أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد علي - الي أمي وأبي والذكري














المزيد.....

الي أمي وأبي والذكري


رغد علي

الحوار المتمدن-العدد: 1805 - 2007 / 1 / 24 - 12:04
المحور: الادب والفن
    


اهداء : الي روحيهما الطاهرة , امي وأبي

ها قد فرغت يداي من كليكما
سلمتكما واحدا تلو الاخر ...
ماذا بعد لدي ؟؟
بين أصابعي تهشمت الزجاجة
تسربل الماء مختلطا بدمي
لا شىء يعيدكما
اليوم ختمت قصتي
وأنهيت مهمتي ....

سرنا خطوة خطوة
طوال تلك الرحلة
قطعنا سوية
درب العذاب المضني
الألم المبرح
لا دواء مشافي
الا الموت المعافي

فزاعة للموت كنت أنا لكما
أعلنت الحرب علي جيوشه
وهي تتقدم لتحتل عروقكما
وضعت الف سور حولكما ...
تنبأت بموعد الألم
فان أقبل طردته .
صرعته ..
بكل طاقتي..
لأبعد شبحه عنكما
غافلني الموت
وصرعني أنا
وهو يصر علي اختياركما
مسحت بالرمق الاخير دمعتيكما
حبست صرختي بجوفي
كيلا يروع أنيني روحيكما
نهاية يعيدها معي القدر
أقدري اختارني الشاهد أم قدريكما؟؟!!

يشهد الله
ما أرهقني حملكما
فهل استسلمت وقصرت معك ياأمي ؟؟
وهل تباطأت معك يا أبي ؟؟
..هو الموت وحده أعجزني
ليخطف مني أنفاسكما
أبعد كل صولاتي وجولاتي ...
أخرج مهزومة
خالية اليدين
منكسة الرأس
دامعة العينين
أهذا كل نصيبي منكما ؟؟!!

تأملت خلفي
أرعبتني قدرتي
كيف تصلبت امام ذبولكما ؟؟؟
وواريت كل الحقائق رغم أسئلتكما
لونت بقوس قزح املا لا وجود له
واخترعت شمسا تشرق بغروبكما
سامحاني بالله عليكما
ولزيف الأمال ما أحوجني اليوم أنا

كنتما ...
كشجرة مكابرة صامتة
علي دهرها عاتبة
ترمي أوراقها ببطىء واقفة
وتركتماني بوجه الريح وحدي .. معكما.. وبدونكما

كنت
أدري وأنتما لا تدريان
أعرف مصيركما و تجهلان

تصبرت
والصبر مرار
كم حرست نبضاتكما
وحميت درب انفاسكما
ما كنت بليدة الحس والوجدان
لكني كتمت هلعي وقلقي لأسندكما
ولا أجد اليوم من يسندني بعدكما !!


اعتدت عليك يأمي غصن ريحان ... يفوح بالليل والنهار
كنت شمسا ونحن كواكب ... لتنطفىء بعدك كل الأنوار... وتتيتم الأقمار
اعتدت عليك يا ابي .. يا شيخ تميم ... اعتداد واعصار
صوت يهز كل الدار... فيه كبرياء وعز و فخار

سقطتما سقطة ما بعدها قيام
كورق الخريف .....
كلاكما بنفس الشحوب
نفس الضعف
ونفس الأصفرار

لتتوالي علي الجراحات بنفس العمق والأغوار

ياجرحا لا تلمه الايام
ولا يأخذه النسيان
هو كل حصاد عمري
فلم يطرق يوما الفرح بابي
ولا رف طائر البشري أعتابي
خذلتني أعوامي الصغيرة بتوالد الهموم والاشجان

ها قد أمنتكما ...
وبالنعش أودعتكما ...
فهل أعاتبكما ؟؟!!
أبكيكما ....
أم
أودعكما ؟؟؟!!
أتراكما
اتفقتما علي الرحيل تباعا
لابقي وحدي هنا ؟؟!!

أحقا أنتما راحلان ؟؟؟
أنا رفيقتكما !!!
لمن سأبقي هنا ؟؟!!
قضيتي انتهت .. فلماذا أنا هنا ؟؟!!

دارنا التي جمعت ما عادت دار
جدران تبكي من هجروها
تحت الثري من عمروها
بالقصص والحكايا ملؤوها
تلك اشياؤهم الصغيرة
حاجياتهم
ياللغرابة
أشتم رائحتهما بالمكان
أثارهما بكل الزوايا والأركان
الدواء علي المنضدة
فنجان قهوتك المرة .. بارد يا أبي
مذياعك ما زال يذيع الأخبار
كما تشاء ..سأغطيك بالعباءة الرمادية

زهراتك يا أمي توشحن بالسواد
منذ ان نعق الغراب
كتبك الفرنسية تملأ المكتبة
سأنفض عنها التراب

أسمع صدي ندائهما ...
أتراه موعد الدواء ؟؟ أم الطعام ؟؟ وبيدي أطعمتهما وأسقيتهما ؟؟
أم تراه موعد النوم؟؟ وعلي كتفي وسدتهما ودثرتهما حتي يغفوان ؟؟!!
أم تراه موعد الطبيب , علي الاسراع قبل الظلام ؟؟

بالامس طفلاي هنا
واليوم هناك يلتصقان
كأنهما علي موعد جديد للغرام
منذ البدء وهما عاشقان
وضعت الوردة الحمراء
لله حتي بالقبر هما متجاوران
وينوح بينهما طير الاحزان

رحل صغاري
حيث لا عودة ولا امال
لست أدري أكانا أمي وأبي
أم
ابني وابنتي
واللحظة انكسار
لم يبق الا الذكري
وصور علي الجدران ... والسلام علي اهل الدار ..



#رغد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلم بأمرأة تقلب المعادلة
- أم وطفل مشاكس
- مدينة من دم لا نار - اهداء للاستاذ لطفي حداد
- انتخبناكم ليستمر البث لا لينقطع
- اخفاق المراة العراقية
- كفتا الميزان ...السلطة ...الشعب
- لكم مسؤولون يا امة محمد
- ارفعوا المصاحف بين اياديكم لا علي رماحكم
- سيدة عراقية من الطراز القيادي الاول
- صرخة من قلب بغداد
- المراة العراقية والمستقبل
- اين الراس؟
- العراقيات والاستفتاء علي الدستور
- قانون مكافحة الارهاب
- تحليل سياسي لتحليلات الفيصل
- رسالة الي صديقة عتيقة
- حداد الكلمات
- الوثائق الرسمية التي تؤكد ان صفية السهيل سفير معتمد فوق العا ...
- بالله عليك يا كاظم الساهر
- ديمقراطية التعليم


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد علي - الي أمي وأبي والذكري