أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد علي - قصة قصيرة: خيمة من الكارتون














المزيد.....

قصة قصيرة: خيمة من الكارتون


رغد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3114 - 2010 / 9 / 3 - 06:47
المحور: الادب والفن
    




كل يوم أمر بنفس الطريق أراها، وهي المتقادمة بالعمرأهلكها الزمن ، تلتف بعباءتها العراقية ألممزقة المتربة ، لا تقف الا في منتصف الطريق تماماً ، تحت شمس تموز الحارقة في بغداد، بغداد التي لا تشبع من الاشتعال، وهي مشغولة ترتب لُعب الأطفال بعناية وذوق ، هذة دمية على شكل عروس ترتدى أجمل الثياب تتحرك على أنغام الموسيقي برشاقة ، وتلك دمية قرد يرقص ويصفق، وأخرى لدب يدق على الطبل، وتلك وردات تحملها عرائس جميلة أنيقة ،والأجمل ذاك العصفور الفارد جناحيه وهو يهز رأسه طرباً ، العابها توزع بريق الأحلام مجاناً على المارة المتعبين ، حتى صارت تلك العجوز ملونة أمام ناظريّ بألوان قوس قزح، من يصدق هناك قوس قزح يرقص في شارع ما ببغداد ، فيمنح الشارع كله جمالاً يقاوم قباحته متحديا تلك الكتل الكونكريتية ، ضحكة خفية تخرج يومياً منى رغماً عن الزمن ، فالزمن معها خارج عن كل توقيت ، ودونها لا تخف وطأته وهو يسحق هاماتنا ،و لُعب هذه العجوز تفرض عليك البسمة عنوة مهما عبس بوجهك الوطن ، كان منظرها يثير فيّ خليطاً عجينته لا تتماسك ، تماما كما لا يتماسك أي شىء في بغداد اليوم، لست أميز تماماً اي شىء بالتحديد يثيرني فيها؟؟.. ، وفي مرة ازدات ابتسامتى اتساعا حين وجدتها قد صنعت لنفسها خيمة من الكارتون لتجلس تحتها، فان أقبلت العربات وقفت وحملت هذه اللعبة أو تلك، تلعب بها بأصابعها المنكمشة المجعدة ،تحركها ضد التيار،ولا تتوقف حتى لو دوى انفجار،مبتسمة برضى وقناعة تامة، شيخوختها تحمل براءة الاطفال وهى تشع بريقا من عينيها ، حتى باتت هي و لُعبها جزءاً من معالم طريقي اليومي، فأعود وأنا أفكر فيها ...وما زلت أفكر.. فقد مر شهران ولم أعد ارى خيمة الكارتون ، سألت عنها لم ينجدني أحد ، اختفت كل الخيمة ومحتوياتها... واختفت معها ألوان قوس قزح من طريقي.، ولم تبق الا الكتل الكونكريتية ..



#رغد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة: اسمعني لا جدوى
- قصة قصيرة: لعنة متوارثة
- قصة قصيرة جدا : رصاصة لم تصيب
- قصة قصيرة: عدالة قبيحة
- قصة قصيرة جدا -:تجربة علمية
- قصة قصيرة جدا: بقايا ريش
- انا والاوزة وفنجان قهوة كويتية - قصة قصيرة
- ولادة أم جنون ؟!
- قصة قصيرة
- لماذا لا يفعلها الحجر؟
- قصص قصيرة جدا
- كذبة اللحظة المتألقة - قصة قصيرة
- دعوة البلورة الفضية - قصة قصيرة
- العراق هو الرواية التي تحتاج النقد البناء
- تلك قضيتنا
- الهاتف
- انا وعرافتي والايقاع
- حقيبة سفر وحفنة ذكريات
- الي ابي وامي والذكري
- الي أمي وأبي والذكري


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد علي - قصة قصيرة: خيمة من الكارتون