أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد علي - دعوة البلورة الفضية - قصة قصيرة














المزيد.....

دعوة البلورة الفضية - قصة قصيرة


رغد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2563 - 2009 / 2 / 20 - 03:11
المحور: الادب والفن
    



انه لا يعرفه¸لم يلتقيه يوما ,فلماذا يبحلق فيه هكذا و يخزره بحقد كبير؟؟ ,كأن بينهما ثأرعميق !! ،هذا الذي يقف أمامه يبدوغيرسوي, وان كان سليما من أي عاهه ,عيناه في مكانهما الصحيح ,كذلك كل اعضائه , مع هذا هناك نقصا ,خللا لا يبصره .

كلما أقدم هو على حركة قلده فيها الأخر,فهو يستفزه كل الاستفزاز, حتى فاضت عيناه بشرارة الغضب المتفجر, لم يعد يحتمل.. سيلقنه درسا بالاخلاق, مد قبضة يديه ،ولكمه لكمة قوية، قاضية صرعته بالحال , وجعلت المراة تتناثرأشلاء أمامه !!!

اختاركل جزء منها زاويته ليرقد فيها ,الجزء المثلث انغمس طرفه المدبب في وسط كتاب مغبر مرميا على الأرض, لا هو ينغمركلية ببطن الكتاب , ولا تحسبه خارجا عنه !, وأخرمربع منتظم الزوايا لا يظهرعليه أي أثر للجريمة الحاصله ,ولا يخطر ببالك انه قطعة من القطع , فهو هادىء قابع بركنه الخاص ,يعكس الصورالبعيدة لا علاقة له بما حصل.. , جزء حمل خدشه وهاجر أساسا من تلك الغرفه لا تعرف كيف وصل خارجها ؟، رافضا متمردا لكل ما حدث, وجزء أخر صغيرانقسم على نفسه لقطع أصغر يراها الناظر واحدة , لكنها بالحقيقة منقسمه على بعضها لقطع جد صغيرة حائرة لم تقرر مصيرها !, هل تلتم ام تتبعثر؟؟ , وقطعه تتوسط الغرفه ،تتصور بأنها ما زالت القائد الوحيد المبجل لكل تلك الاجزاء, واية قائد هذا لشعب كله متبعثر!!

تأمل صاحبنا تلك القطع المتناثره ,حاول جمعها بخياله ,فاكتشف أن هناك جزءا ناقصا لا يجده !,افترش الأرض وحاول ترتيبها , وبقي يبحث عن المفقود، ويدقق حتى سال الدم من أصابعه , فلكمة قوية الى المجتمع الواحد جعلت كل الأجزاء المنفصله عنه حادة جارحه .

بينما هو بحالته تلك , سمع صوتا عذبا يخاطبه : يا حبيبي, ان لم أكن مجتمعة متحده لن تكتمل لك صورة صحيحه, لماذا حطمتني فحطمت نفسك بي ؟, ليلحق بي ما لحق بك من التصدع والغربه ؟، كم اخترعنا نظريات لنحل هموم العالم, واكتشفنا أن الام البشرية تتكاثر، ولا دواء شافي أو مسكن لها ,ألم أيقظ فيك رهافة الحس بشقاء الأخرين ؟, ألم نكن سوية شمسا تشرق ليلا, تمنح الدفء للمحبين، بليل الفراق البارد الطويل .

أعتب عليك لأنك تركتني للعابرين,وهم يتصنعون تقليد فكرك وصوتك , لست اعرف من أين جاؤا كلهم فجاة ؟؟! , ومن هؤلاء ؟, كل يوم يأتيني عابرجديد، يمثل علي دورك، يعتقد انه سينال مني وصالا مثل وصالك ,!! لكنه مجرد عابر سبيل ،فأين هم وأين أنت ؟, أين الأصيل من الهجين ؟,
ألم امنحك أنا الألم المفكر، تبصر به مدى بشاعة هذا العالم لتصوغه ابداعا ,أنسيت بأننا كلما فاض ألمنا وحزننا سمونا وتطهرنا أكثر,أهكذا تنسحب لتبدأ رحله تشردك وضياعك بالفيافي ؟, خبر ماذا وجدت هنالك ؟ , من له مراة سحرية كمراتنا تعكس له ما بين السطور, أتذكر كم حلمنا أن نعلم البنين والبنات اسس مدينة اليوتوبيا مدينتنا الجميله ؟, جعلت أنت الحلم وأد البنات ! ونسيت أن لااتنا لا تموت أبدا .

أنا شهرزادك,جدتي عشتار, ليس من طبع المراة الصمت والكلام , جدي الاول الفراهيدي , والبحتري من أخوالي , احد فروعي يعود لرهين المحبسين ,واليوم أنتمي لسلالة الجواهري , أنا حفيدة السياب , وابنة البياتي, أمي نازك الملائكة , وجدتي صبيحة الشيخ داوود , معلمي علي الوردي , أنا العراقية حتى النخاع اتباهي بكل جذوري.

هل أنتعشت ذاكراتك بأصولي ؟؟ !!, أولا تغريك الاستفهامات المجردة لوصلي ؟ ,أنت لست ملك نفسك قدر ما انت ملكا لسلالتي.!!

من قطع شوطنا لا يمكن ان يتوقف , ومن له باعنا بالتاريخ لايضعف , غصات واشواك بجوفنا تتصارع, رصاصة الحياة باغتيالك هي شهادة تقديرك , أنا توامك الروحي أينما حللت ستجدني أتبعك مثل ظلك ..!! فقط انت تعاني من السبات الفكري , فهلا أيقظت استيقاظك دون شعار .

التفت صاحبنا حوله يريد معرفه مصدر الصوت لعله صوت حبيبته ليلي التي هجرها, هب واقفا يدورحول نفسه لا احد معه بالغرفه انه واثق ان هذا الصوت فيه ابدية تستعصي علي الموت .

جلس الي مكتبه البسيط , وارتدي نظارته السميكه , احتضن قلما بين اصابعه , توهج كل جسده بشرارة , واذا ببلورة فضية تخرج من جوف الكتاب ,محفورعليها خارطة العراق كله, ووجه لاجمل حورية عينها الاولي دجلة والاخرى الفرات, ابتسمت له الحورية ابتسامة اغراء انثوي قالت له : سابقي انتظر دورك, حتي تفرغ من وجودك فأنت هنا ..!



#رغد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق هو الرواية التي تحتاج النقد البناء
- تلك قضيتنا
- الهاتف
- انا وعرافتي والايقاع
- حقيبة سفر وحفنة ذكريات
- الي ابي وامي والذكري
- الي أمي وأبي والذكري
- أحلم بأمرأة تقلب المعادلة
- أم وطفل مشاكس
- مدينة من دم لا نار - اهداء للاستاذ لطفي حداد
- انتخبناكم ليستمر البث لا لينقطع
- اخفاق المراة العراقية
- كفتا الميزان ...السلطة ...الشعب
- لكم مسؤولون يا امة محمد
- ارفعوا المصاحف بين اياديكم لا علي رماحكم
- سيدة عراقية من الطراز القيادي الاول
- صرخة من قلب بغداد
- المراة العراقية والمستقبل
- اين الراس؟
- العراقيات والاستفتاء علي الدستور


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد علي - دعوة البلورة الفضية - قصة قصيرة