أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد علي - قصة قصيرة: لعنة متوارثة














المزيد.....

قصة قصيرة: لعنة متوارثة


رغد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3107 - 2010 / 8 / 27 - 03:20
المحور: الادب والفن
    



نعم سيدي القاضي أعترف اننى قتلتها ، أرجوك اسمعني قبل أن تحكم علي، لقد قتلتها لأحميها من لعنتي التي تدور في دمائها ، فانا مجرد لعنة متحركة في هذا الوجود ، نشأت يتيمة لم أعرف لا أماً ولا أباً ، رضعت الحرمان في المهد ، بل لم يكن هنك أي مهد ،فجدتى العجوز ما كانت تملك شيئاً لتشتري لي مهدا أسوة ببقية الاطفال، لكنها جدة حنون استكثرها علي القدر، فبلغت من الكبر عتيا حتى انتقلت لرحمة الله، فملكتنى خالتى كما لو كنت ارثاً يتملكونه ويسجلونه في عقارات الدولة، وأذاقتنى تلك الخالة العذابات والويل، حرمتنى من التعليم ومن كل شىء، سخرتنى لخدمة بناتها وزوجها الذي كان يهددني حين أرفض تنفيذ رغباته وشهواته ،حتى مرضت خالتى فبقيت ارعاها رحمة بها وخشية من عذاب رب العالمين ،فانا مؤمنة وتقية جدا سيدي القاضي !!! ،وما أن ماتت خالتي حتى تملكتنى عمتى التى لم تكن خيراً من خالتي بشىء ،لماذا لا تسألنى لماذا أنا عرجاء هكذا؟؟؟ .... لم يرحمنى احد في هذا الزمن ،حتى خطبني ابن الجيران .. لم أكن أعرف ما الحب لأننى لم التق هذا الكائن الغريب الذي يسمونه حباً ، لكننى قبلت رغبة في الخلاص من لعنتى ،وتزوجت... كان زوجا صالحاً طيب القلب، لكننا عانينا من الفاقة والحاجة، عشت معه ألواناً اخرى من عذابات الفقر والجوع، أنجبت خلالها ابنتى تلك ،وحين رزقه الله من أوسع ابوابه ،ظننت انها عدالة السماء، فأنا لم أسىء لأحد في حياتى، و اذ اشترينا بيتاً لنلم فيه حلماً بالسعادة ، لم نسعد فيه سوى يوم واحد ، حتى وجدته في الصباح جثة هامدة همد معها حلم السعادة ، فنسيت كل ما حولي .. ولكني استحضرت كل تاريخ الأسى و العذاب الذي لف حياتي .. فقتلت ابنتى !!..
نعم قتلتها . و قتلتها بكامل وعيي .. فقد فعلت ما كان يتوجب على أمى فعله قبل ان تتركنى لأرث لعتنها..أنت يا سيدى القاضى تحاكمنى .. ولكن من يحاكم قدري فينصفني؟؟؟!!



#رغد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة جدا : رصاصة لم تصيب
- قصة قصيرة: عدالة قبيحة
- قصة قصيرة جدا -:تجربة علمية
- قصة قصيرة جدا: بقايا ريش
- انا والاوزة وفنجان قهوة كويتية - قصة قصيرة
- ولادة أم جنون ؟!
- قصة قصيرة
- لماذا لا يفعلها الحجر؟
- قصص قصيرة جدا
- كذبة اللحظة المتألقة - قصة قصيرة
- دعوة البلورة الفضية - قصة قصيرة
- العراق هو الرواية التي تحتاج النقد البناء
- تلك قضيتنا
- الهاتف
- انا وعرافتي والايقاع
- حقيبة سفر وحفنة ذكريات
- الي ابي وامي والذكري
- الي أمي وأبي والذكري
- أحلم بأمرأة تقلب المعادلة
- أم وطفل مشاكس


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد علي - قصة قصيرة: لعنة متوارثة