امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3121 - 2010 / 9 / 10 - 17:25
المحور:
كتابات ساخرة
ما الفرق بين " بن لادن " و " تيري جونز " ؟ الأول إرهابي يعمل تحت الأرض وهو مُختفٍ عن الأنظار ، بين افغانستان وباكستان ، مُطاردٌ مِنْ قِبَل شرطي العالم المتمثل بالولايات المتحدة الامريكية ، والثاني إرهابي يعمل تحت الأضواء في إحدى بلدات فلوريدا ، مَحمِيٌ مِنْ قِبَل النظام الديمقراطي العالمي المتمثل بالولايات المتحدة الامريكية .!
السؤال هو : هل القضاء على " بن لادن " مُهمةٌ مستحيلة ، إذا أرادتْ ذلك أمريكا ؟ لا أعتقد ذلك . ولكنها أي الولايات المتحدة الامريكية ، لا تُريد ( قتل ) بن لادن ، بل انها لا تسمح للآخرين بقتلهِ . السؤال الآخر : هل من الطبيعي ان ينمو ويترعرع شخصٌ مثل " تيري جونز " وسط بيئة " الديمقراطية " الامريكية ؟ هذه الديمقراطية التي " لا تتحمل " وجود تنظيم نقابي عمالي فاعل ؟ أو حزبٍ يساري مُناهض للرأسمالية المتوحشة ؟ فمنذ أكثر من ستين سنة ، أصبحَ التضييق الى درجة الخنق والمحاربة السافرة ، ضد كُل حركة جماهيرية او نقابية مناوئة للنظام الرأسمالي ، أصبحَ سِمةً بارزة لسياسة الادارات الامريكية المتعاقبة سواء كانت جمهورية او ديمقراطية ، بينما يُفسَح المجال واسعاً أمام نمو بذرةٍ فاسدة مثل تيري جونز بكل عنصريته تطرفهِ ، تحت يافطة الحريات الدينية والديمقراطية .
الولايات المتحدة الامريكية لكي تنتعش ، وتستمر سيطرتها على العالم ، بحاجةٍ ماسّة الى وَجْهَي الإرهاب : الإمام بن لادن ، والقَس تيري جونز ، او القس بن لادن والإمام تيري جونز .. لا فرقَ يُذكَر !. فبدونهما لن تستطيع الولايات المتحدة الامريكية ومن وراءها الغرب بصورةٍ عامة والشركات متعددة ومتعدية الجنسيات ، لن تستطيع إيجاد الذرائع والحجج في التدخل العسكري والاقتصادي الفَظ في كل بقاع الدُنيا .
مسرحية " تيري جونز " الفجّة والتي تتلاعب بعقول البُسطاء والسُذَج من المُسلمين [ وما أكثرهم ] ، والتي تُخاطب المناطق البدائية في عقولهم [ وما أوسعها ] ، والتي تُلهي شعوبنا النايمة أصلاً ، تلهيها عن كافة القضايا الهامة والحيوية التي لها علاقة بحاضرها ومستقبلها ، وتُوَجِهها الى أمورٍ ثانوية لاجدوى من وراءها ولا طائلَ من تحتها !.
الأجدى تجاهل الأمر بِرِمتهِ ، فكلما إزداد الإهتمام بهِ وتركيز الأضواء عليهِ ، تكون الغايات الخبيثة للقائمين بهِ والمُخططين له ، قد تحَققتْ !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟