أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رغد علي - العراق هو الرواية التي تحتاج النقد البناء














المزيد.....

العراق هو الرواية التي تحتاج النقد البناء


رغد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2390 - 2008 / 8 / 31 - 07:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" يفترض بالنقد الثقافي والعلمي ان ينشط بكل فروعه وجوانبه ليقوم بدوره الفاعل وبدونه لن يكون للاصلاح اي وتد راسخ بالارض "
قرأت مؤخرا رواية جبرا ابراهيم جبرا "البحث عن وليد مسعود" , فشعرت بالنفورمنها , ولست أدري لم؟؟ ربما من شخصيات الرواية المعقدة التركيب , ومنها البطل نفسه ؟؟, لكنني أرغمت نفسي علي متابعتها للصفحة الاخيرة , لما تضمنته من أبعاد فكرية وفلسفية عميقة , وحين انتهيت منها شعرت بمدي حاجتي لمن يبصرني بالحقيقة التي لم أرها ,فهل كان نفوري من ابطال الرواية هدفا أراد الكاتب توصيله الي؟؟ لأضيع بين ضياع وانكسارات تلك الشخصيات , أم انني لم أفهم فحوى الرواية من الأساس, لعدم الانسجام الفكري بيني وبين شخوصها ,تعددت الاحتمالات لكنني وصلت لنتيجة واحده , وهي قناعتي العميقه بأهمية النقد لنبصر ما لا نبصره, ولنفهم الأبعاد والأعماق أكثر, فنكتشف أغوار انفسنا من خلال الاخرين, سواء كان الاخربطلا برواية أم حقيقة واقعة.

كيف يكون الحال لو تعلق الأمر ببلد انهارت فيه كل البني التحتية يعاني فيه الفرد من الكثيرمن المتغيرات الحالية والافرازات السابقة؟ ,بامكاننا رص الأحجار ليرتفع البناء سريعا , لكن بناء الانسان الواعي كم يستغرق من زمن ؟؟ , لا أظنني أبالغ لو قلت لاأعتقد بوجود بلد ما علي خارطة الوجود غني بالشىء ونقيضه مثل العراق ,وواقع مر نتعايش معه يوميا , يصبح جزءا من حياتنا ,نتصوره أمرا عاديا وطبيعيا جدا , تماما مثل حالة انقطاع الكهرباء,اعتدنا عليها جعلت الصورة معكوسة , لأن وجود الكهرباء اليوم هو الامرالغير طبيعي!! وغيرهذا كثير فالتعود علي الالم يجعلك تفقد الاحساس بالألم نفسه ! , نحتاج هنا الي وقفه ننتقد حالنا فيها لنعرف الي اي درجه من الخراب الانساني والروحي وصلت له الشخصية العراقية .

الاعمار الحقيقي القوي لابد وان يشيد على دعائم علمية صحيحة, لا يمكن ان يكون ما لم نواجه مواقع الخلل بالموجود حاليا ,بجرأة وصراحه و شفافية, وروح الرغبة بالاصلاح للتطور نحو الاحسن, لن ننجح بهذا ما لم نسلك اليوم مسلك الناقد لكل ما حولنا , تماما مثل مسلك الناقد الذي يكشف لنا مواضع الخلل والضعف والقوة باي رواية, لهدف فهم ابعادها , وليس مثل العراق رواية تستحق النقد البناء لنفهم ما لا نفهمه ,فالعراق هو الرواية التي تمس الانسان العراقي و تتعدد فصولها , لكل فصل أكثر من باب , ففصل التربية والتعليم وفصل الاجتماع وفصل العلوم وفصل السياسة وفصل الصحة وفصل الثقافة والاداب وفصل الاقتصاد والى اخره من الفصول التي تنقسم كل منها لأبواب متفرعه, وهنا نحتاج للمختصين بكل فصل ليقوموا بعملية النقد الموضوعي لغاية الاصلاح والبناء, فكل هذه الفصول تعتبر مؤثرات بالتكوين النفسي والواقع الاجتماعي العراقي.

النقد البناء لا يهدف الاساءه لأحد انما يكون بنية الاصلاح للتعديل , وعلي كل مثقف أن يعتاد علي ممارسته ,ويتقبله , بعيدا عن روح المجاملات والحسابات الفردية , علينا ان نكون علميين وموضوعيين , فلو قال لي صديق بانني لم استوعب رواية ابراهيم جبرا التي أشرت اليها من المفروض ألا يثير ذلك غضبي وسخطي , قدرما يثير فضولي لأعرف ما الذي لم افهمه لاتعلم فأطور نفسي , فاذا ما قرات رواية أخرى بنفس النمط استفدت من تجربتي السابقة ,الغرض من هذا ان التجربة لا يمكن ان تتكامل ما لم تتواجد هناك عيون علمية ناقدة تفحص الامور تحت المجهر,تحلل وتفسرلتجعل الاخرين يبصرون ببصر جديد, تضيف لهم ولا تنتقص منهم , هكذا يتطور الانسان باي ميدان حين يملك الرغبة بتطوير ذاته أولا , السؤال هنا هل لدينا الرغبة الحقيقية للتطور؟.

مثلا اذا كان الدكتور المرحوم الاستاذ علي الوردي قد تحدث سابقا عن ازدواجية المجتمع العراقي بوقت وزمن معين بالتاريخ العراقي, فانني افترض بعلماء الاجتماع العراقيين اليوم ان يكشفوا لنا عن عقد وامور جديدة ظهرت بالمجتمع العراقي مؤخرا ,شخصيا اعتقد بان العراقي اكتسب حاليا السلبية العميقة وصارت جزءا من تكوينه النفسي , بل انها أشد من الازدواجية , وعلينا الكشف عن هذه الظواهرلنعالجها ,ليعود العراقي شخصا معافا, يقوم بدوره الطبيعي بالمجتمع,لكن كيف يعالج الطبيب ما لم يكشف الداء ويشخص مدي عمقه علميا , ولعل هناك اموراشد قسوة لو كشف لنا عالم الاجتماع عليها لظهر لنا العجب العجاب , ومثلها امورا عجيبة اخري بكل فصول الرواية العراقية والميادين الحياتية لكننا لا نشعر بها بحكم التعود .

السؤال الأخر:هل توقف عطاء النقد البناء والبحث العلمي الاكاديمي والاجتماعي والثقافي بالعراق بوقت نحن بامس الحاجه لامثال تلك البحوث؟؟, هنالك الكثير من الامورالتي تحتاج ان يضع المختصون ايديهم عليها بطريقة علمية وموضوعية بحتة ,لنناقشها لغاية وضع حلول جذرية وحقيقة لا مخدرا مؤقتا لأوضاع هي شاذة بحقيقتها ,خصوصا وان التغيرات الحاصله بالعراق غيرت الكثير من المفاهيم وادخلت عالم الانترنت والفضائيات والنقال, ودخلنا عصر العولمة ,فطريقة تفكيراطفالنا اليوم تختلف عما كانت عليه قبل 5 سنوات ,اصيب العراقي بزلزال نفسي وفكري تنعكس اثاره علي كل تصرفاته ,فكيف السبيل لتحقيق التوازن المطلوب لروح الانسان العراقي ان لم نحقق توازنا بكافة الميادين ؟؟ , وهناك اسئلة ملحة بحاجه للبحث الحقيقي .

من الضروري ان نشجع عملية النقد البناء لكل الجوانب الثقافية والعلمية والادبية والاقتصادية والسياسية لغاية الاصلاح والبناء , يفترض بالنقد العلمي الثقافي ان ينشط بكل فروعه وجوانبه ليقوم بدوره الفاعل, وبدونه لن يكون للاصلاح اي وتد راسخ بالارض ,لعل افضل ما افعله ان ابحث عن رؤية نقدية لرواية جبرا ابراهيم جبرا لأعرف لم أثارت نفوري ,ولعلي أعيد قرأتها لاكشف الخلل بنفسي فأنتقد نفسي !



#رغد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلك قضيتنا
- الهاتف
- انا وعرافتي والايقاع
- حقيبة سفر وحفنة ذكريات
- الي ابي وامي والذكري
- الي أمي وأبي والذكري
- أحلم بأمرأة تقلب المعادلة
- أم وطفل مشاكس
- مدينة من دم لا نار - اهداء للاستاذ لطفي حداد
- انتخبناكم ليستمر البث لا لينقطع
- اخفاق المراة العراقية
- كفتا الميزان ...السلطة ...الشعب
- لكم مسؤولون يا امة محمد
- ارفعوا المصاحف بين اياديكم لا علي رماحكم
- سيدة عراقية من الطراز القيادي الاول
- صرخة من قلب بغداد
- المراة العراقية والمستقبل
- اين الراس؟
- العراقيات والاستفتاء علي الدستور
- قانون مكافحة الارهاب


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رغد علي - العراق هو الرواية التي تحتاج النقد البناء