أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد علي - انا والاوزة وفنجان قهوة كويتية - قصة قصيرة














المزيد.....

انا والاوزة وفنجان قهوة كويتية - قصة قصيرة


رغد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2971 - 2010 / 4 / 10 - 01:54
المحور: الادب والفن
    


أنا والاوزة وفنجان قهوة كويتية
*د. رغد علي

**اهداء: الى الصديقة العزيزة الشاعرة الكويتية سعدية مفرح ردا على سؤالها لى: ان كانت قد كبرت الصغيرة؟؟

التقيتها .. صديقتي العتيقة جدا .., عتق تخمر فيه نصف حجم الايام بعمري.
اجتمعنا صدفة بعد اكثر من عشرين عاما من البعاد ، لشدة بهجتي لم اعرف كيف ألم الفرحة التي تبعثرت بكل اجزائي فاربكتني ، صديقتي لابد وأن تراني كلي ، لا جزءا مني !! كي يتكامل بيننا الحوار، ولكم قطع تواصل الحوارانكسارات الاجزاء.....
ها هي تقبل علي تلتف بعباءتها الجميلة , وما ان تحدثت حتى التقطت اذني نفس البحة التي عهدتها فيها منذ زمن .. كانت تتحدث فعزفت لكنتها باذني لحنا اعرفه تماما ، لحن نشأت عليه : وطنى الكويت سلمت للمجد .. وعلي جبينك طالع السعد ...شعرت بالبريق الطفولي يشع مني....ولمحت علم الكويت يرفرف بساحة مدرستي الابتدائية ***بحولي !!!، ووجدتني اقف بجدائلي مع شريط معلق برقبتي فيه مفتاح بيتي ، فالأطفال أحيانا يفقدون المفاتيح..
انها ترحب بي ..تغرق عيناي ببحر مالح ....ياللهفة شبابي الاول.. ياكلمة الحرف والنقاء .عمرالسلام بالامس ودعني يعود اليوم كله ليلقاني...كم تدفأت من البعيد بسطوع نجمها، فأباهى الاخرين انها صديقتي ، وها هي لم تنس ، ولم تتغير ابتسامتها ، فما زال بموقعه ذلك السن الظاهر ، كأنه يريد أن يفرض وجودها عليك ، حتى لو أنكرتها !!،
القت علي بعضا من قصائدها وهي تتمشى معي مشية الاوزة ..بطيئة متثاقلة .. مثقلة بما يحمله شهيقها وزفيرها ... جمال حزن فيها يزيد وقارها وقارا ..ويلبسها بريقا خلابا , يلتصق فيها لا تعرف أن تنزعه .... وبعض الحزن عندي شوق جميل..لا تكتشفه الا عند اللقاء أمام مبنى جامعة الكويت!!
أشارت هي بيدها حيث كنا نلتقي، سألتني : هل كبرت ايتها الصغيرة ؟؟!، لست ادرى أيتها الصديقة!،أخبريني انت وهذي اوراق ميلادي و شهاداتي ،كان درسي الأول(مع حمد قلم) هذه أنا !! لكني لا اعرف حجمي !!، من يقدر ان يلغي أصداء ضحكاتي طفولتي ، هي ملكي لوحدي !!!
حاولت هي ان تهدئ من حيرتي ، فعادت تلقى الباقي مما عندها ، فاحت من كلماتها رائحة البخور ودهن العود ، لست ادرى ما الذي اعتراني تمنيت لو استطيع احتضان رذاذ تلك الرائحة ، ففيها حسرة امي قبل الوداع ، وفيها كبرياء ابي عند الرحيل ... ...حسرة وكبرياء حملت زمن مضي و ترك ظله ورائي ، زمن جميل نحت علي بصمته منذ الصغر، العوامل الطبيعية للتعري كلها لم تفلح للتأثير على منحوتي، شجرة جذورها قوية امتدت جذوعها لكل مكان ، ويبقي سر القها في عمق الجذور...هناك هناك....و من يمتلك اصدقاء متميزين بالصلابة لابد وان يتميز هو ايضا !!! تماما كما تتميز التماثيل العظيمة في روما بدقة وبراعة النحت الذي يبقي شاهدا على مجريات التاريخ......وهذا المنحوت بداخلي جزء من تاريخي وتاريخها أيضا ..!! شاهد يختصر كل القضية.!
وقفت صديقتي ثم قدمت الى القهوة العربية المميزة ، شعرت بطيب مذاقها في دهاليز روحي ، تغلغل مذاقها بأعماقي .كل قهوة عربية مرة ..الا القهوة الكويتية ...انها تفوح برائحة الهيل والزعفران ...كل قهوة عربية سوداء الا القهوة الكويتية انها تميل للاخضرار...لا سواد في قلبها ولا حقد....انما نبتة نشأت على ملوحة البحرفي الواجه البحرية مغروسة عميقا بارضي منذ الصغر، أي قوة تقتلعها وقد نمت لشجرة ؟!...فكرت لحظتها كيف أشرح للقهوة اضطراب افكاري هذه و حنيني؟ علها تبادلني الشعور!!،لعل القهوة تفصح وتكف عن صمتها !!
هل ساحدث صديقتي عن جنوني هذا ؟ ؟ ما زلت حائرة والفنجان يرتجف بين اصابعي .انظر اليها ...باي اللغات اقول لهذه القهوة أنني افتقدتك كثيرا ؟؟
بأي اللغات أقول لها حلمت فيك كثيرا كثيرا؟، كيف يصبوك للضيوف بالديوانيات وكيف تشاركيهم الافراح يوم 25 و26 فبراير؟؟ هل ستفهمني القهوة؟؟....اكثر من عشرين عاما وأنا أتبع رائحتها ولا التقيها أبدا...، ولكم تذوقت انواعا عديدة من القهوة فلم يطب لي أي مذاق !!
اليوم القهوة الكويتية في الفنجان بين اصابعي ومع صديقتي .... ساشرب الكثيرمن هذه القهوة ليشفي خاطري، ويهدأ حنقي على زمن يسلبون فيه الحقوق ، حقها هي ، وحقي انا أيضا !!!!
اولا يرون موقعها اليوم ؟؟ أولا يشعرون بوفائها وعطائها ؟ أولايحرك فيهم شيئا استقبالها هذا لي وهي تقدم القهوة ؟؟!!
ثم .. .....أولا يبصرون نقائي وحنيني، ليدققوا فيه حقا ..ولتقاضينا القهوة الكويتية أنا وهي سنرضى بحكمها !!!؟؟
لماذا ؟؟؟ يصادرون منها حق ملكية الجواز؟؟ ، ولماذا يصادرون مني حق صلاحية الجواز ؟؟؟
**** "اريد جواز سفر صالح لكل المطارات "
جاءت عبارتها على جرحى ونزفي والمي، فنتيجة القضية لكلينا واحدة ، حكم القاضى علينا بالغياب المتناهي ..وان تباينت جدا جدا المرافعات ...!
هى لا تملك حق ملكية الجواز , وأنا أملك الجواز ولا حق لي بالكرامة باي مطار من المطارات، فجوازي كرامته غير صالحة للاستعمال ..!! ، اذن كيف نجتمع ؟؟!
ضحكت هي علي سلسبيل أفكاري وتمرد طفولتي وبقيت أنا أتمشي مع هذه الاوزة الكويتية ، .. .حكينا كثيرا كثيرا.. لم استطع ان أتركها ، اولا يكفيهم زمن فراقي لها ؟؟
وحين شارفت على الصفحات الاخيرة من ديوانها " مشية الاوزة " وسالت نفسي : ترى هل سنحمل يوما يا سعدية انا وانت جواز سفر يمكننا من اللقاء في مطارالعمر الجميل ؟؟!!
كم منزل يألفه الفتى ويبقى حنينه لأول منزل



-----------------------------------------------------------------------------------------

* الكاتبة عراقية نشأت وترعرعت بالكويت
** سعدية مفرح شاعرة الكويت الاولى ، من فئة البدون جنسية لا تحمل جواز سفر
*** مدرسة حولى الابتدائية للبنات مدرسة الابتدائية للكاتبة بالكويت
**** بيت شعر من ديوان الشاعرة سعدية مفرح مشية الاوزة من قصيدة تواضعت احلامي



#رغد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولادة أم جنون ؟!
- قصة قصيرة
- لماذا لا يفعلها الحجر؟
- قصص قصيرة جدا
- كذبة اللحظة المتألقة - قصة قصيرة
- دعوة البلورة الفضية - قصة قصيرة
- العراق هو الرواية التي تحتاج النقد البناء
- تلك قضيتنا
- الهاتف
- انا وعرافتي والايقاع
- حقيبة سفر وحفنة ذكريات
- الي ابي وامي والذكري
- الي أمي وأبي والذكري
- أحلم بأمرأة تقلب المعادلة
- أم وطفل مشاكس
- مدينة من دم لا نار - اهداء للاستاذ لطفي حداد
- انتخبناكم ليستمر البث لا لينقطع
- اخفاق المراة العراقية
- كفتا الميزان ...السلطة ...الشعب
- لكم مسؤولون يا امة محمد


المزيد.....




- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- يجتمعان في فيلم -Avengers: Doomsday-.. روبرت داوني جونيور يش ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد علي - انا والاوزة وفنجان قهوة كويتية - قصة قصيرة