أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - كلب الملك وحكمة دجلة.. قصتان قصيرتان














المزيد.....

كلب الملك وحكمة دجلة.. قصتان قصيرتان


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 3081 - 2010 / 8 / 1 - 09:56
المحور: الادب والفن
    


كلب الملك
يعيش في القصر الملكي كلب يحكم الملك وشعبه.
كلب يخدمه الملك على حساب كل الناس جميعاً.
كلب يسبح في أرقى وأجود أنواع الشامبو، فيما الناس يسبحون بالدم!
كلب يأكل ما طاب له من لحم.. والناس لا يجدون حتى العظم!
هكذا كان حال البلاد بعد ان حكمها حاكم جديد استمد قراراته من كلبه الذي كان يدير البلاد بنباحه المزعج المقزز الذي لا يفهمه سوى الملك.
تنبه الملك الى ان أكل الكلاب مباح في عدد من البلدان، فعمل على مقاطعتها على جميع الاصعدة، وغير علم المملكة الى صورة كلب، وأصدر أوامر صارمة لحماية حقوق الكلاب.. وجعل في بطاقة التموين الغذائية حصة خاصة بطعام الكلاب.. أجبر الناس على تربية ورعاية الكلاب لابراز الهوية الوطنية للبلاد وإعلان ولائهم للملك.
استمرت البلاد على هذه الحال الى ان هرب الكلب الملكي مما جعل حزن الحاكم يمتد في سائر البلاد ولأمد طويل حتى يوم القيامة.
وبعد عام...
تبين الحاكم ان كلبه الوفي قد خرج عن مألوف طبعه وانخرط ضمن الجهات المعارضة للحكم.. وكان قد شكل من الكلاب السائبة قاعدة واسعة، نظمت عملاً انقلابياً على الحاكم كان يهدف الى احتلال القصر الملكي وتسليمه الى الشعب لكي يعيشوا ما تبقى من العمر أحراراً من دون حاكم ولا محكوم!

حكمة دجلة

عاش قصة غرامية رائعة.. كان كثيرا ما يذكر أحداثها بأدق تفاصيلها.. تأخذه الذكريات الى انفعالاتها وابتساماتها وأيامها بحلاوتها ومرارتها.
بحلول ساعات المساء الأولى من كل يوم كان يجلس وحيداً على شاطئ نهر دجلة ويشكو للنهر ما مر به من أحداث يصعب نسيانها، حتى أصبح النهر صندوق أسراره وأفضل أصدقائه.
وذات مساء ممطر شديد البرد، شكا للنهر كعادته:
-أذكر إنها قالت لي مرة: إن دمي خفيف.. وكلماتي أعذب من نسمات الخريف.. وابتسامتي مساء هادئ وألوان طيف.. وسكوتي ألحان من تراث الريف.
وقالت بعد أقل من شهر كلاماً يختلف عن سابقه لا احب ان اذكره لكنه مازال عالقاً في مخيلتي:
-لقد اخطأت التعبير عن مشاعري عندما التقينا في المرة السابقة..
للاسف تبين لي ان دمك ملح مُركز غير قابل للذوبان والتخفيف.. وكلماتك أشد من ألف طعنة سيف.. وابتسامتك زائفة كالطيف.. وسكوتك جيش احتلال ودبابات ووحيف.
ثم تركتني وحيداً في هذا المكان نفسه من دون معرفة أسباب هذا التغيير..
كانت تحبني جداً وانت خير شاهد..
هل تذكر..؟
هنا كتبنا شعراً..
وهناك صنعنا بيتاً من الطين..
هل تذكر كم ركضنا ولعبنا وضحكنا على شاطئك الهادئ..
كلها أشياء ملموسة لا يمكن تجاوزها أو نسيانها.
نهر دجلة الذي امتاز بالهدوء.. انتفض عبر موجة عالية قوية مسحت كلمات الشعر وهدمت بيت الرمل وأسكتت الكلمات واغتسلتها ولم يبق لها أي أثر.. تبعها سكوت غريب اختلط بكلام النهر:
-من الصعب ان أذكر شخصاً لا يؤمن بوجودي.. ومن المستحيل ان أقرر الانتحار وأنا أعشق الحياة، موجتي اغتسلتك نفسياً وجسدياً.. فأمضِ بسرعة فالحياة لا تعشق الكسل ولا تعرف اليأس.
ترك النهر وهو يحمل حكمته.. ولم يعد يجلس الى الشاطئ إلا في أوقات متباعدة.. وانصرف الى حياته العادية.



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذراً ياسيدي ابليس وثوب الزفاف.. قصتان قصيرتان
- صلاة الميت.. قصة قصيرة
- ألم أم وغائبون.. قصتان قصيرتان
- العقل وقانون السكوت.. قصتان قصيرتان
- قصتان قصيرتان جداً
- قرارات.. قصرة قصيرة
- 5 قصص قصيرة جداً
- 3 قصص قصيرة
- سبع قصص قصرة جداً
- ثلاث قصص قصيرة جداً
- الساعات .. قصص قصيرة جدا
- قصص الدقيقة الواحدة
- ثمانية قصص قصيرة جداً
- 14 قصص قصيرة جداً
- قصة قصيرة: البراءة
- قصة قصيرة: يوسف.. كان هنا
- رؤية سريعة لآخر تطورات العالم.. بحثاً عن عراق جديد
- قصص قصيرة جداً
- قانون العفو العام.. متى يحسم ويصبح حقيقة ملموسة ؟
- العائلة العراقية ما بين الشعوذة والدجل والطب النفسي


المزيد.....




- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - كلب الملك وحكمة دجلة.. قصتان قصيرتان