح السوداني " ، من جميع التُهَم المنسوبة اليهِ . إلا ان جهاتٍ عديدة من ضمنها السيد " صباح الساعدي " رئيس لجنة النزاهة في مجلس النواب السابق ، قدمتْ الى ( محكمة تمييز العراق الاتحادية ) طعناً بقرار التبرئة الصادر من محكمة جنايات الرصافة . وبعد تمحيصٍ ودراسةٍ مستفيضة قررت محكمة تمييز العراق الاتحادية يوم الخميس 2/9/2010 المصادقة على قرار محكمة جنايات الرصافة ورفض الطعونات المُقدمة ضدهُ ، وأكدتْ براءة الوزير السابق من كل التُهم الموجهة اليه ، براءة الذئب العتيد من دم المرحوم يوسف !. - ظهَرَ جلياً انه لم يكن يوجد أي فساد ومن اي نوع في وزارة التجارة الموقَرة ، وان كل الاحاديث والضجة حول ذلك ، لم تكن سوى إشاعات مُغرِضة ودعايات كاذبة ، الهدف منها تشويه سُمعة الوزير المؤمن ، طاهر اللسان واليد والرِجِل !. - ثبتَ لمحكمة التمييز ، ان كافة العقود التي أبرمَتْها وزارة التجارة خلال اربعة سنوات من عمر الحكومة ، كانتْ اصولية وقانونية ولا تَخُّرُ منها قطرة ماء . صحيح ان بعض الجهات المُصَدِرة للمواد الغذائية الى العراق ، لم تكن رصينة كثيراً ، وصحيحُ ايضاً ان الاسعار أحياناً كانت أعلى من اسعار السوق العالمي ، وصحيح ان قسم من المواد الغذائية كانتْ من نوعيات متدنية الجودة ، ولكن هذه هي طبيعة التجارة في كل مكان ... انها ربحٌ وخسارة ، تسويقٌ وشطارة !. - يبدو ان الجهات الحاقدة ، التي حاولت إلصاق تهمة الفساد الاداري وإستغلال المنصب والمحاباة ، بالسيد عبد الفلاح السوداني ، لم تستوعب الآيات والاحاديث الشريفة ، التي تتحدث عن صلة القُربى ، وعن الأقربين الذين هُم أوْلى بالمعروف . ماذا فعلَ السيد الوزير ؟ انه فقط جعل من أخَوَيهِ ساعدَيهِ في الوزارة ، احدهما الساعد الايمن والآخر الأيسر . كانا فقط يُشرفان على العقود الكبيرة " وفي وزارة التجارة كل العقود كبيرة وضخمة " ، ويستلمان المقسوم من العمولات والنسب المئوية . وهل في ذلك شيء بالله عليكم ؟ الكل يفعلون ذلك في كل الوزارات !. - ثم ان تعويد الناس على الإتكال على الحكومة في توفير الارزاق ، ظاهرة سلبية كما أثبتتْ الدراسات ، وعلى هذا الأساس لم تكن وزارة التجارة ولا السيد الوزير ، مُهتمين بصورةٍ جدية بتوفير كل فقرات البطاقة التموينية ، فإذا قّدمتَ الطحين والرز والبرغل والزيت والصابون والعدس والفاصوليا والحليب والسكر والشاي الى المواطن في بداية كل شهر وحسب المواعيد المُقرَرَة وبكميات معقولة تكفيهِ لشهرٍ كامل ، فلن يبقى عندهُ دافعٌ للعمل ، بل سيفضل الخمول والكسل لأن أرزاقه مضمونة ، وبهذا الشكل لن يتطور المجتمع ولن يتقدم . في الحقيقة يجب تقديم الشُكر لوزير التجارة عبد الفلاح السوداني وإدارته ، لأنها عالجتْ مُسبَقاً هذا الموضوع وشعرتْ بخطورة الأمر على المجتمع والدولة ، فبادرتْ منذ البداية وحتى إستقالتهِ ، الى توزيع كميات يسيرة من المواد الغذائية وبنوعيات رديئة وبفترات متباعدة متقطعة ، بحيث أجبرتْ المواطن على البحث عن عمل او عَمَلَين حتى يستطيع توفير لقمة الخبز لعائلتهِ ، وبهذه الطريقة الفَذّة اصبح المجتمع العراقي نشيطاً مُنتجاً . لهذه الإعتبارات أسقطتْ محكمة التمييز كُل التُهم عن السيد الوزير !. - وزارة الخارجية السودانية أصدرتْ بياناً ، مؤيداً لقرار محكمة تمييز العراق الاتحادية ، وذكرتْ قائلةً : منذ البداية قُلنا انه ليس من المعقول ان يكون السيد " عبد الفلاح " فاسداً في الوقت الذي لقبهُ ( سوداني ) !!.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- إنتهاء مفعول - أحمد الجلبي !
-
حكومة الكترونية أم بشَرِية ؟
-
هذا الرَجُل !
-
جوانب شوارعنا السياحية مزابل ومكبات للنفايات !
-
أللهمَ اقتل مؤسس حزب شاس الاسرائيلي !
-
مقطعٌ من اللوحة السياسية العراقية
-
رمضانٌ - مبارك - وعيدٌ - سعيد -
-
الانتخابات الاسترالية و انتخاباتنا
-
هل سيرى إقليم كردستان تركيا النور ؟
-
الارهابيون يستحصلون خمسة ملايين دولار شهرياً من الموصل وحدها
...
-
مقاطعة البضائع التركية الايرانية ... نكتة
-
أطفال العراق وثقافة الاسلام السياسي
-
تخبُط قائمة الإئتلاف الوطني
-
كمْ نسبة الصائمين الحقيقيين ؟
-
حكومة المالكي وموت السيد المسيح
-
غزارة في - الموارد - وسوء في التوزيع
-
فساد ولا عدالة توزيع الثروات
-
دُعاء بمناسبة حلول شهر رمضان
-
اسطورة جسر - دلال - في زاخو
-
حمار بيك !
المزيد.....
-
نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم
...
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
-
-من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
-
فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
-
باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح
...
-
مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل
...
-
لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش
...
-
مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|