امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3118 - 2010 / 9 / 7 - 07:50
المحور:
كتابات ساخرة
أعرفُ واحداً كان رفيقاً بعثياً مُتحمِساً ، ويخرج أحياناً مع مفارز " الرِفاق " لإقتناص مَنْ يَقع بين أيديهم لِسَوقهِ كالماشية الى قواطع الجيش الشعبي ، وطالما أجبرَ الكثيرين على " التبرع " للمجهود الحربي ، او لإعمار الفاو أو لإقامة تمثالٍ للقائد الضرورة !. نفسُ هذا الشخص اليوم ، مرفوع الرأس ، مُقّدَر ، عضوٌ في حزبٍ متنفِذ ، أمورهُ ماشية وطرُقَهُ سالكة ... هل تعرف أنتَ عزيزي القاريء شخصاً مثل هذا ؟!
أعرفُ آخَر ، كان كاتبَ تقارير ، عميلاً للأمن ، تقاريره سواءً كانت كيدية ام لا ، فهي كسرتْ الكثير من الرِقاب خلال العهد المُباد ، وأرسلتْ العديد من الأبرياء الى المحاكم الصورية والتعذيب والسجون ، كان أمثالي يبذلون أقصى الجهد لتفاديهِ والإبتعاد عن شّرِهِ وخطر تقاريرهِ ، ... هو اليوم أحد أبرز العناصر في إحدى الجهات الأمنية في العراق الجديد .. بالنسبةِ لهُ لم يتغير الشيء الكثير ، بالأمس كان يُلاحق الناس ويكسر رِقابهم ، واليوم ايضاً مع بعض التغييرات البسيطة يفعلُ نفس الشيء . وياللغرابة ... ما زلتُ أتفاداهُ وأخافُ منه !!.
أعرف شخصاً " غوغائياً " ، وَفّقهُ الله في الحواسم وحصل على الشيء الفلاني ، ثم سرق العديد من السيارات الحكومية وغيرها خلال الايام الاولى من التغيير وباعها الى سماسرة دول الجوار بأسعار بخسة ، وساهم مع آخرين في نفس الفترة ، في نهب اموال وذّهب أحد المصارف وتقاسموها فيما بينهم ..اي كان صاحبنا " مشغولاً " في تلك الفترة ولا يستطيع ان يحك رأسهُ ! . أي بالمُجمَل فأن كُل أموالهِ [ حلال ] ... والدليل على ذلك ، انه اليوم أحد الأثرياء الذين يُشار لهم بالبنان وعماراته وأراضيه ومحلاته ونفوذه وكلمتهُ المسموعة وعلاقاته الواسعة ... كلها تُثبت انهُ الصَح ، وصعلوكٌ مثلي عندما يقول بان هذا الشخص حرامي .. خطأ !!.
أعرف شخصاُ ، مؤمناً ... ليسَ بالله ، بل مؤمناً بأن الأفكار والمباديء والقِيَم ، مثلها مِثل الملابس الداخلية أثناء السفر بدون حقيبة ، فإذا إتسَخَتْ نتيجة الضراط ، فما عليكَ إلا ان ترميها وتلبس غيرها ! . هذا الرجُل الحربائي المتلون ، ذو الخبرات الفكرية المتعددة وذو المواقف المتناقضة بين زمنٍ وآخر ، مطلوبٌ في كُل الازمان ، مرغوبٌ في كل المواسم ، مرموقٌ اينما كان ... هذا الرجُل لّمَحَ لي قبل أيام : أن أنتمي ... إذا أردتُ أن تتعدل اموري !!.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟